نزوح مليارات الدولارات من أسهم الهند والغرب وتتدفق على بكين
بعد أقل من شهر على زلزال شركة «ديب سيك» وتطبيقها الرخيص، الذي أحدث هزات عنيفة سحبت البساط من أسفل أقدام عمالقة التكنولوجيا في العالم، استقطبت الأسهم الصينية تدفقات استثمارية من صناديق تحوط عالمية زادت عن 1.3 تريليون دولار.
كانت أخبار شركة «ديب سيك» بمثابة حافز قوي لعودة استقطاب الأسهم الصينية للسيولة، حيث تمكن المشاركون في السوق من إعادة الدخول إلى الأسواق الصينية، والاستفادة من حالة الزخم التي أحدثها تطبيق الشركة الناشئة.
أدى زلزال «ديب سيك» إلى محو تريليون دولار من القيمة السوقية لمؤشر ناسداك، وإثارة المخاوف بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
بدأت صناديق التحوط في الاستثمار في الأسهم الصينية بأسرع وتيرة منذ شهور، حيث أضافت التوقعات بشأن ارتفاع أسعار التكنولوجيا الذي تقوده شركة «ديب سيك» إلى الآمال في المزيد من التحفيز الاقتصادي.
في المقابل، وعلى النقيض من تدفق المليارات على الأسهم الصينية، تعاني الهند من هجرة قياسية للسيولة؛ بسبب المخاوف بشأن ضعف النمو الكلي وتباطؤ أرباح الشركات وتقييمات الأسهم الباهظة.
وفقاً لبيانات إم إس سي آي (MSCI) مورغان ستانلي سابقاً، أضافت أسواق الأسهم المحلية والخارجية في الصين أكثر من 1.3 تريليون دولار من القيمة الإجمالية في الشهر الماضي، في حين سجلت سوق الأسهم الهندية نزوحاً بأكثر من 720 مليار دولار.
في الوقت ذاته، يتجه مؤشر إم إس سي آي للأسهم الصينية، إلى التفوق على نظيره الهندي للشهر الثالث على التوالي، وهي أطول سلسلة من هذا القبيل في عامين.
يمثل هذا التحول صوب الأسهم الصينية انقلاباً على التوجه نحو الهند الذي شهدته الأسواق على مدى السنوات العديدة الماضية، وفقاً لتقارير البنوك العالمية، والذي أدى إلى اجتذاب الأموال بعيداً عن الصين، والذي جاء نتيجة الإنفاق الباهظ على البنية الأساسية في الهند وإمكاناتها كمركز تصنيع بديل للصين.
ويبدو أن الصين تستعيد جاذبيتها السابقة من خلال إعادة تقييم جذرية لقابليتها للاستثمار، وخاصة في مجال التكنولوجيا، خاصة بعد تخويف المستثمرين بحملات القمع التي شنتها على الشركات قبل فترة ليست طويلة، والتي توجهت على وجه الخصوص نحو شركات التكنولوجيا العاملة في تعدين العملات المشفرة في عام 2021.
لكن محللي «مورغان ستانلي» يعتقدون أنه من غير المرجح أن تشهد تدفقات الأموال انعكاساً كاملاً، حيث يقول المتفائلون في سوق الأسهم الهندية، إن التصحيح الأخير ربما يكون مبالغاً فيه، وإن قصة النمو الطويل الأجل في البلاد لا تزال سليمة.
بحسب بيانات إم إس سي آي (MSCI) يزيد الفارق في التقييم من جاذبية أسهم الصين، حيث يبلغ مكرر ربحية الأسهم الصينية 11 ضعف تقديرات الأرباح المستقبلية مقارنة بنحو 21 ضعفاً للأسهم الهندية.
وفي استفادة ورد فعل سريع لحالة الزخم التي أحدثتها «ديب سيك» في الأسواق نجحت شركة «علي بابا» في إضافة مئة مليار دولار إلى القيمة السوقية على مدار الأسابيع الخمسة الماضية.
عانت شركة «إنفيديا»، الشركة الأميركية المصنعة للرقائق والتي تعد قلب البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من أكبر خسارة في القيمة السوقية في يوم واحد في التاريخ، إذ خسرت ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها.
انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.1%، مع خسارة «ألفا بيت» مئة مليار دولار وخسارة «مايكروسوفت» سبعة مليارات دولار، إذ مثل إعلان «ديب سيك» لحظة محورية في السباق بين الولايات المتحدة والصين في مجال التفوق في الذكاء الاصطناعي.
أشعل نجاح «ديب سيك» المفاجئ بعد إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها الحماس في الصين، وأثار قلقاً في أميركا، و«ديب سيك» هي شركة صينية ناشئة غير معروفة نسبياً في مجال الذكاء الاصطناعي، موجة من الصدمة في وادي السيليكون بإطلاقها مؤخراً نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، والتي يزعم البعض تفوقها على نماذج أوبن آي.
أثارت قدرة الشركة الصينية الواضحة على مضاهاة قدرات شركة أوبن إيه. آي الأميركية للذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل بكثير تساؤلات حول بقاء نماذج الأعمال وهامش الأرباح لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة في الولايات المتحدة، وفي «أوبن إيه آي» OpenAI و«إنفيديا» NVIDIA و «غوغل»Google و«ميتا»Meta.
في الشهر الماضي، تجاوز تطبيق «ديب سيك» نظيره تشات جي. بي. تي التابع لـ«أوبن إيه. آي» في عدد التنزيلات على متجر تطبيقات أبل، مما أدى إلى موجة بيع عالمية في أسهم التكنولوجيا.
تتحدى «ديب سيك» بهذه الإصدارات الرخيصة تفوق الولايات المتحدة ما يبدد القيود التي فرضتها واشنطن بهدف الحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق المتطورة وتطوير الذكاء الاصطناعي.