عاصفة رسوم ترامب تواصل اجتياح الأسواق العالمية

عمّقت أسواق الأسهم العالمية حدة تراجعاتها خلال تداولات أمس الاثنين، بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية واسعة النطاق الأربعاء الماضي، والتي تنذر بدخول الاقتصاد العالمي موجة ركود حادة.
 
وتجاهلت الأسواق تطمينات مسؤولين أميركيين بانفتاح الإدارة الأميركية على المفاوضات للتوصل إلى صفقات كبرى.

ورغم تفاؤلها بتأجيل تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، وانفتاح الاتحاد الأوروبي على التفاوض مع الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية، إلا أن المستثمرين ما زالت تتملكهم حالة من الذعر، وعدم الثقة بسياسات الرئيس الأميركي.

الأسهم تهوي 

هوت الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس بشكل حاد عند افتتاح الجلسة، حيث تراجع مؤشر «إس أند بي 500» بنسبة 3% عند الافتتاح ليدخل بذلك مرحلة السوق الهابطة، مسجلاً ثاني أسرع وتيرة تحول إلى سوق هابطة منذ العام 1945 «حتى نهاية الحرب العالمية الثانية».

وتراجع مؤشر «ناسداك» 3.7% موسعاً خسائره إلى 25% من أعلى نقطة حققها، فيما تراجع مؤشر داو جونز 3.4%.

ورغم أنها قلّصت من حدة التراجعات، وسجلت ارتفاعات عقب إعلان نية الولايات المتحدة تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية، إلا أن حالة عدم الثقة والخشية من أن يكون الارتفاع هو للتصريف يدفع المستثمرين إلى التأني في عمليات الشراء إلى حين اتضاح الصورة.
 
وقبل افتتاح الأسواق الأميركية، وسعت مؤشرات الأسهم الأوروبية من تراجعاتها، حيث هبط مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 4.37%، و«داكس» الألماني 3.88%، بينما تراجع مؤشر «كاك» الفرنسي  4%.
 
وكانت مؤشرات الأسهم الآسيوية شهدت تراجعات حادة في التداولات الصباحية، حيث تراجع مؤشر «نيكاي» الياباني 7.8%، ومؤشر «هانغ سينغ» 13.2%، و«شنغهاي» 7.3%.

الاثنين الأسود

تعيد هذه المشاهد إلى الأذهان ما حدث في «الاثنين الأسود» العام 1987، حيث شهد ذلك اليوم انهياراً مفاجئاً في أسواق الأسهم العالمية، فقدت خلالها أسواق المال الكبرى مثل نيويورك وهونغ كونغ نسبة كبيرة من قيمتها.

في 19 أكتوبر 1987، سجل مؤشر «داو جونز» أكبر انخفاض يومي في تاريخه بنسبة 22.6%؛ ما تسبب في موجة من الذعر الاقتصادي على مستوى العالم.

خسائر بعشرات التريليونات

حسب تقديرات وحدة الأبحاث والدراسات في «إرم بزنس»، تكبدت الأسواق العالمية عشرات تريليونات الدولار جراء سياسات الرئيس الأميركي بفرض الرسوم الجمركية.
 
ولم يُبدِ الرئيس الأميركي، أي إشارة إلى التراجع في مواجهة ذعر «وول ستريت» والرفض الدولي، مكتفياً بالقول إن الأسواق قد تضطر إلى تناول الدواء، وأنه لم يسعَ عمداً إلى انهيار الأسهم.
 
بالمقابل، أعلنت الصين عن رسوم جمركية انتقامية، ويستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ تدابير مضادة، بينما دخلت الرسوم الجمركية الأساسية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 10% على معظم شركائها التجاريين حيز التنفيذ خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ركود النصف الثاني

يعتقد بنك «جيه بي مورغان» أن الاقتصاد الأميركي سيدخل حالة ركود في النصف الثاني من عام 2025 مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في الاقتصاد.
 
ويتوقع كبير الاقتصاديين في «جيه بي مورغان» مايكل فيرولي، حدوث ركود اقتصادي لمدة ربعين في النصف الثاني من عام 2025، حيث سينكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% في الربع الثالث من العام، وبنسبة 0.5% في الربع الرابع،

كما يرجح فريق فيرولي انتهاء عام 2025 على انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 0.3%.