كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن رفض الأردن تصدير الطماطم إلى إسرائيل، حتى بعد قرار جديد من وزارة الصحة الإسرائيلية بعودة الاستيراد من الأردن.
وكانت أزمة كبيرة اندلعت بين الطرفين في شهر أغسطس الماضي، بعدما حظرت إسرائيل واردات الخضراوات والفواكه القادمة من الأردن، مدعية اكتشاف جرثومة الكوليرا في مياه نهر اليرموك، الأمر الذي نفته الأردن مؤكدة أن مياه نهر اليرموك وقناة الملك عبدالله خالية من أي تلوث.
في هذه الفترة، لجأت إسرائيل إلى بولندا لتكون مصدراً بديلاً عن الأردن للطماطم، ووافقت وزارة الصحة على استيراد 5000 طن طماطم من بولندا في منتصف أغسطس المنصرم، دخل منها حتى الآن 2500 طن.
وعلى خلفية النقص الحاد في الطماطم، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء عن فتح عطاءات جديدة لاستيراد قرابة 5000 طن أخرى مع الإعفاء من الرسوم الجمركية.
وتبدو عمليات الشحن الاستيرادية من بلدان مثل بولندا أكثر كلفة من الاستيراد من دولة قريبة مثل الأردن، وهو ما تحاول إسرائيل إصلاحه الآن.
أكدت الصحيفة أن الأردنيين يرفضون تصدير الطماطم لإسرائيل، حتى بعد عودة وزارة الصحة وموافقتها على الاستيراد من الأردن بشروط معينة.
ونقلت عن مصادر في وزارة الزراعة الإسرائيلية قولها: «الأردنيون مستاؤون من الإعلان أحادي الجانب، وينتظرون اعتذاراً من وزارة الصحة، ومن الممكن أن يكون البيان السابق لنا بمثابة ذريعة للأردنيين لمعاقبة إسرائيل على ضوء سلوكها في غزة ولبنان، وبما أن هناك نقصاً في الطماطم بجميع أنحاء العالم، وارتفاع الطلب عليها، فإن المزارعين ليس لديهم مشكلة في العثور على أسواق بديلة على أي حال».
ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أن استيراد الطماطم من الأردن كان بمثابة بديل لجلبها من تركيا، التي توقِف تصديرها إلى إسرائيل إثر مقاطعة رَضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إسرائيل.
زادت قيمة الصادرات الأردنية إلى إسرائيل 15% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2022، حسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية.
ونظراً للنقص العالمي وارتفاع الطلب، فإن سعر الطماطم ليس رخيصاً رغم الاستيراد المُعفى من الرسوم الجمركية.
ويصل سعر الكيلو الطماطم العادية إلى نحو 15 شيكلاً للكيلوغرام الواحد، رغم أنها تباع في معظم السلاسل بسعر نحو 12 شيكلاً للكيلوغرام الواحد.
وقفز سعر البندورة التمر في العناقيد ليتراوح بين 25-45 شيكلاً، ما أدى إلى ارتفاع المؤشر العام لأسعار المستهلك بمقدار العُشر.
ويعود نقص الطماطم في إسرائيل بشكل رئيس إلى انخفاض حجم المحصول المحلي بعد ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف، وكذلك المقاطعة التركية.
ويستهلك الجمهور الإسرائيلي ما متوسطه 14 ألف طن من الطماطم شهرياً، وفي العادة يوفر الإنتاج في إسرائيل غالبية الاستهلاك المحلي، وتهدف الواردات إلى استكماله، لكن الوضع تغير هذا العام.