ثلاثة بنوك عالمية تُحذر: الخطر القادم قد يضرب هذا القطاع

في أقل من يومين، صدرت ثلاثة تحذيرات من كبرى بنوك الاستثمار العالمية، جي بي مورغان وغولدمان ساكس وبنك أوف أميركا، بشأن قطاع العقار في ظل تسارع وتيرة التشديد من جانب البنوك المركزية، تزامنًا وتوقعات بفرض مزيد من القيود على المقرضين.

جي بي مورغان يحذر

وحذر رئيس إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان، من أن السياسة المتشددة التي يتبعها بنك الفيدرالي الأميركي ترفع من تكاليف الاقتراض في القطاع العقاري.

وأضاف رئيس إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان جورج غاتش: "أن انهيار العديد من المصارف الأميركية سيعمل على تشديد البنوك في تقييد ضوابط الإقراض"، مشيرًا إلى أن "هذا التشديد الذي سيأتي مبالغًا فيه سيؤدي إلى مشاكل كبيرة في الطقاع العقاري".

اقرأ أيضًا

الدولار يسقط لقاع 7 أسابيع والذهب يقفز صوب الـ2000

المتضرر الأكبر

وحذر الرئيس التنفيذي لـ JPMorgan Asset Management من أن العقارات التجارية تشكل أحد القطاعات الأكثر عرضة للمخاطرة في الأسواق العالمية بعد التشديد النقدي القوي من قبل البنك المركزي الأميركي.

وقال جورج غاتش، في قمة وسائل الإعلام الأوروبية التي حضرها مديرو استثمار وصناديق يديرون أصولًا بأكثر من 2.5 تريليون دولار: "عندما يضغط الاحتياطي الفيدرالي على الفرامل في إشارة إلى الضغط على عمليات الإقراض والمقرضين، لابد أن ينكسر شيئًا ما".

فقاعة المضاربة

وأشار رئيس إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان إلى احتمال حدوث فقاعة مضاربة على غرار التي حدثت في أسهم النمو، مشيرًا إلى الخسائر التي منيت بها صناديق أرك انفستمنت التي تديرها كاثي وود حينما فقدت ثلثي قيمتها.

وأضاف غاتش: أن مديري الصناديق وخاصة صناديق التقاعد ستبدأ في إعادة تسعير المخاطر عبر الابتعاد على الاستثمارات والأسهم التي قد تواجه أزمات ومن بينها أسهم العقار.

وقال غاتش: "إن انهيار بنك سيليكون فالي في وقت سابق من هذا الشهر، والاستحواذ الطارئ على كريدي سويس، سيدفعان المقرضيين إلى مزيد من التشديد في قروض الرهن العقاري".

اقرأ أيضًا..

مخزونات النفط والبنزين تفاجئ الأسواق.. والأسعار تتحرك

ما التالي؟

قال رئيس إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان": إن أزمات المصارف والسياسة المتشدد من جانب البنوك المركزية، تدفع الجميع للتساؤل، ما هو التأثير التالي في المنظومة".

ويرى محللو جي بي مورغان أن مخاطر العقارات التجارية ستأتي في المقدمة، حيث إن أعلى معدلات فائدة يتم فرضها على مطوري العقارات، وهو ما سينعكس سلبًا على سوق العقارات والمقرضين في هذا المجال".

هبوط متوقع

وقال رئيس إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان: "إن أصول السوق الخاصة معرضة أيضًا لخطر التحول إلى انخفاض في الأسعار كما فعلت الأسواق العامة بالفعل".

وأشار جورج غاتش إلى أن تلك التوقعات لا تعني بالضرورة حدوث انهيار في القطاع العقاري على غرار أزمة الرهون العقارية في 2008.

وتابع غاتش: "بيد أن هناك علامات إنذار ومخاطر متصاعدة تحيط بالعقار في ظل دورة التشديد غير المسبوقة، وهو الأمر الذي سيؤدى إلى تضرر المقترضين في هذا القطاع".

وأشار غاتش إلى أن قيم العقارات التجارية بدأت بالهبوط في الأشهر الأخيرة، حيث أضر ارتفاع تكاليف الاقتراض بقدرة المستثمرين على التعامل مع زيادة الأسعار.

اقرأ أيضًا..

العملات المشفرة ترتبك.. الطمع يتراجع خوفًا من مفاجآت باول

عن كثب

ولفت غاتش إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب الصناديق العقارية مثل شركة بلاكستون للأسهم الخاصة Blackstone's Real Estate Income Trust.

وقال غاتش: "إن صندوق العقار الذي تديره بلاكستون ( Breit )، أصبح مقياسًا لصحة سوق العقارات التجارية، إضافة إلى أنه أحد أكثر الأمثلة البارزة للعديد من الصناديق العقارية التي اضطرت إلى الحد من عمليات السحب حيث إن ارتفاع أسعار الفائدة يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الخروج".

تحذيرغولدمان ساكس

وفي مذكرة أخرى، صدرت أول أمس الثلاثاء، قال بنك غولدمان ساكس: "إن قطاع العقارات التجارية يتعامل مع بيئة مليئة بالتحديات".

وأضاف محللو غولدمان ساكس: "لقد زاد الضغط الأخير في القطاع المصرفي من القلق المتزايد بشأن الآثار غير المباشرة على صناعة العقارات التجارية".

وقال محللو غولدمان ساكس: "مع وجود أكثر من نصف الـ 5.6 تريليون دولار من القروض التجارية القائمة في الميزانيات العمومية للبنوك، يظل الإقراض المصرفي المصدر الرئيسي لتمويل للقطاع العقاري".

اقرأ أيضًا..

روسيا والصين.. التخلص من هيمنة الدولار أولوية قصوى

تحذير بنك أوف أميركا

وفي اليوم ذاته، الثلاثاء، قال بنك أوف أميركا إن المستثمرين في استطلاعه الشهري لمديري الصناديق كانوا أكثر تشاؤمًا بشأن العقارات للتجاوز توقعات الهبوط أعلى مستوياتها منذ 3 أعوام.

وقال بنك أوف أميركا: "إن المشاركين في الاستطلاع توقعوا انخفاض أسهم العقار إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2020، وسط مشاعر القلق المتزايدة بشأن أسهم القطاع".