logo
شركات

هل تكون نتائج «إنفيديا» استفتاء على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

هل تكون نتائج «إنفيديا» استفتاء على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
شعار شركة «إنفيديا» كما يظهر في مقرها الرئيسي في سانتا كلارا، كاليفورنيا، في مايو 2022. المصدر: رويترز
تاريخ النشر:24 فبراير 2025, 02:21 م

يترقب المستثمرون، غداً الثلاثاء، نتائج الربع الرابع لشركة «إنفيديا»، عملاق الرقائق الأميركي، لكن هذه البيانات لن تكون مجرد مراجعة مالية، بل استفتاء على ازدهار الذكاء الاصطناعي، الذي دفع قيمة الشركة السوقية إلى ما فوق 3 تريليونات دولار. 

تتوقع وول ستريت أن تحقق الشركة إيرادات بقيمة 32.5 مليار دولار، بنمو نسبته 80% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لتقديرات "بلومبرج". ومع ذلك، وبينما يترقب المستثمرون النتائج، يلوح التساؤل الأهم: هل يمكن لازدهار الذكاء الاصطناعي، المعتمد على رقائق «إنفيديا»، الصمود وسط تصاعد المنافسة والضغوط الاقتصادية؟

أداء مبهر لكن المخاطر تتزايد


الأرقام مذهلة، يواصل سهم «إنفيديا» الارتفاع، بينما تُشغِّل رقائق (H100) من إنفيديا مراكز بيانات شركات "أمازون" و"ميتا" و"غوغل"، التي أنفقت مجتمعة أكثر من 300 مليار دولار على البنية التحتية التقنية في 2024، بزيادة 70% سنوياً، وصف الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ الطلب على رقائق (Blackwell) الجديدة بأنه هائل، وهو ادعاء تدعمه تقديرات إيرادات 38 مليار دولار للربع الحالي، وفقاً لتوقعات (IG Australia).

لكن تحت هذا البريق، تتزايد المخاطر، فصناديق التحوط باعت أسهم التكنولوجيا الأميركية بأسرع وتيرة في ستة أشهر قبيل نتائج هذا الأسبوع، وفقاً لـ(PiQSuite)، وسط مخاوف من ظهور شريحة ذكاء اصطناعي منافسة من (DeepSeek) الصينية. وتشير تقارير إلى أن هذا التطور قد يهدد هيمنة «إنفيديا»؛ مما قد يحد من إنفاق عمالقة التكنولوجيا على الرقائق. كما أن البيانات الاقتصادية الأميركية لا تبعث على التفاؤل، فقد انخفضت ثقة المستهلك في 21 فبراير؛ مما أدى إلى تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.99% إلى 44,303.40. كما أن فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك قد يرفع تكلفة سلسلة توريد «إنفيديا»، مما قد يقلص هوامش الربح.

انعكاسات على الأسواق الخليجية


بالنسبة لصناديق الثروة السيادية الخليجية، وخاصة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي امتلك حصة بقيمة 1.8 مليار دولار في «إنفيديا» أواخر 2024، فإن الرهانات مرتفعة. فارتفاع الأرباح قد يعزز مكانة الشركة ويرفع المحافظ الاستثمارية، لكن أي إخفاق قد يترك تداعيات على الاقتصادات النفطية، التي تراقب بالفعل أسعار خام برنت عند 82 دولارا للبرميل، وفقاً لآخر بيانات أوبك. كما أن الطموحات التقنية في المنطقة، من مشروع نيوم إلى مختبرات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، تعتمد بشكل كبير على رقائق إنفيديا؛ مما يجعل أي تعثر في نتائج الشركة مصدر قلق لصنّاع القرار الاقتصادي.

الرهان الكبير على «إنفيديا»


التاريخ لا يوفر ضمانات، فقد سجلت «إنفيديا» إيرادات بلغت 26 مليار دولار في مايو 2024، بزيادة 262% سنوياً؛ مما رفع سقف التوقعات عالياً. لكن الأسواق لا ترحم، فتحذير وول مارت بشأن الأرباح الأسبوع الماضي أدى إلى هبوط أسهمها بنسبة 6.23%، وفقاً ليـاهو فاينانس؛ مما يبرز أن حتى العمالقة يمكن أن يتعثروا. أضافت (Evercore ISI) «إنفيديا» إلى قائمة «الأداء الفائق التكتيكي» في 10 فبراير، وفقاً لمنشورات (DeItaone)، لكن صناديق التحوط غير مقتنعة بالكامل. كما أن ارتفاع مؤشر التقلبات الأسبوع الماضي يشير إلى أن الرهانات تتجه في كلا الاتجاهين.

 لحظة حاسمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي


المفاجأة لن تكون في أرقام «إنفيديا»، بل في حجم الرهانات عليها. إذا نجح هوانغ في تقديم نتائج تفوق التوقعات، فقد يواصل الذكاء الاصطناعي تحدي قوانين الجاذبية المالية؛ مما يعزز الطلب على الرقائق من وادي السيليكون إلى سنغافورة، حيث أعلنت الحكومة عن حزمة دعم بقيمة 3.7 مليار دولار للقطاع التكنولوجي هذا الشهر. أما إذا تعثرت «إنفيديا»، فقد يمتد تأثير ذلك إلى ما هو أبعد من "وول ستريت"، ليشمل السباق العالمي نحو التفوق في الذكاء الاصطناعي.

بينما يقترب يوم الثلاثاء، يترقب المستثمرون في العالم، ومن بينهم مستثمرون من المنطقة، النتائج بفارغ الصبر. في هذه اللعبة، «إنفيديا» ليست مجرد لاعب، بل هي اللعبة نفسها.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC