وفي غضون ذلك، توقع محللو Scotiabank أن يرتفع الدولار خلال الأيام المقبلة، قبل أن تنعكس موجة الصعود مع صدور مزيد من الإشارات بشأن انتهاء رحلة رفع أسعار الفائدة.
مع توالي البيانات المالية التي تعزز تباطؤ التضخم وانكماش سوق العمل وانحسار زيادة الأجور، ستبدأ الأسواق في إعادة تسعير سعر الفائدة النهائي على الأموال الفيدراليةScotiabank
مع انتصاف يوليو الجاري، نزل مؤشر الدولار الرئيس قرب أدنى مستوياته في نحو العام ونصف ليتخلى عن الدعم التاريخي عند 100 نقطة.
بيد أن بيانات الوظائف وسوق العمل والناتج الإجمالي والتضخم عززت من ارتفاع مؤشر العملة الرئيسية عقب الهبوط الكبير.
ومع صدور قرار الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة للمرة الـ11 يوم الأربعاء الماضي، عاد مؤشر الدولار للارتفاع مقابل سلة من العملات الرئيسة إلى مستويات أعلى 102 نقطة.
بينما أنهى مؤشر العملة الأميركية تعاملات أمس الجمعة عند مستويات 101.7 متراجعًا بنسبة هامشية لا تتجاوز 0.1%.
يرى محللو العملات لدى سكوتيا بنك أن تحركات الدولار الأميركي على المدى القصير ستأتي إيجابية على وقع الزيادة الأخيرة لأسعار الفائدة.
وأشار محللو البنك إلى أن البيانات الاقتصادية ربما تعزز فترة الصعود، إلا أن المؤشرات الأوسع إجمالًا تدل على أن التضخم يتجه للتباطؤ خلال الأشهر المقبلة.
وقال محللو البنك: "مع توالي البيانات المالية التي تعزز تباطؤ التضخم وانكماش سوق العمل وانحسار زيادة الأجور، ستبدا الأسواق في إعادة تسعير سعر الفائدة النهائي على الأموال الفيدرالية".
ونتيجة لاتساع احتماليات تباطؤ التضخم فمن المرجح أن تتبدل شهية المخاطر لدى التجار والمضاربين قريبًا صوب الأصول عالية المخاطر وهو ما سينعكس سلبًا على العملة الأميركية.
ويرى محللو سكوتيا بنك أن أبرز المخاطر الهبوطية التي تواجه توقعات أداء الدولار الأميركي يأتي على رأسها أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أصبح قريبا من إنهاء دورة التشديد النقد.
ورجح محللو سكوتيا بنك أن تأتي المحصلة الإجمالية لأداء الدولار في الربع الثالث من العام الجاري 2023 سلبية.
إضافة إلى ذلك لفت محللو سكوتيا بنك إلى أن الكثير من المؤشرات الفنية تعطي إشارات قوية على أن الدولار بدأ اتجاهًا هابطًا على المدى المتوسط والطويل.
الدولار سيرتفع عند 102.5 نقطة وصولًا إلى مستويات 104 نقاط، قبل أن يرتد هابطًا دون مستويات الـ 100 نقطةScotiabank
وخلال الأسبوعين المقبلين، توقع محللو سكوتيا أن يتجاوز الدولار مستويات المقاومة عند 102.5 نقطة وصولًا إلى مستويات 104 نقاط.
بيد أنه وفي المقابل فقد رجح خبراء سكوتيا أن يرتد الدولار هابطًا دون مستويات الـ 100 نقطة والتي نزل دونها في الأسبوع الماضي قبل قرار الفائدة.
وعلى غرار توقعات سكوتيا بنك جاءت توقعات خبراء بنك إتش إس بي سي البريطاني، الذي يرجح يواصل الدولار ضعفه خلال الفترة المقبلة.
ولفت خبر إتش إس بي سي إلى أن العامل الأساسي للدولار سيكون هو ما إذا كان التضخم الأمريكي سيواصل تراجعه نحو هدف الفيدرالي دون حدوث ركود اقتصادي.
وأكد محللو إتش إس بي سي أنه إذا جاءت البيانات الأميركية مغذية لتوقعات الأسواق بحدوث ركود اقتصادي فقد يمتد انخفاض الدولار الأميركي بقوة أكبر.
وأشار محللو HSBC إلى أن تراجع الدولار قد يأتي أعنف إذا تزامن ذلك مع تحسن الأفاق الاقتصادية في أوروبا والصين واليابان وجاءت بيانات النمو بأفضل من التوقعات.
وأوضح محللو البنك أنه وبوجه عام من المحتمل أن يؤدي التضخم الأميركي الراسخ أو التباطؤ الملحوظ في النمو العالمي إلى ارتفاع الدولار الأميركي من خلال تلاشي الرغبة في المخاطرة.
ولفت محللو البنك إلى أن الدولار سيكون أكثر عرضة للبيانات الاقتصادية الضعيفة على المدى القصير على الأرجح، مع استبعاد احتمال انخفاض أسعار الفائدة الفيدرالية بمجرد الوصول الذروة.