الاقتصاد الألماني سيتراجع بنسبة 0.1% في 2023 في حين قد يحقق نمواً بنسبة 0.4% في العام المقبل 2024يواكيم ناغل
وقال محافظ المركزي الألماني يواكيم ناغل: "تشير التوقعات الأحدث إلى تراجع الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1% في 2023 في حين قد يحقق نمواً بنسبة 0.4% في العام المقبل 2024".
وجاء ذلك في ظل ضعف الطلب من الخارج والحد من الدعم الحكومي للتحول الأخضر وتضرر النشاط الاقتصادي من ارتفاع أسعار الفائدة.
ومقارنة مع التوقعات السابقة التي صدرت في يونيو الماضي، فقد كشفت توقعات البنك نصف السنوية لأكبر اقتصاد في أوروبا انكماشا أقل قليلا من المتوقع في 2023، لكنه أيضا قلص كثيرا حجم الانتعاش المتوقع في 2024.
كان قد تباطأ معدل التضخم في ألمانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في نوفمبر، وبلغ أدنى مستوياته منذ يونيو 2021، ما يرجح قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة العام المقبل.
ويأتي تراجع التضخم في ألمانيا في وقت تعاني فيه تباطؤ الاقتصاد بسبب تأثير الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ولفت معهد "ديستاتيس" للإحصاء، في بيان، إلى أن الزيادة في مؤشر أسعار المستهلك تراجعت بنسبة 0.6 نقطة مئوية مقارنة بشهر أكتوبر الذي كان قد سجّل تراجعًا واضحًا إلى 3.8%.
وفي نوفمبر، تراجع المؤشر الموحد لأسعار الاستهلاك الذي يُعدّ مرجعيًا بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، ليسجّل 2.3% على أساس سنوي، مقتربًا من هدف 2% في الأمد المتوسط.
ألمانيا ليست رجل أوروبا المريض.. هذا التشخيص الذي يردده الكثيرون بتساهل مفرط هو تشخيص خاطئيواكيم ناغل
أنهى الاقتصاد الألماني الربع الثالث من العام الجاري على انكماش بنسبة 0.4% على أساس سنوي، وبنسبة 0.1% مقابل الربع الثاني من العام الجاري.
ويقترب الاقتصاد الألماني من إنهاء العام على أداء يعد بين الأضعف في الاقتصادات الكبرى، إذ أثر ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف الطلب العالمي وارتفاع معدلات الفائدة في النمو.
وألمانيا هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش هذا العام.
يذكر أن الاقتصاد الألماني نما بنسبة 1.8% في 2022 و2.6% في 2021، وفقًا للبنك الدولي.
ودخل الاقتصاد الألماني في حالة يطلق عليها الخبراء "الانكماش التقني" بعد تسجيل تراجع في إجمالي الناتج المحلي للربع الثاني على التوالي، في سابقة لم تحدث منذ جائحة كورونا.
ويجري تعريف الركود عموما بأنه ربعان متتاليان من الانكماش، وهو ما حدث في ألمانيا للمرة الأولى منذ وباء كوفيد-19 الذي تسبب في تراجع إجمالي الناتج المحلي في الربعين الأول والثاني من 2020.
وفي وقت سابق توقعت "ذا إيكونوميست" البريطانية أن ألمانيا في طريقها لأن تصبح رجل أوروبا المريض، وذلك بسبب افتقارها إلى القدرة التنافسية وارتفاع معدلات البطالة.
وقال مؤسس معهد فلوسباخ فون شتورخ للأبحاث وكبير خبراء الاقتصاد الكلي السابق في دويتشه بنك، توماس ماير، إن الاقتصاد الألماني لم يظهر أي نمو في الربع الثاني من العام الجاري.
وأشار توماس ماير إلى أن ألمانيا تنافس على لقب رجل أوروبا المريض، وسواء كان الاقتصاد ينمو أو ينكمش يبدو أن الأزمة في ألمانيا باتت أكثر عمقًا.
وفي غضون ذلك لفت رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، بيتر أدريان، إلى أن الاقتصاد الألماني سوف يسقط في ركود طويل، حيث تشهد البلاد انخفاضا في الإنتاج، ولا يتوقع ظهور بوادر انتعاش.
كشفت التوقعات المركزي الألماني نصف السنوية لأكبر اقتصاد في أوروبا انكماشا أقل قليلا من المتوقع في 2023المركزي الألماني
وفي وقت سابق، أشار هانز وارنر شين الخبير في معهد البحوث الاقتصادية الألماني آيفو إلى أن بلاده عادت مجدداً لتستحوذ على لقب رجل أوروبا المريض.
وأوضح شين أن البيانات الأخيرة تشير إلى استمرار تراجع الناتج الصناعي، الذي يأتي في وقت تعاني فيه ألمانيا من ارتفاع أسعار الطاقة.
ولفت شين إلى أن الأمر لا يعد ظاهرة قصيرة الأجل، وأنه سوف يمتد إلى قطاع صناعة السيارات الذي يعد عصب الاقتصاد الألماني، والقطاعات التي ترتبط به.
وفي غضون ذلك أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناغل أن الضعف الحاصل في الاقتصاد الألماني هو مرحلة مؤقتة.
وقال يواكيم ناغل إن ألمانيا ليست رجل أوروبا المريض، مشيرًا إلى أن هذا التشخيص الذي يردده الكثيرون بتساهل مفرط هو تشخيص خاطئ.
وتعليقًا على البيانات الأخيرة أشار ألكسندر كروغر، كبير الاقتصاديين في شركة هوك أوشاوزر لامب، إلى أنه لا تزال الغيوم السوداء تخيم على قطاع الصناعة الألماني.
ولفت كبير الاقتصاديين في شركة هوك أوشاوزر لامب إلى أن ضعف الاقتصاد العالمي ومنطقة اليورو وارتفاع أسعار الطاقة سيبقيان التوقعات قاتمة.