الفيدرالي الأميركي لم ينته بعد من التشديد النقدي، وإنما هدأ وتيرته فقط.. ولن يتنازل عن مستهدفات التضخمباتريك هاركر
علامات الركود تتعالي، وأجراس الإنذار تدق، وتحذيرات بنوك الاستثمار العالمية من الركود، الذي بدأت بوادره تتزايد يومًا تلو الآخر.
وفي المقابل التضخم العنيد لا يهدأ، والفيدرالي مصصم على العودة بمعدلات الأسعار، إلى المستويات المستهدفة عند الـ 2%.
وبينما تترقب الأسواق اليوم الأربعاء صدور بيانات التضخم، توالت تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأميركي في الساعات السابقة والتي عمقت من مخاوف الأسواق.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إن الركود أصبح محتملًا للغاية وربما نراه هذا العام.
وأضاف كاشكاري: "أن ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الإقراض بعد انهيار العديد من البنوك الأميركية قد يؤدي إلى ركود محتمل هذا العام".
بيد أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، يرى أن مخاطر السماح بالتضخم بالبقاء مرتفعًا ستكون أسوأ كثير من حدوث الركود.
وقال نيل كاشكاري: "أرى أن التضخم سيصل إلى 3٪ بحلول نهاية هذا العام، وسيكون قريبا من المستوى 2٪ العام المقبل".
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس: "لا ينبغي تغيير هدف التضخم للبنك الفيدرالي الأميركي البالغ 2٪".
وأشار نيل كاشكاري إلى أن مستهدفات التضخم جاءت دومًا فعالة، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة".
وقال رئيس فيدرالي مينيابوليس: "القطاع المصرفي الأميركي بأكمله لا يعاني من المخاطر، التي أدت إلى انهيار بنك سيليكون فالي".
وأضاف نيل كاشكاري: "المؤشرات واضحة على أن الأزمة الأخيرة لم تكن توجها عاما للمصارف، وهو مؤشر واضح على أن النظام المصرفي يعمل بطريقة أكثر استقرارا واستدامة".
وفي المقابل يبدو أن عضو الفيدرالي الأميريكي في شيكاغو، أوستن غولسبي، يرى ضرورة التأني قبل رفع الفائدة.
وأكد غولسبي ضرورة توخي الحذر قبل رفع الفائدة مجددا، بسبب التطورات التي حدثت مؤخرا في القطاع المصرفي الأميركي.
وقال عضو فيدرالي شيكاغو: " يجب على الفيدرالي الانتظار لقياس حجم تداعيات السياسة النقدية التشديدية في خفض التضخم".
أعضاء الفيدرالي الأميركي يجب عليهم جمع المزيد من المعلومات والحذر بشأن رفع أسعار الفائدة بقوة مفرطةأوستن غولسبي
ولفت عضو الفيدرالي الأميريكي في شيكاغو، إلى ضرورة أن يقوم الفيدرالي الأميركي بتقييم التأثير المحتمل للضغوط المالية على الاقتصاد الحقيقي.
وأكد أوستن غولسبي أن أعضاء الفيدرالي الأميركي، يجب عليهم جمع المزيد من المعلومات والحذر بشأن رفع أسعار الفائدة بقوة مفرطة.
وفي غضون ذلك قال عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لولاية فيلادلفيا، باتريك هاركر، أن الفيدرالي يجب أن يراقب عن كثب".
وأضاف باتريك هاركر : "أن الفيدرالي الأميركي سيواصل النظر عن كثب في البيانات المتاحة، لتحديد أية إجراءات إضافية قد يحتاج لاتخاذها".
وقال عضو الفيدرالي لولاية فيلادلفيا: "إجراءات الفيدرالي الأميركي قد بدأت تؤتي ثمارها، ونرى إشارات ملحوظة على ذلك".
وأضاف باتريك هاركر: "التأثير على أسعار التضخم بفعل الفائدة، لن يظهر سريعًا، يمكن أن يستغرق الشعور بالتأثير الكامل لإجراءات السياسة النقدية 18 شهرا".
وقال عضو الفيدرالي لولاية فيلادلفيا: "إن بنك الاحتياطي الأميركي ملتزم تماما بالوصول لهدف التضخم 2%، وذلك رغم أن القراءات الأخيرة للتضخم تظهر أنه ينخفض ببطء".
وأشار باتريك هاركرم إلى أن الفيدرالي الأميركي، لم ينته بعد من التشديد النقدي، وإنما هدأ وتيرته فقط.
وقال هاركر: " إن الوقت ليس مناسبًا لتغيير هدف التضخم للاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مشيرًا إلى أن الظروف غير مواتية الآن".
وقال عضو الفيدرالي لولاية فيلادلفيا: "يحتاج الفيدرالي الأميركي، إلى الوصول لمعدلات فائدة أعلى من 5%".
وأضاف هاركر: " يجب أن يبقى الفيدرالي الفائدة عند هذه المستويات، حتى السيطرة على التضخم والوصول للهدف المنشود".
وبينما تعهد الفيدرالي بمواصلة رفع أسعار الفائدة للحد من ارتفاع التضخم، تترقب الأسواق بيانات التضخم التي من المحتمل أن تكون قد تراجعت أكثر في مارس.
لكن من المتوقع أن يظل التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة، مرتفعًا بعناد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغوط الأسعار على نطاق أوسع.