بيانات تُثير القلق.. الليرة التركية تترنح والذهب لا يتوقف

صدرت، اليوم الثلاثاء، بيانات تركية متضاربة بشأن التضخم وسط استمرار تراجع العملة المحلية، تزامنًا وصعود الذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

وارتفع إقبال الأتراك على اقتناء الذهب للتحوط من انهيار العملة، التي سقطت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، تزامنًا وارتفاع معدلات التضخم بالبلاد.

بيانات التجزئة

وفي غضون ذلك تراجعت مبيعات التجزئة التركية السنوية، لتسجل 27.5% خلال مايو، مقابل البيانات المعدلة بالزيادة خلال أبريل من 28.6% إلى 28.8 % .

وعلى أساس شهري ارتفعت مبيعات التجزئة التركية خلال مايو من 7% إلى 9%، في إشارة إلى توسع الإنفاق، ما قد يدفع معدلات التضخم للارتفاع من جديد.

اقرأ أيضًا..

مصر.. انفجار ضخم بمحطة وقود

بيانات التضخم

وفي مطلع الشهر الجاري أظهرت بيانات رسمية، أن التضخم السنوي في تركيا تراجع إلى 39.59% في مايو، وهو أعلى من التوقعات التي رجحت تسجيل 39.2%.

وارتفعت أسعار المستهلكين في مايو 0.04% عن الشهر السابق، مقارنة مع توقعات بتراجع 0.2%، بينما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين المحليين 0.65% على أساس شهري في مايو مسجلا زيادة 40.76%.

أهمية البيانات

ومؤشر مبيعات التجزئة هي قياس شهري لجميع السلع المبيعة من قبل تجار التجزئة على أساس أخذ عينات من متاجر البيع بالتجزئة، لمختلف الأنواع والأحجام في تركيا باستثناء السيارات.

وهو مؤشر هام على الإنفاق الاستهلاكي، ويرتبط أيضا بثقة المستهلك، إضافة إلى قياس مدى توسع الأفراد في الإنفاق، والذي يمنح إشارات قوية لاتجاه التضخم.

الليرة الآن

وفي غضون ذلك تراجعت الليرة التركية، قرب أدنى مستوى على الإطلاق، والذي تم تسجيله لفترة وجيزة أمس الاثنين، عند مستويات 23.9212 ليرة للدولار.

وتنخفض الليرة التركية اليوم الثلاثاء، بنسبة 0.25% عند مستويات 23.7863 ليرة للدولار بينما تتجاوز مسستويات الـ 24 ليرة للدولار في سوق الصرافة.

وخلال العام الماضي 2022 انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3 ليرة للدولار، إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار، بتراجع بلغت نسبته 41%.

وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 وحتى تعاملات اليوم، انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 190%.

اقرأ أيضًا..

السعودية.. السجن ومصادرة 6 كيلو ذهب بقضية غسل أموال

الذهب الآن

وتزامنًا مع انخفاض الليرة، وسع المعدن الأصفر من مكاسبه في التعاملات المحلية، حيث يحوم جرام الذهب بالقرب من مستويات الـ 1500 ليرة للجرام.

وبعدما تجاوز مستويات الـ 1505 ليرات للجرام، خلال تعاملات أمس الاثنين، أنهى الذهب التعاملات عند مستويات 1491 ليرة للجرام الواحد بارتفاع هامشي.

ويرتفع الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء، في التعاملات الفورية بزيادة في حدود 7 ليرات أو ما يعادل 0.2%.

هبوط متوقع

وتوقع بنك ويلز فارغو أن تتجه الليرة إلى 27 ليرة للدولار، في وقت مبكر من العام المقبل".

بينما يرى محللو جيه بي مورغان في فرضية الالتزام الشديد بسياسة المركزي التيسيرية، أن تهوي الليرة مبدئيا ليسجل الدولار ما بين 24 و25 ليرة للدولار.

وقال محللو جيه بي مورغان إن الليرة ستهبط عقب ذلك، إلى 26 ليرة للدولار، على أن تهبط قيمة الليرة إلى ما يقارب 30 أمام الدولار بنهاية العام المقبل.

ما يقود السوق؟

ويأتي تراجع الليرة التركية وارتفاع الذهب، في ظل توقعات الأسواق بعدم تغيير سياسة البنك المركزي التركي التيسيرية، والتي تخالف البنوك المركزية حول العالم.

وبعد الإعلان عن فوزه بفترة جديدة في الانتخابات الرئاسية، أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الفائدة ستواصل انخفاضها لدعم وتشجيع الاستثمار.

اقرأ أيضًا..

تنتظر المزيد.. أسهم آسيا تحتفل بقرار الصين المفاجئ

النموذج التركي

وفي وقت سابق أعلن الرئيس التركي عن تبني بلاده نموذجا اقتصاديا يحارب الفائدة، ويدعو لتشجيع وزيادة الصادرات والسياحة والاستثمارات المتنوعة.

وفي غضون ذلك خفض المركزي التركي أسعار الفائدة بأكثر من 1050 نقطة أساس، من سبتمبر 2021 وحتى الآن.

بيد أنه وفي المقابل ارتفعت معدلات التضخم في تركيا، إلى أعلى مستوياتها في 24 عاما وصولًا إلى الذروة عند مستويات 85%.

إلا أن التضخم في تركيا بدأ في الانخفاض على مدار الأشهر السبعة الماضية نزولًا إلى مستويات قرب الـ 40%.

وجاءت بيانات عجز الحساب الجاري التركي بأعلى من توقعات الخبراء والمحللين، عند 4.5 مليار دولار بينما ارتفعت عن المسجل فعليًا خلال مارس والذي بلغ 4.9 مليار دولار، في حين بلغ العجز 48.76 خلال عام 2022 بأكمله.

مستقبل قاتم

وقال تيموثي آش ، كبير المحللين الإستراتيجيين السياديين في BlueBay Asset Management: "مع احتياطيات العملات الأجنبية المحدودة وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية الهائلة، فإن الضغط على الليرة ثقيل".

قال بريندان ماكينا، الخبير الاقتصادي بالأسواق الناشئة في ويلز فارغو والخبير الإستراتيجي في الفوركس: "لدينا نظرة متشائمة للغاية بشأن الليرة التركية، نتيجة توقعات استمرار المركزي في سياسته التيسيرية".

وأشار ماكينا إلى تركيز السياسة النقدية التركية، على السعي لتحقيق النمو والمنافسة التصديرية بدلاً من ترويض التضخم.

حماية العملة

وفي محاولة من المركزي التركي للتدخل لدعم العملة فقدت الاحتياطيات النقدية في البلاد مليارات كثيرة، والتي لم تنجح في طمأنة الأسواق.

وفي غضون ذلك سقطت عملة تركيا من مستويات قرب الـ 8 ليرات للدولار قبيل بدء رحلة خفض الفائدة إلى المستويات الحالية بتراجع في حدود 200%.

وأظهرت بيانات يوم الخميس الماضي أن صافي الاحتياطيات الدولية في البنك المركزي سجل أدنى مستوى عند 5.7 مليار دولار في الثاني من يونيو .

وحصلت أنقرة على نحو 28 مليار دولار من اتفاقات مقايضة العملات في السنوات القليلة الماضية، مع الإمارات وقطر والصين وكوريا الجنوبية.

اقرأ أيضًا..

التفاؤل يدق أبواب أوروبا.. بيانات إيجابية خارج التوقعات

عرافة وول ستريت.. بنوك عديدة ستختفي ولن تبقى على قيد الحياة