logo
اقتصاد

العلماء يهجرون الولايات المتحدة والصينيون يفضلون وطنهم الأم

العلماء يهجرون الولايات المتحدة والصينيون يفضلون وطنهم الأم
عمال صينيون في ورشة لتصنيع بطاريات أجهزة الكمبيوتر في هايآن، الصين يوم 11 سبتمبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:21 أبريل 2025, 12:48 م

تتزايد قائمة العلماء والباحثين الصينيين – الأميركيين الذين يغادرون الولايات المتحدة، ويعودون إلى الصين، وبينهم شخصيات بارزة في مجالاتهم. وتشير وسائل إعلام صينية إلى تسارع وتيرة هذه الهجرة العكسية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

فقد كشف تقرير لصحيفة «ليانهه زاوباو» السنغافورية أن «زوجين من علماء الرياضيات الصينيين المتميزين غادرا الولايات المتحدة لينضما إلى موجة عودة العلماء إلى الصين». الزوجان كانا يعملان منذ سنوات في جامعة بوردو في ولاية إنديانا: تشين مين أستاذة في الرياضيات التطبيقية، وشين جيه مدير مركز الرياضيات الحاسوبية والتطبيقية. وقد التحقا مؤخراً بالجامعة التقنية الشرقية في نينغبو بمقاطعة تشجيانغ، وهي مؤسسة تعليمية خاصة أسسها يو رينرونغ، رئيس شركة «وييَر لأشباه الموصلات» في شنغهاي.

وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن «ما لا يقل عن 17 عالماً مرموقاً عادوا إلى الصين منذ العام الماضي»، معظمهم متخصصون في مجالات الرياضيات والفيزياء، من بينهم الفيزيائي وانغ جونغلين، المعروف بلقب «أب مولدات النانو»، والعالِم سون سونغ، الذي يُعد أبرز أمل صيني للفوز بجوائز مرموقة في الرياضيات.

أخبار ذات صلة

رسوم جمركية دولية تصل إلى 100% على التكنولوجيا الصينية

رسوم جمركية دولية تصل إلى 100% على التكنولوجيا الصينية

 

استقطاب محلي ومخاوف خارجية

يرى لوو مينغ هوي، أستاذ السياسات العامة والشؤون العالمية في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، أن عودة العلماء ترجع إلى عاملين رئيسَين: الأول هو السياسات التحفيزية التي تبنتها بكين لجذب العقول العلمية، من خلال رفع الأجور وتوسيع الاستثمارات في المختبرات، وهي جهود ضخمة دفعت الإنفاق السنوي على البحث والتطوير في الصين إلى الارتفاع أربعين ضعفاً منذ عام 2000، ليصل إلى 3600 مليار يوان (نحو 433 مليار يورو) في عام 2024، أي ما يعادل 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة.

أما العامل الثاني، فهو الشعور المتزايد لدى العلماء الصينيين العاملين في الخارج، خصوصاً في الولايات المتحدة، بأن مستقبلهم المهني مهدد. فرغم أن موجة العودة تشمل علماء من دول عدة، فإن نحو 75% من العائدين كانوا يقيمون في الولايات المتحدة.

إرث «مبادرة الصين»

ويبدو أن «مبادرة الصين» التي أطلقتها وزارة العدل الأميركية عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، تركت أثراً عميقاً. فقد استهدفت المبادرة المشتبه فيهم في التجسس العلمي والصناعي داخل الجامعات والمؤسسات الأميركية؛ ما أثار قلقًا واسعًا بين العلماء الصينيين. ورغم تعليق البرنامج في فبراير 2022، فإن آثاره النفسية لا تزال حاضرة، وقد تجددت المخاوف مع عودة ترامب إلى السلطة.

وتشير صحيفة «ليانهه زاوباو» إلى أن عدد التحقيقات داخل المعاهد الوطنية للصحة الأميركية التي استهدفت علماء آسيويين بلغ 246 تحقيقاً، 81% منها استهدفت باحثين آسيويين، وأسفرت عن طرد 103 منهم من وظائفهم.

شعور بعدم الأمان

في نهاية عام 2023، نقل موقع «تشيشِ فنزي» (المعني بتبسيط العلوم) نتائج استطلاع أجراه مركز الدراسات الصينية المعاصرة في جامعة برينستون، شمل 1304 علماء صينيين يحملون مناصب أكاديمية دائمة في الجامعات الأميركية. وأظهرت النتائج أن 72% من المشاركين لا يشعرون بالأمان كباحثين، و65% أعربوا عن قلقهم من التعاون مع الصين، فيما أشار 35% إلى شعورهم بأنهم غير مرحب بهم في الولايات المتحدة.

وتضم قائمة العائدين أسماء بارزة، مثل: عالم الفيزياء النووية ليو تشانغ، وعضو الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة تشين هودونغ، وكبير مهندسي شركة «آبل» السابق كونغ لونغ. وتشير صحيفة «ونوي بو» من هونغ كونغ إلى أن هذه الكفاءات تتمتع بـ«تأثير كبير في المجتمع العلمي والتقني العالمي»، مؤكدة أن هذه الموجة سيكون لها «تأثير استراتيجي بالغ على مستقبل المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC