وفي العام الماضي ضربت أزمة عملاق العقار الصيني إيفرغراند، سوق الأسهم العالمية، مع انهيار أسهم العقار الصيني، مع الإعلان عن أزمة ديون تقارب الـ300 مليار دولار.
وفي غضون ذلك سعت الحكومة الصينية إلى إجراء تدخلات سريعة وعاجلة، لطمأنة الأسواق بشأن التزام الشركة، بقدرتها على الالتزام بالوفاء بكافة ديونها.
بيد أن الساعات القليلة الماضية، كشفت عن أزمات جديدة لشركات العقار الصينية، والذي تزامن مع قرارات مفاجئة من المركزي الصيني بخفض أسعار الفائدة.
الأسواق تأثرت سلبًا بسقوط أسهم العقار الصينية، والذي أثار المخاوف من أزمة عقار جديدة تلوح في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، على غرار إيفرغراندسوزانا كروز
وأشارت سوزانا كروز، الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital إلى اتساع خسائر الأسهم الأوروبية، مع تراجع العقود الآجلة الأميركية في جلسة ما قبل التداول، في ظل تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني.
ولفتت الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital إلى التأثير السلبي لسقوط أسهم العقار الصينية، والذي أثار المخاوف من أزمة عقار جديدة تلوح في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، على غرار إيفرغراند.
وأضافت الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital: "على الرغم من أن صانعي السياسة، يتطلعون بحق إلى منع الانهيار في الصين، إلا أننا نعتقد أن مشاكل قطاع العقارات هي انعكاس للانكماش الهيكلي، الذي سيشكل الاقتصاد الصيني لسنوات قادمة".
وتابعت كروز: "على أي حال سيكون للضعف في قطاعي العقارات والمستهلكين في الصين، تداعيات على الشركات الأوروبية والبريطانية في الفترة المقبلة والأسواق العالمية".
وخلال هذه اللحظات انخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بحوالي 1.65%، أو ما يعادل 125 نقطة غلى متسويات 7380 نقطة.
وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي، بنسبة 1.5% أو ما يعادل 110 نقاط نزولًا إلى مستويات 7239 نقطة.
فيما انخفض داكس الألماني بحوالي 1.3% ليخسر ما يعادل 190 نقطة، نزولًا إلى مستويات 15715 نقطة.
وانخفض مؤشر إيبكس 35 الأسباني بحوالي 1.4%، أو ما يعادل 120 نقطة نزولًا إلى مستويات 9310 نقاط.
بينما تراجع مؤشر يورو ستوكس الأوروبي الأوسع نطاقًا، بحوالي 1.15% أو ما يعادل 5.5 نقطة، نزولًا إلى مستويات 454 نقطة.
سيكون للضعف في قطاعي العقارات والمستهلكين في الصين، تداعيات على الشركات الأوروبية والبريطانية في الفترة المقبلة والأسواق العالميةLiberum Capital
وفي آسيا انخفض مؤشر آسيا داو 0.2% أو ما يعادل 7 نقاط، إلى مستويات 3444 نقطة بنهاية تعاملات اليوم الثلاثاء.
وتراجع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ، بأكثر من 1% أو ما يعادل 192 نقطة، نزولًا إلى مستويات 18581 نقطة.
وانخفض مؤشر شنغهاي الرئيس في الصين بنسبة 0.1%، أو ما يعادل 2.3 نقطة نزولا إلى مستويات 3176 نقطة.
وبنهاية التعاملات تراجع مؤشر سنغافورة الرئيسي، بنسبة 0.5% أو ما يعادل 15 نقطة إلى مستويات 3232 نقطة.
وفي تداولات العقود المستقبلية للمؤشرات الأميركية، عكست الأسهم اليوم تعاملات أمس الاثنين، بعدما انهت الجلسة في المنطقة الخضراء على ارتفاعات جماعية.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز للأسهم الصناعية بحوالي 0.8%، أو ما يعادل 270 نقطة خلال هذه اللحظات غلى مستويات 35109 نقطة.
وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، بحوالي 0.6% أو ما يعادل 28 نقطة إلى مستويات 4477 نقطة.
ونزلت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا، بحوالي 0.5% إلى مستويات 15200 نقطة بخسائر 70 نقطة.
نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيس الشركة، في ظل التداعيات الأخيرة وتباطؤ الطلب مع ارتفاع المعروض من العقاريانغ هويان
وهوت أسهم شركة العقارات العملاقة كانتري غاردن، بعدما أعلنت عن تفويت مدفوعات سندات، لتتراجع أسهم الشركة الصينية في دقائق بأكثر من 16% أمس الاثنين.
وفي غضون ذلك حذرت الشركة من خسائر تقدر بمليارات الدولارات، ما يفاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون.
وقالت رئيسة كانتري غاردن يانغ هويان: "نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيس الشركة في ظل التداعيات الأخيرة، وتباطؤ الطلب مع ارتفاع المعروض من العقار".
