مع التحول المتسارع للبنوك نحو الرقمنة، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي ضروريا لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز الأمن السيبراني في القطاع المصرفي، ما يعكس الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مشهد الصناعة المصرفية، وفقاً لدراسات متخصصة اطلعت عليها «إرم بزنس».
ودللت الدراسات إلى أن البنوك في العالم ستستفيد بشكل أكبر من الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بأي صناعة أخرى، بحيث توقع بعضها بأن يزيد الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 22% و30% بالإضافة إلى تحسين الإيرادات بنسبة تصل إلى 6%.
كشف تقرير «توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي التوليدي في البنوك»، الصادر عن معهد ماكينزي العالمي (MGI)، اطلعت عليه «إرم بزنس»، أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يضيف بين 200 مليار إلى 340 مليار دولار سنوياً لقطاع البنوك العالمي، وهو ما يمثل 2.8% و4.7% من إجمالي إيرادات الصناعة، وذلك يعود إلى زيادة الإنتاجية من خلال استخدام هذه التقنية لأتمتة العديد من المهم وتقليل التكاليف التشغيلية.
أما من ناحية الإنفاق قدّر موقع (Statistica) أن يصل إنفاق القطاع المصرفي على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى 84.9 مليار دولار أميركي بحلول 2023 بمعدل نمو سنوي مركب ملحوظ 55%.
وتوقع التقرير، الذي اطلعت أيضا عليه «إرم بزنس»، أن القيمة التقديرية لإنفاق القطاع المصرفي على الذكاء الاصطناعي التوليدي في جميع أنحاء العالم في عام 2023 سترتفع في العام الجاري إلى 6 مليارات دولار، وفي عام 2025 إلى 9.33 مليار دولار، وفي عام 2026 إلى 14.52 مليار دولار.
وأظهرت البنوك التي اعتمدت الذكاء الاصطناعي زيادة في الإيرادات بنسبة 15% مقارنة بالبنوك التي لم تعتمدها، وأيضا البنوك التي استثمرت في الذكاء الاصطناعي شهدت عائداً على الاستثمار أعلى بنسبة 25% مقارنة بالبنوك التقليدية، في حين تحسن مؤشر رضا العملاء بنسبة 20% لدى البنوك التي تستخدم روبوتات المحادثة الذكية وفقاً للدراسة.
دلل تقرير صادر عن شركة «إنفيديا» (NVIDIA)، بعنوان «حالة الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية 2024»، أن 43% من المؤسسات المالية بدؤوا بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين العمليات الداخلية وتقديم التجارب المصرفية المتخصصة، كما تُسْتَخْدَم النماذج اللغوية الكبيرة بنسبة 46% في المؤسسات لتحقيق مكاسب في الكفاءة وتحليل البيانات.
ويغطي التقرير المذكور النطاق الجغرافي العالم، ويتناول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المالية عبر مناطق مختلفة حول العالم بما في ذلك أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وغيرها من المناطق الاقتصادية الكبرى.
وأشار إلى أن 36% من المؤسسات المشاركة في الاستطلاع تستثمر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإدارة المخاطر، بحيث تساعد على تقييم الظروف السوقية وتقديم إشعارات وتحليلات في الوقت الفعلي، وتحسن تجربة العملاء، بالإضافة إلى الكشف عن الاحتيال.
أفاد تقرير «المراجعة السنوية للخدمات المصرفية العالمية 2024» (Global Banking Annual Review 2024)، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو المجال الجديد الذي تستثمر فيه البنوك بكثافة لتحسين تجارب العملاء واتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة وتحقيق قفزات في الأداء التشغيلي.
ورغم الفرص التي يولدها الذكاء الاصطناعي، أشار التقرير إلى أنه يولد مخاطر جديدة أيضاً تتعلق بالأمان والامتثال، بحيث تتطلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي الالتزام باللوائح التنظيمية والحرص على الحفاظ على أمان البيانات، ما يفرض ضغوطاً إضافية على البنوك لتنفيذ عمليات مراجعة واعتماد سريع لنماذج الذكاء الاصطناعي.
وأكد التقرير أن البنوك التي تتبنى الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات في تحقيق توازن بين خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية في ظل متطلبات رقابية عالية؛ ما يجعلها تتبنى مواقف حذرة تجاه تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.