أصبحت مصر على مقربة من أن تشهد ثورة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك مع أول خطوة عملية قامت بها شركة "المصرية للاتصالات"، عبر توقيع شراكة جديدة مع شركة "نوكيا" العالمية لتقديم خدمات البيانات للموبايل باستخدام تقنية "الجيل الخامس" (5G) في البلاد.
وبموجب الاتفاقية التي أُعلن عنها، مؤخراً، ستوفر "نوكيا" الأجهزة المتكاملة اللازمة لتقديم هذه الخدمات المقرر إطلاقها بوقت لاحق من العام الجاري في مدن الجيزة، والأقصر، وأسوان، والإسكندرية.
كما ستنشر "نوكيا" معدات شبكة الإتاحة للجيل الخامس من أجهزتها، ومجموعة من خدمات الدعم الفني، بما في ذلك خدمات التركيب والتكامل، ورفع كفاءة الشبكة، إضافة إلى تيسير عمليات نشر وتركيب أجهزة المحطات.
خبراء الاتصالات والتكنولوجيا، أكدوا أن تفعيل تقنية الجيل الخامس، من شأنه أن يحدث ثورة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا سواء على مستوى الفرد أو المؤسسات أو الأعمال.
وقال المهندس محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات في الجمعية المصرية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "اتصال"، إنه رغم عدم توافر البنية التحتية اللازمة لتشغيل تقنية الجيل الخامس في مصر، لكن الشراكة مع "نوكيا" العالمية تدعم تأهيل البنية التحتية لاستيعاب تلك التقنية.
وأضاف "سعيد" في تصريحات لـ"إرم بزنس" أن الجيل الخامس بمثابة نمط يتسم بالقوة بالمقارنة مع شبكة الجيل الرابع المُفعلة في السوق المحلية حالياً، لذلك قررت "المصرية للاتصالات" الاستعانة بشركة "نوكيا".
وأشار سعيد إلى أنه من أهم التغيرات الإيجابية التي ستشهدها البلاد بتفعيل تلك التقينة، سرعة الإنترنت، والتحميل، وهي في مقدمة المزايا التي ستغير استخدام الإنترنت، وتُحدث ثورة كبيرة في سرعته.
وتابع "سعيد" أن تقنية الجيل الرابع توفر نحو 1 غيغا في الثانية كحد أقصى للتحميل، بينما في الجيل الخامس تصل إلى نحو 20 غيغا بنفس الفترة، ما يعني وجود 20 ضعف السرعة المتاحة حالياً.
ولفت إلى أن تلك الزيادة في السرعة توسع آفاق الاستفادة من تقنية الجيل الخامس من المستوى الشخصي، وتقوية شبكات المحمول إلى مجتمع الأعمال ومجال البزنس مثل سهولة نقل البث عبر الإنترنت للعاملين في قطاع الإعلام، وكذلك تدعم التخلي عن الأقمار الصناعية في بث القنوات أيضاً.
إضافة لما سبق، ستنعش هذه التقنية سوق الألعاب الإلكترونية، وهو من أبرز المجالات الواعدة عالمياً وإقليمياً، على سبيل المثال فالسعودية لديها إستراتيجية لتعزيز الأثر الاقتصاد للألعاب الإلكترونية بأن تساهم تلك الألعاب بنحو 50 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي.
أضاف: "مع تفعيل شبكة الجيل الخامس ستحدث نقل نوعية في سوق الألعاب الإلكترونية والاستثمار بها في مصر خاصة مع حجم السوق الكبيرة، بالإضافة إلى دعم الأنظمة الإلكترونية للشركات ولرجال الأعمال.
من جانبه، قال إيهاب سعيد رئيس شعبة الاتصالات بالغرفة التجارية للقاهرة، إن مساعي مصر لتفعيل شبكة الجيل الخامس، من شأنها تعزيز جودة المكالمات بشكل عام وعدم تعرضها للتشويش من ناحية وكذلك عبر الإنترنت، فضلاً عن سرعة التصفح.
وأضاف في تصريحات لـ"إرم بزنس"، أن من المزايا أيضاً توسعة نطاق الاستيعاب حيث تغطي شبكات الجيل الخامس مساحات أكبر وأعدادًا أكثر من الأجهزة الإلكترونية أو الحاسوب في المكان الواحد تفوق نظيرتها في الجيل الرابع.
وأشار إلى أن قوة الإنترنت، وقدرة تلك التقنية على الاستيعاب، ستقودان إلى تفعيل إنترنت الأشياء عبر ربط الأجهزة المنزلية وتشغيلها بالإنترنت حتى إذا كان الفرد خارج المنزل، مثل تشغيل التكييفات والثلاجات، حيث يساعد ذلك على تفعيل المنزل الذكي "سمارت هوم"، كما يمكن ربط إشارات المرور بغرفة التحكم وغير ذلك.
وتابع أن تقنية الجيل الخامس ستعزز جودة القطاع الصناعي أيضاً، حيث يمكن ربط الآلات والمعدات بغرف التحكم، بحيث تُعطي إشارات لغرف التحكم حال احتمال تعرضها لأعطال، ومن ثم يمكن التواصل مع الفنيين للعمل على إصلاحها بدلاً من تعطل المصانع وتوقفها.