تخطط تايلاند لتكثيف حملتها لجذب السياح الأوروبيين الذين ينفقون مبالغ طائلة، في ظل تجنب الصينيين، المجموعة المهيمنة من المصطافين إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا قبل جائحة كوفيد، زيارتها بسبب المخاوف الأمنية.
وأعلنت هيئة السياحة التايلاندية، في بيان لها يوم الجمعة، أنها تعمل مع كبرى شركات الطيران لزيادة وتيرة الرحلات إلى المدن الأوروبية وإطلاق مسارات جديدة، وذلك لمواكبة الزيادة في أعداد السياح الوافدين خلال الربع الأول، وفق وكالة «بلومبرغ».
وأوضحت الهيئة أن هذه الاستراتيجية أدت إلى ارتفاع أعداد الوافدين من المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا بأكثر من 20% حتى الآن هذا العام، بينما زاد عدد الزوار من ألمانيا وإسبانيا وهولندا بنسبة 10% أو أكثر.
وقالت الوكالة: «إن الحجوزات المسبقة من الأسواق طويلة المدى تظل قوية في الفترة من شهر أبريل إلى يونيو، مع توقع استمرار الزخم من المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وإسرائيل وروسيا».
ويتناقض الارتفاع الكبير في أعداد الزوار القادمين من أسواق الرحلات الطويلة، والذين يميلون إلى البقاء لفترات أطول وإنفاق المزيد من الأموال، بشكل حاد مع انخفاض أعداد السياح القادمين من الصين.
ووفقاً للوكالة، ستكون القدرة على جذب المزيد من المسافرين غير الصينيين عاملاً أساسياً في تحقيق تايلاند لهدفها المتمثل في استقبال 39 مليون زائر وتحقيق إيرادات قدرها 2.23 تريليون بات (66.5 مليار دولار) هذا العام.
وأدت المخاوف الأمنية الناجمة عن سلسلة عمليات اتجار بالبشر واسعة النطاق للاحتيال على مراكز في ميانمار عبر تايلاند، والزلزال المدمر الذي هز مباني بانكوك الشهر الماضي، إلى انخفاض أعداد الوافدين الصينيين.
وانخفض عدد السياح الصينيين الوافدين بنسبة 34% ليصل إلى 53,863 سائحاً في الأسبوع المنتهي في 20 أبريل، ليصل العدد الإجمالي هذا العام حتى 20 أبريل إلى 1.5 مليون.
ويرى المسؤولون التايلانديون الآن خطراً يهدد هدفهم المتمثل في جذب ما يصل إلى 9 ملايين سائح هذا العام من جارتهم، وقد تفوقت اليابان على تايلاند كوجهة رئيسة للمسافرين الصينيين، حتى في الوقت الذي تشجع فيه بكين السفر المحلي لتعزيز الاقتصاد.
تراهن السلطات التايلاندية على تحسن أداء السياحة لتخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأميركية المُهددة بنسبة 36% على سلعها، والتي قد تُلحق باقتصادها. يُوظّف قطاع السياحة خُمس القوى العاملة في البلاد، ويُساهم بنحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي.
واستقبلت تايلاند، التي تحظى بشعبية كبيرة بين السياح بسبب مناخها الاستوائي والحياة الليلية النابضة بالحياة، 11.4 مليون سائح منذ بداية العام، وهو ما لم يتغير كثيراً عن العام السابق، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية.
وقالت الهيئة إنه سيتم تنظيم حملات ترويجية سياحية تركز على الصحة والعافية والرياضة والترفيه لجذب المزيد من الزوار خلال موسم الذروة.
وقال تاباني كياتفايبول، محافظ هيئة السياحة: «نحن لا نسعى فقط إلى تحقيق الأرقام، بل نعمل على صياغة مستقبل السياحة التايلاندية»، وفق بلومبرغ.