بيد أن كانتري غاردن أشارت إلى توقعاتها، بأن قطاع العقارات سيعود في نهاية المطاف إلى مسار التنمية الصحية والثابتة، بعد مروره في مرحلة التغييرات العميقة هذه.
وفي وقت سابق كانت شركة العقارات كانتري غاردن على قائمة فوربس لأكبر 500 شركة في العالم، بينما كانت رئيستها يانغ هويان واحدة من أغنى النساء في آسيا.
واعلنت كانتري غاردن عن عدم قدرتها تسديد دفعتي سندات وذلك بعد فترة سماح مدتها 30 يوماً.
إضافة إلى ذلك تواجه الشركة خطر التخلف عن السداد في سبتمبر، إذا بقيت غير قادرة على الدفع.
وأعلنت كانتري غاردن أنها ستعلّق تداول سنداتها الداخلية، اعتباراً من أمس الاثنين، في قرار يرجّح بأن يثير قلق الأسواق.
وتفيد التقديرات الأولية أن قيمة ديون الشركة بلغت نحو 1.15 تريليون يوان (159 مليار دولار) في أواخر 2022.
ورفعت الشركة التزاماتها الإضافية إلى نحو 1.4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، بنهاية النصف الاول من العام الجاري.
العرض الزائد في العقارات التجارية، وزيادة المنافسة في المساحات المرنة، وتقلب الاقتصاد الكلي، أدت إلى إلى زيادة معدل إلغاء التعاقداتديفيد توللي
وفي مطلع الشهر الجاري أعلنت كانتري غاردن، أنها تتوقع بأن تبلغ خسائرها في النصف الأول من العام، ما بين 45 ملياراً و55 مليار يوان (نحو 6.2 مليار إلى 7.65 مليار دولار).
وأكدت الشركة أن هذا يأتي نظراً لتدهور المبيعات وبيئة إعادة التمويل وهو ما انعكس سلبًا على الأموال المتاحة في خزائن الشركة.
وعمقت الأسواق من خسائرها مع إعلان عن تعثر يضاف إلى أزمة كانتري غاردن، حيث جاءت التحذيرات بشأن فشل وي وورك المحتمل يوم الثلاثاء، بعد أن أبلغت شركة العقار عن خسارة قدرها 349 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2023.
وتأتي خسائر الشركة بأعلى من التوقعات، حيث مني السهم بخسارة 0.21 دولار وذلك بأعلى من توقعات الأسواق بخسارة في حدود 0.12 دولار للسهم.
أوضح ديفيد توللي، المدير التنفيذي المؤقت للشركة، أن العرض الزائد في العقارات التجارية، وزيادة المنافسة في المساحات المرنة، وتقلب الاقتصاد الكلي أدى إلى زيادة معدل إلغاء التعاقدات.
وتزامن ذلك وفقًا للمدير التنفيذي المؤقت للشركة مع الطلب الأضعف للتوقعات، مما أدى إلى انخفاض في الإيرادات.
وفي غضون ذلك انخفض اليوان الصيني في التعاملات الخارجية 0.4% إلى 7.385 للدولار، وهو ما يقل نحو 0.1% فقط عن أدنى مستوى له في 2023 عند 7.2857 في يونيو.
وفي المقابل تراجعت العملة الصينية بنحو 6% هذا العام، في أسوأ أداء بآسيا بعد الين الياباني منذ بداية 2023.
انخفضت عوائد السندات الصينية لأجل 10 سنوات، بمقدار نقطتي أساس إلى 2.62%، مقتربة من أدنى مستوى لها خلال العام الجاري عند 2.59%.
وتراجع مؤشر شنغهاي شنزن القياسي، ليمحو بذلك كل المكاسب بعد إعلان الحكومة الصينية، عن خطة لدعم الأسواق في 24 يوليو الماضي.
نعتقد أن مشاكل قطاع العقارات هي انعكاس للانكماش الهيكلي، الذي سيشكل الاقتصاد الصيني لسنوات قادمةLiberum Capital
وتزامن تراجع العملة الصينية والسندات، بعدما جاءت كل البيانات الاقتصادية الصينية لشهر يوليو، دون توقعات السوق تقريباً.
وفي غضون ذلك انخفضت القروض المصرفية إلى أدنى مستوى لها في 14 عاماً، بينما تراجعت أسعار المستهلكين والمنتجين بأعلى من التوقعات.
فيما انكمشت الصادرات الصينية بأكبر قدر منذ فبراير 2020، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني.
في عام 2022 استيقظ العالم على أزمة ديون واحدة من أكبر شركات العقار في العالم، مع إعلان إيفراغراند عملاق العقار الصيني، عن تعثر محتمل لديون تقدر بحوالي 300 مليار دولار.
وتعرضت شركة إيفرغراند، وهي أكبر مطور عقاري مدين في العالم، لضغوط بعد أن أمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، مطوري العقارات بخفض مديونياتهم.
وتسعى السلطات الى توجيه الصناعة نحو وتيرة تنمية أكثر استدامة، بعد سنوات عديدة من النمو المدفوع بالتحفيز.