أثير جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول معلومات تفيد بأن بعض الحقائب الفاخرة تُصنّع بتكلفة لا تتجاوز 10 دولارات، بينما تُباع في الأسواق العالمية بأكثر من 2000 دولار. ورغم ما يبدو أنه فرق شاسع بين الكلفة وسعر البيع، إلا أن القصة أعقد بكثير من مجرد كلفة المواد الأولية.
يشير الخبراء إلى أن تكلفة التصنيع لا تمثل سوى جزء بسيط من سلسلة طويلة ومعقدة من العمليات التي تمر بها الحقيبة قبل أن تصل إلى يد المستهلك. فإلى جانب المواد الخام، هناك التصميم، وتطوير النموذج، والتسويق العالمي، والشحن، والجمارك، وتكاليف العرض في متاجر فاخرة، ورواتب فرق العمل حول العالم. كما تلعب الاستراتيجيات النفسية والتسويقية دوراً أساسياً في خلق الطلب، بدءاً من ندرة المنتج ووصولاً إلى ربطه بمشاهير عالميين لتعزيز صورته الفاخرة.
«صُنع في الصين» لم يعد يُعدّ عيباً كما في الماضي، حيث تُنتج في الصين اليوم بعض من أرقى وأهم المنتجات التقنية في العالم، مثل هواتف «آيفون» وسيارات ذات جودة عالية، ما يُبرز أن مكان التصنيع لا يحدد بالضرورة جودة المنتج.
مع ذلك، لا يمكن إنكار أن هناك هامش ربح مرتفع تحققه العلامات التجارية الفاخرة، وهو ما يدفع إلى التساؤل: هل السعر يعكس القيمة الحقيقية؟ في عالم الأعمال، القيمة تُحدَّد بالعرض والطلب، وليس بما يُعرف بـ«السعر العادل». فعلى سبيل المثال، قد تُباع قطعة شوكولا في موقع سياحي بثلاثة أضعاف سعرها في مكان آخر لمجرد أنها قُدّمت بطريقة مختلفة.
تلعب العلامات التجارية بذكاء على وتر «الندرة» و«الحصرية»، ما يدفع المستهلك للبقاء على قوائم الانتظار لأشهر للحصول على منتج معين. لكن، في نهاية المطاف، يبقى القرار في يد المستهلك. فالقيمة الحقيقية لأي منتج لا تحددها الشركة المصنعة فقط، بل أيضاً ما يمنحه لها المشتري من أهمية.