أعلنت شركتا «هوندا» (Honda) و«نيسان» (Nissan)، عن بدء مناقشات حول إمكانية الاندماج أو التعاون المستقبلي، وسط تراجع في نتائج نيسان وتحديات تواجههما في السوق الصيني. وأكدت الشركتان في بيان صدر يوم الأربعاء، استناداً إلى تقرير نشرته صحيفة نيكي اليابانية، أن المحادثات جارية، ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
وإذا مضت المحادثات بين هوندا ونيسان نحو الاندماج، فإن ذلك سيؤدي إلى تشكيل ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات عالمياً، بإنتاج سنوي يبلغ 7.6 مليون سيارة، متفوقة على معظم الشركات باستثناء تويوتا وفولكسفاغن، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وتتجه صناعة السيارات اليابانية إلى الانقسام إلى معسكرين رئيسين: الأول تقوده تويوتا التي تمتلك حصصاً في شركات مثل سوبارو ومازدا وسوزوكي، والثاني يضم هوندا ونيسان وميتسوبيشي، حيث تمتلك نيسان نحو 25% من ميتسوبيشي.
وتشير التطورات إلى أن التعاون بين هوندا ونيسان قد يغير ديناميكيات السوق الياباني والعالمي، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في مجال السيارات الكهربائية.
تعاني كلتا الشركتين من صعوبات كبيرة في السوق الصيني، أكبر سوق للسيارات عالمياً، بسبب التحول السريع نحو السيارات الكهربائية والهجينة. هذا التحدي جعل هوندا ونيسان تتقاربان أكثر هذا العام، حيث أعلنتا سابقاً عن خطط للتعاون في تطوير تقنيات السيارات الكهربائية لتقليل تكاليف التطوير. ورغم ذلك، تُظهر نيسان نتائج ضعيفة أيضاً في الولايات المتحدة؛ ما يزيد الضغوط عليها.
أعلنت نيسان مؤخراً عن إعادة هيكلة تشمل خفض 9,000 وظيفة عالمياً وتقليص طاقتها الإنتاجية بنسبة 20%. كما توقفت الشركة عن الإنتاج في مصنعها بمدينة تشانغتشو الصينية. من جهتها، لجأت هوندا إلى تقليل أعداد الموظفين في مشاريعها المشتركة في الصين عبر برامج استقالة اختيارية.
ويواجه صناع السيارات اليابانيون منافسة شديدة من شركات، مثل: تسلا وبي واي دي الصينية، التي تقود السوق في السيارات الكهربائية والتقنيات الحديثة مثل القيادة الذاتية، وأشار محللون إلى أن هذا التنافس يدفع الشركات اليابانية إلى استثمارات ضخمة لمواكبة هذه التطورات.
ارتفعت أسهم نيسان بأكثر من 20% في تداولات يوم الأربعاء في بورصة طوكيو، بينما انخفضت أسهم هوندا بنسبة 1%.
وتبلغ القيمة السوقية لهوندا أكثر من أربعة أضعاف نيسان؛ ما يشير إلى توازن قوى يميل لصالح هوندا في أي اندماج محتمل.
تُظهر البيانات الأخيرة من رابطة سيارات الركاب الصينية أن السيارات الكهربائية والهجينة شكلت 52% من إجمالي مبيعات السيارات في نوفمبر، حيث اكتسبت العلامات التجارية الصينية حصة سوقية متزايدة على حساب الشركات اليابانية والألمانية. في الأشهر الأحد عشر الأولى من العام، استحوذت العلامات التجارية الصينية على 60% من السوق.
لطالما عانت نيسان من تداعيات اعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن في عام 2018 بتهم مالية، إلى جانب توترات مع شريكتها الفرنسية رينو التي خفضت حصتها في نيسان إلى 15% العام الماضي. رغم ذلك، سجلت نيسان انخفاضاً بنسبة 90% في دخلها التشغيلي خلال النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالعام السابق.