رغم ارتفاع معدلات الفائدة وفقًا لتوقعات الأسواق، وهو القرار الذي أسفر عنه اجتماع المركزي الأسترالي اليوم الثلاثاء، إلا أن اللهجة التي تميل إلى بلوغ معدلات الفائدة إلى ذروتها، مع ترجيح تقييد الفائدة من جانب بنك أستراليا الوطني قد عصف بالدولار الأسترالي الذي هبط بأكثر من 1.1% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.
ماذا حدث؟
قررت لجنة السياسة النقدية في بنك أستراليا المركزي اليوم الثلاثاء، رفع سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى بعد 4 اجتماعات أسفرت عن تثبيت أسعار الفائدة.
ورفع بنك أسترالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.35%، مقابل التوقعات ذاتها، وهو أعلى معدل لأسعار الفائدة منذ منتصف 2011.
أبقينا على الفائدة في الاجتماعات السابقة لإتاحة الوقت لتقييم أثر الزياداتالمركزي الاسترالي
التضخم مستمر
تشير القراءة الأخيرة لتضخم مؤشر أسعار المستهلك، إلى أنه رغم هبوط تضخم أسعار السلع بشكل أكبر، إلا أن أسعار العديد من الخدمات مستمرة في الارتفاع بسرعة.
رغم أن توقعات الاحتياطي الأسترالي الأساسية تشير إلى أن التضخم في مؤشر أسعار المستهلك سيستمر في الانخفاض، إلا أن التقدم تجاه هدف البنك للتضخم يبدو أبطأ مما كان متوقعا في وقت سابق.
يتوقع الاحتياطي الأسترالي الآن بأن يصل معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين إلى حوالي 3.5% بحلول نهاية عام 2024، وأن يكون أعلى النطاق المستهدف البالغ 2% - 3% بحلول نهاية عام 2025.
رأى الاحتياطي الأسترالي اليوم أن أسباب رفع الفائدة كانت أكثر أهمية، ولا يزال الاحتياطي الأسترالي يؤكد أن التضخم سيعود إلى الهدف في إطار زمني معقول.
اقرأ أيضًا- أرقام غير متوقعة.. خطوة أميركية للقضاء على تقدم الصين
التأني قبل الرفع
أشار الاحتياطي الأسترالي إلى أن تأثير الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة سيستمر في الظهور، عبر القطاعات الاقتصادية بمرور الوقت، في إشارة إلى احتمال التوقف أو الصبر حتى تعمل أسعار الفائدة
وقال البنك: "السبب الذي دفع الاحتياطي الأسترالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة بالاجتماعات الأربعة السابقة، وذلك من أجل إتاحة الوقت لتقييم أثر الزيادات في أسعار الفائدة حتى الآن".
أعلى من التوقعات
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية بأستراليا، أن معدلات التضخم قد سجلت ارتفاعا للشهر الثاني خلال سبتمبر الماضي.
وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في أستراليا، ارتفاعا بنسبة 5.6% على أساس سنوي، والذي جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لارتفاعها بحوالي 5.3% فقط.
ارتفاع التضخم سيدفع الاحتياطي الأسترالي إلى تعديل توقعاته الاقتصادية وهو ما يعد أمرا غير مرغوبميشيل بولوك
سوق العمل
وأظهرت البيانات ضعف نمو بيانات التوظيف داخل أستراليا خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث أضاف اقتصاد البلاد نحو 6.7 ألف وظيفة فقط.
يأتي ذلك بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة أستراليا حوالي 20.6 ألف وظيفة.
اقرأ أيضًا- دمار غير متكافئ.. حرب غزة تمحو مليون وظيفة
رؤية المحافظ
وأشارت محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي ، ميشيل بولوك، بأن مؤشر أسعار المستهلكين قد جاء أعلى قليلا مما كان يتوقعه البنك المركزي.
وقالت بولوك: "هذا سوف يدفع بنك الاحتياطي الأسترالي إلى تعديل توقعاته الاقتصادية بناء على التضخم المرتفع، وهو ما يعد أمرا غير مرغوب".
رؤية البنوك
وقبل اجتماع اليوم توقع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني، أن يرفع بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.35%، في ظل البيانات الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين للربع الثالث.
وقال بنك ستاندرد تشارترد: "في حالة عدم قيام بنك الاحتياطي الأسترالي برفع أسعار الفائدة باجتماع نوفمبر، فإن هذا قد يعني فقط تأخير قرار الرفع، وليس العدول عنه بشكل نهائي".
وفي الوقت ذاته يرى دويتشه بنك وسوسيتيه جنرال وويلز فارغو وسيتي بنك، أن بيانات التضخم الأخيرة قد تركت خيارات الاحتياطي الأسترالي محدودة للغاية.
عدم قيام بنك الاحتياطي الأسترالي برفع أسعار الفائدة يعني فقط تأخير قرار الرفع، وليس العدول عنه بشكل نهائيبنوك عالمية
أسعار العملات
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.25% ليصل إلى 105.38 بعد صعوده 0.2% أمس الاثنين، لكنه ظل غير بعيد من أدنى مستوى في شهرين تقريبا عند مستوى 104.84 الذي لامسه أمس الاثنين.
وانخفض الدولار الأسترالي بنسبة 1.16% ليصل إلى مستوى 0.641 دولار أميركي ووصل في أحدث تداول إلى 0.6434 دولار وتتجه العملة لتسجيل أكبر انخفاض بالنسبة المئوية ليوم واحد خلال شهر.
وخسر اليورو نسبة 0.15% ليصل إلى 1.070 دولار مبتعدا عن أعلى مستوى في ثمانية أسابيع عند 1.0756 دولار الذي سجله أمس الاثنين.
وهبط الجنيه الإسترليني في أحدث التداولات إلى 1.2327 دولار وانخفض 0.1% خلال اليوم لكنه يظل قريبا من أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 1.2428 دولار الذي سجله أمس الاثنين.
في حين سجل الين الياباني 150.28 للدولار، وتجاوز من جديد عتبة 150 للدولار، التي أبقت المتداولين في حالة من الحذر على مدار الأسابيع الماضية، وسط ترقب لمؤشرات على تدخل السلطات لدعم العملة.
