تسعى شركة «وي رايد» (WeRide Inc) الصينية للسيارات ذاتية القيادة، لتعزيز وجودها في الأسواق العالمية، مع توقعات بارتفاع سوق سيارات الأجرة ذاتية القيادة «الروبوتاكسي»، إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2026.
وتراهن «وي رايد»، على أن سيارات الأجرة ذاتية القيادة والخدمات المرتبطة بها ستشهد طلباً مرتفعاً في السنوات المقبلة، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وتشغّل «وي رايد» حالياً مركبات ذاتية القيادة في 30 مدينة ضمن 9 دول، وتخطط للتوسع في اليابان وأوروبا والشرق الأوسط.
وتُعد الشركة أنها الوحيدة عالمياً التي حصلت على تصاريح قيادة ذاتية في 4 دول هم الصين، وسنغافورة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإنه مع نجاح «وي رايد» في توسيع نطاق أعمالها دولياً والحصول على تصاريح قيادة ذاتية في عدة دول، إلا أن تزايد التدقيق الغربي في التكنولوجيا الصينية بسبب المخاوف الأمنية، يمثّل تحدياً أمام قدرتها على النجاح في بيئات أكثر توتراً سياسياً.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، توني هان، والتي تتخذ من غوانغتشو مقراً لها: «نريد خدمة السوق العالمية، حيثما توجد حاجة إلى سيارات الأجرة والحافلات ذاتية القيادة، فإننا نريد التوجه إليها».
ومع ذلك، اعترف هان، بأن العوامل السياسية ومخاوف الأمن الوطني تعقد جهود التوسع، خاصة في مناطق مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
وتؤكّد الإجراءات الأخيرة، مثل حظر وزارة التجارة الأميركية للأجهزة والبرمجيات الصينية في المركبات المتصلة بالإنترنت، هذه التحديات.
وبالمثل، أثار الاتحاد الأوروبي مخاوف بشأن أمان سلسلة توريد السيارات، مع دراسة بعض الحلفاء اتخاذ تدابير مشابهة.
وأضاف هان: «إذا كانت الدولة غير صديقة لشركتك، فعليك أن تأخذ ذلك في الحسبان»، مشيراً إلى أن العلاقات الجيوسياسية هي عامل مهم يجب مراعاته عند التوسع في الخارج.
ومع ذلك، أكد أن محاولة التنبؤ بالسياسات التي تتغير باستمرار لها ثمن، وفي معظم الحالات، من الأفضل الرد على أي سياسة نهائية.
وأضاف الرئيس التنفيذي لـ«وي رايد»: «في الوقت الحالي، نعتقد أن الشرق الأوسط وأوروبا هما الأكثر ملاءمة لتوسع شركتنا في الخارج».
حققت «وي رايد» إنجازات جديدة هذا العام، بما في ذلك شراكة مع مشغل السكك الحديدية الوطنية في سويسرا لنشر سيارات مزودة بتقنيتها في منطقة وادي فورتال.
كما حصلت الشركة على طلبات لتوريد حافلات مصممة خصيصاً لأكبر مشغل للحافلات الذاتية القيادة في اليابان.
وفي الصين، استفادت «وي رايد» من دعم حكومي كبير لصناعة السيارات الناشئة، إذ ساهمت المبادرات الحكومية لتعزيز الصناعات التكنولوجية كمحركات للنمو الاقتصادي في زيادة الاهتمام بالروبوتاكسي.
كما قامت بعض الحكومات المحلية بتخفيف السياسات المتعلقة بالقيادة الذاتية العام الماضي.
وفي المدن الكبرى مثل بكين وشنغهاي وغوانغتشو، بدأت سيارات الأجرة ذات القيادة الذاتية بنقل الركاب في مناطق معينة.
وفي مدن أخرى، يمكن رؤية المكانس الآلية، وهي تنظف الشوارع، كما قدمت الإدارات المحلية مقترحات لبناء البنية التحتية وتبسيط اللوائح لهذه الصناعة.
محللون في شركة «دايوا» (Daiwa) للخدمات المالية، أشاروا في ملاحظة حديثة إلى أن الصين على أعتاب تطبيق تجاري واسع النطاق للروبوتاكسي.
وتوقع محللو «دايوا» أن يصل حجم السوق المرتبط بتصنيع السيارات المخصصة للروبوتاكسي وقطع غيارها إلى 160 مليار يوان، ما يعادل نحو 22 مليار دولار، بحلول عام 2026.
وأضافوا أن الروبوتاكسي من المحتمل أن تحل في نهاية المطاف محل سيارات الأجرة التقليدية.
في ظل تنافس الشركات التكنولوجية للحصول على حصة في السوق، عملت «وي رايد» على التميز عن منافسيها مثل «بوني إيه آي» (Pony AI) المدرجة في الولايات المتحدة و«أبولو غو» (Apollo Go) التابعة لشركة «بايدو» (Baidu) للذكاء الاصطناعي، من خلال توسيع تركيزها ليشمل مجالات أخرى بخلاف الروبوتاكسي.
وتعتمد الشركة على تقنيتها الأساسية القابلة للتكيف لتطوير مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات التجارية ذات الحجم المتوسط والحافلات الروبوتية.
ومع ذلك، لا تزال الربحية بعيدة المنال، ففي أول ثلاثة أرباع من عام 2024، اتسعت خسارة «وي رايد» الصافية بنسبة 20% لتصل إلى 1.92 مليار يوان، بينما تراجعت الإيرادات بنسبة 14% إلى 220.3 مليون يوان، كما انخفضت أسهم الشركة بنسبة 20% منذ إدراجها في بورصة نيويورك في شهر أكتوبر 2024.
وقال هان، إن ميزة «وي رايد» التنافسية تكمن في تقنيتها الأساسية، التي تم تصميمها لتكون قابلة للتطبيق عبر مجموعة من المنتجات.
وأوضح أن مهندسي الشركة يميلون إلى كتابة أكواد أكثر عمومية، ما يجعل من السهل تعديلها لتناسب منتجات مختلفة من المركبات الروبوتية.
وأضاف هان: «يمكننا بسهولة إنتاج المزيد من السيارات وزيادة حجم أسطولنا إلى أكثر من 1000 وحدة»، مشيراً إلى أن الأمر ليس متعلقاً بالكمية، بل بالطلب.
وبينما تتنقّل «وي رايد» في بيئة معقدة من التحديات الجيوسياسية والقيود المالية، فإن نجاحها يعتمد على موازنة الابتكار مع التكيف الاستراتيجي مع ظروف السوق العالمية.