«أمازون ويب سيرفس» تقتحم الذكاء الاصطناعي بحاسوب خارق وخادم جديد

 كشفت شركة «أمازون ويب سيرفس» عن تنفيذها مشروع كمبيوتر عملاق وخادم جديد، يعمل بشرائح الذكاء الاصطناعي الداخلية، مما يضعها في مواجهة تنافسية مباشرة مع شركة «إنفيديا»، الرائدة عالمياً في هذا المجال.

وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الحاسوب العملاق، وهو جزء من مشروع رينييه (Rainier Project)، الذي يحتوي على مئات الآلاف من رقائق ترينيوم، ستستخدمه شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة أنثروبيك (Anthropic)، ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2025.

ويهدف المشروع إلى دعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة، مع التركيز على الكفاءة وخفض التكلفة، وفقاً لنائب رئيس خدمات الحوسبة والشبكات في شركة أمازون ويب سيرفس دايف براون. كما قدمت أمازون نظام (Ultraserver)، وهو نظام يهدف إلى دمج 64 رقاقة ترينيوم، مصممة لزيادة قوة الحوسبة إلى أقصى حد وتقليل تكاليف تشغيل الذكاء الاصطناعي. وأشارت الصحيفة إلى أن شركة أمازون تستفيد من مختبرات أنابورنا التي استحوذت عليها في عام 2015 لتصميم أجهزة وبرمجيات توفر حلولاً فعالة من حيث التكلفة والأداء.

سوق الرقائق الإلكترونية

بحسب شركة الأبحاث (International Data Corp)، قدّر حجم سوق الرقائق الإلكترونية الخاصة بالذكاء الاصطناعي بنحو 117.5 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 193.3 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027. في حين يُظهر بحث أجرته شركة (IDC) أن شركة إنفيديا العملاقة تسيطر على 95% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي. 

ويعد المشروع الأحدث الذي أطلقه مختبر تصميم شرائح الذكاء الاصطناعي التابع لشركة «أمازون ويب سيرفس» ومقره في أوستن بولاية تكساس. وتشير الصحيفة الأميركية إلى مساعي الولايات المتحدة لتأمين حاجاتها من سلسلة التوريد.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون ويب سيرفيسز»، مات جارمان: «اليوم، لا يوجد سوى خيار واحد فيما يتعلق بوحدة معالجة الرسوميات، وهو إنفيديا، أما الآن وبعد هذا الإعلان نعتقد أن العملاء من الشركات سيقدرون وجود خيارات أخرى متعددة وبتكلفة أقل».

خفض التكاليف

ووفقاً لجارمان، «فإن استراتيجية أمازون في مجال الذكاء الاصطناعي تكمن في تقليل اعتمادها على شركات أخرى لتوفير الرقائق اللازمة لخدمات الحوسبة السحابية وبنيتها التحتية الضخمة. وكذلك السيطرة على التكاليف، من خلال إنتاج رقائقها الخاصة، إذ تستطيع أمازون خفض التكاليف المرتبطة بشراء الرقائق من مصادر خارجية، مما يعزز هامش الربح».

غير أن التخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو أحد أهداف الشركة التي تسعى إلى تطوير رقائق مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها، مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة.

ولعل أبرز الأهداف الاستراتيجية لشركة أمازون هو المنافسة في سوق السحابة، إذ يساهم هذا المشروع في تعزيز مكانة أمازون في سوق الحوسبة السحابية، ويمكنها من تقديم خدمات ذكاء اصطناعي أكثر قوة ومرونة لعملائها.

ويقول خبراء إن هذا الإعلان بالنسبة لأمازون ويب سيرفس يمثل خطوة مهمة تجاه مكانتها الاستراتيجية ووعيها بالتحديات التكنولوجية، بجانب احتمالية إنتاج خدمات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً وفاعلية، مثل المساعدين الافتراضيين الأذكى وتطبيقات الترجمة الفورية المحسّنة.

ومن المتوقع أن يشهد مجال الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة في السنوات القادمة، ومن المحتمل أن تؤدي أمازون دورًا رائدًا في هذا المجال، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جوهرية في طريقة التفاعل مع التكنولوجيا.