logo
تكنولوجيا

بعد طرحه على الواتساب.. ChatGPT في منافسة شرسة مع Meta AI

بعد طرحه على الواتساب.. ChatGPT في منافسة شرسة مع Meta AI
عرض أيقونة ChatGPT على شاشة هاتف محمول في أنقرة، تركيا يوم 11 يوليو 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:21 ديسمبر 2024, 07:24 ص

شهد مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي نمواً متسارعاً على مدى السنوات الماضية. وفي حين يحتاج القائمون عليه من مهندسين إلى دراية واسعة بعلوم الكمبيوتر، إلا أنه أصبح بإمكان الأفراد العاديين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بسهولة ودون أي مهارات تقنية، الأمر الذي ساهم في نشر مجموعة واسعة من هذه الأدوات بين الناس بمختلف الأعمار ومستويات التعليم والخلفيات.

أحدث هذه الأدوات، روبوت الدردشة الذكي «تشات جي بي تي» (ChatGPT) الذي حقق نمواً سريعاً منذ إطلاقه في عام 2022، حيث تجاوز عدد مستخدميه 200 مليون أسبوعياً في أغسطس الماضي وفقاً لموقع «ستاتيستا» الإحصائي.

يمثل الذكاء الاصطناعي وأدواته إنجازاً يقدم للبشرية مساعدة في مجال البحث، ويقلل الوقت المطلوب لإكمال المهام، ويفتح آفاقاً جديدة، ويمهد الطريق لمزيد من التقدم البشري.

ميزة مدعومة

تقترب شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) الشركة الأم لـ«تشات جي بي تي»، من جعل الذكاء الاصطناعي أداة يومية يمكن الوصول إليها في أي زمان ومكان.

وآخر تلك التحركات، تمثلت في طرح ميزة جديدة على تطبيق «واتساب»، المنصة الأشهر عالمياً في عالم المراسلة بأكثر من 2.7 مليار مستخدم، بهدف دمج الذكاء الاصطناعي في المحادثات اليومية.

الخطوة الاستراتيجية هذه مكّنت المستخدمين من إرسال رسائل نصية قصيرة إلى «تشات جي بي تي» عبر تطبيق «واتساب» مجاناً سواء بمجرد إنشاء حساب أو حتى بدونه، لطرح أسئلة على روبوت الدردشة الذكي عن آخر الأخبار أو الأحداث المقبلة مثلاً، والحصول على رد مكتوب مع روابط لمواقع إلكترونية.

وقالت شركة «أوبن إيه آي»، إنها أتاحت لمستخدمي «واتساب» ميزة إجراء محادثة صوتية واحدة لمدة 15 دقيقة مع روبوت الدردشة الآلي مجاناً شهرياً، بحسب وكالات.

كذلك تتيح الشركة للمستخدمين خارج أميركا إرسال رسالة نصية إلى «تشات جي بي تي» عبر «واتساب» بدلاً من ذلك.

خطوة الدعم جاءت عقب استراتيجية مدروسة من شركة «أوبن إيه آي»، التي سبق وأن طرحت «تشات جي بي تي» ليكون محرك بحث مجانياً لمئات الآلاف من المستخدمين.

وأشارت «أوبن إيه آي» إلى أن الميزات التي ظهرت من أسبوع الاختراق الأخير تعكس هدفها المتمثل في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بطرق ذات معنى، الأمر الذي شكل تحدياً مباشراً لشركة «ميتا إيه آي» (Meta AI)، والتي تم توظيفها، في وقت سابق من هذا العام، على «واتساب» عبر وضع روبوت الدردشة كمساعد شخصي يقدم رؤى محلية واستجابات مخصصة.

ومع دخول «تشات جي بي تي» إلى الساحة التكنولوجية ذاتها، فمن المرجح وبحسب متخصصين، أن تشتد المنافسة إذ ستستفيد «ميتا إيه آي» من نظام «واتساب» البيئي، وستقدم «أوبن إيه آي» القدرات والتنوع لـ«تشات جي بي تي».

ومع توقع أن يتجاوز عدد مستخدمي واتساب 3 مليارات في العام المقبل، فإن المعركة التكنولوجية من أجل فرض الهيمنة على مجال الرسائل المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي قد تعيد تشكيل كيفية تفاعل المستخدمين مع هذه الأدوات.

وتقتصر الميزة الجديدة في «تشات جي بي تي» على الرسائل النصية فقط على «واتساب»، وقد تواجه الخدمة قيوداً على إتاحتها كما وستعتمد على طلب المستخدم.

وتشير «أوبن إيه آي» إلى أن المستخدمين الذين يبحثون عن ميزات أكثر تقدماً، مثل التفاعل الصوتي أو المرئي، يجب أن يستخدموا تطبيق «تشات جي بي تي» الرئيسي أو موقع الويب.

استطلاع للرأي 

يأتي ذلك بالتزامن مع استطلاع للرأي كشف تزايداً في اعتماد الشركات الألمانية على الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على أفكار ورؤى جديدة.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة «ديلويت» للاستشارات الإدارية، أن نسبة الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي ارتفعت من 17% إلى 29%.

بالمقابل وجد الاستطلاع أن 45% فقط من الشركات الألمانية التي شملها الاستطلاع تركز على زيادة الكفاءة من خلال الذكاء الاصطناعي، مقابل 67% قبل عام.

وفيما يتعلق بتوفير التكاليف، ذكرت 29% من الشركات أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ذلك مقابل 33% العام السابق.

عمليات استحواذ

في عام 2024، زاد اعتماد ثلثي الشركات على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقامت بدمج أدواته بانتظام في عملياتها لمختلف المهام. 

وفقاً للاستطلاع، تعتزم 59% من الشركات الاستثمار بشكل أكبر في الذكاء الاصطناعي مستقبلاً في ضوء النتائج التي تم تحقيقها من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، المتمثل في إنشاء قاعدة بيانات قوية لمبادرات مستقبلية تتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وقامت شركة «ديلويت» باستطلاع آراء 150 شركة في ألمانيا وأكثر من 2770 شركة في جميع أنحاء العالم.

ضوابط لتقنين انتشار الذكاء الاصطناعي 

ومع هذه التحديات، لا بد بحسب خبراء في المجال، من وضع قواعد وأنظمة تحكم استخدام التكنولوجيا التي قد يؤدي سوء استخدامها، إلى تشكيل مخاطر على البشرية وأمنها كما يحدث عندما يستخدم القراصنة أدوات الذكاء الاصطناعي لتغيير التسجيلات الصوتية وخداع الآخرين.

إذ روى الملياردير الهندي سونيل بهارتي ميتال تجربة شخصية صادمة خلال مؤتمر عقد في الهند في أكتوبر من هذا العام، حيث تلقى أحد كبار المسؤولين الماليين لديه مكالمة بصوت ميتال يطالبه فيها بإجراء تحويل مالي كبير، ولحسن الحظ، استفسر الموظف اليقظ من ميتال قبل المتابعة، وتم إيقاف التحويل. أصيب ميتال نفسه «بالذهول» بعد سماع التسجيل، حيث قلد القرصان، الذي اعتمد على الذكاء الاصطناعي، صوته بشكل مقنع للغاية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC