تجاوزت نسبة الذهب إلى الفضة حاجز 90:1، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. غالباً ما تشير هذه النسبة المرتفعة إلى أن أسعار الفضة قد تكون على وشك الارتفاع الكبير، لأن النسبة تعني عدد أوقيات الفضة المطلوبة لشراء أوقية واحدة من الذهب، وعندما تكون هذه النسبة مرتفعة، عادةً ما تلحق الفضة بالذهب في الأداء، مما يجعلها فرصة جذابة للمستثمرين الذين فاتتهم موجة ارتفاع أسعار الذهب.
تتراوح نسبة الذهب إلى الفضة تاريخياً بين 40:1 و70:1 خلال معظم السنوات المئة الماضية. وعندما ترتفع النسبة إلى أكثر من 80:1، غالباً ما تشهد أسعار الفضة ارتفاعاً سريعاً.
حالياً، يرتفع الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، بينما تتأخر الفضة، مما يوحي بأننا قد نكون على أعتاب انتعاش قوي في أسعار الفضة.
• 1991: بلغت النسبة حوالي 100:1، وارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 50% خلال السنوات التالية.
• 2002: وصلت النسبة إلى 80:1، ثم ارتفعت أسعار الفضة من 4.50 دولار إلى أكثر من 20 دولاراً للأوقية بحلول عام 2008.
• 2008-2011: بعد الأزمة المالية، وصلت النسبة إلى حوالي 83:1، وقفز سعر الفضة من 9 دولارات إلى ما يقارب 50 دولاراً للأوقية بحلول عام 2011.
• 2020: أثناء انهيار الأسواق بسبب جائحة كورونا، تخطت النسبة 120:1، ثم ارتفعت الفضة سريعاً من 12 دولاراً إلى أكثر من 28 دولاراً للأوقية.
1. التضخم والسياسات النقدية:
رغم تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول بأن تخفيض أسعار الفائدة لن يكون قريباً، إلا أن استمرار طباعة الأموال يؤدي إلى زيادة التضخم وارتفاع الطلب على الأصول الصلبة مثل الذهب والفضة. عادةً ما تلحق الفضة بالذهب، ولكن بمعدلات تذبذب أعلى، مما يجعلها خياراً مفضّلاً في أوقات التقلبات الاقتصادية.
2. الطلب الصناعي المتزايد على الفضة:
تلعب الفضة دوراً رئيسياً في الصناعات التقنية مثل الألواح الشمسية، والحواسيب، والسيارات الكهربائية. ومع توجه العالم نحو الطاقة النظيفة، يزداد الطلب الصناعي على الفضة. وفقاً لمعهد الفضة (Silver Institute)، سيستمر الطلب الصناعي في الارتفاع خلال السنوات المقبلة، وسيكون عام 2025 هو العام الخامس على التوالي الذي يتجاوز فيه الطلب العرض.
3. تراجع العرض وزيادة الندرة:
على عكس الذهب، فإن جزءاً كبيراً من الفضة المستخرجة يُستهلك في الصناعات، مما يقلل الكميات المتوفرة فوق الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد المناجم التي تنتج الفضة بشكل رئيسي محدود، مما يؤدي إلى تقييد الإمدادات، خاصة مع اضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
4. التقييم المنخفض مقارنة بالذهب:
رغم ارتفاع أسعار الذهب، تظل الفضة أقل تقييماً مقارنةً به. ومع ارتفاع الفجوة بين المعدنين، قد يتزايد اهتمام المستثمرين بشراء الفضة لتعويض الفارق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعارها.
إذا كان التاريخ مؤشراً، فإن الفضة قد تشهد ارتفاعاً سريعاً، وغالباً ما تتفوق على الذهب من حيث نسبة المكاسب خلال موجات الصعود. ومع وصول الذهب إلى مستويات تاريخية وتسجيل نسبة الذهب إلى الفضة أرقاماً قياسية، قد تكون الفضة على وشك الانطلاق.