أعلنت شركتا «كولبرج كرافيس روبرتس» و«إنرجي كابيتال بارتنرز» استثمار مشترك بقيمة 50 مليار دولار في مشاريع مراكز البيانات وتوليد الطاقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، في خطوة بارزة لدعم احتياجات الذكاء الاصطناعي.
وأفادت الشركتان، وهما من عمالقة «وول ستريت»، بأن هذه الاستثمارات الضخمة ستُخصص على مدى السنوات الأربع المقبلة لتلبية الطلب الكبير على الطاقة الذي يتطلبه الذكاء الاصطناعي، وتخفيف الضغط على شبكة الطاقة الأميركية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، تأتي هذه المبادرة في إطار تحول إستراتيجي من «كولبرج كرافيس روبرتس»، إحدى أكبر شركات الاستثمار عالمياً، و«إنرجي كابيتال بارتنرز»، المتخصصة في الاستثمار بالأسهم الخاصة، نحو تطوير البنية التحتية الداعمة للذكاء الاصطناعي.
وتعمل الشركتان بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير وصول محسّن للطاقة، في ظل تزايد الطلب من مطوري مراكز البيانات.
مع تزايد صعوبة الوصول إلى الشبكة في العديد من مناطق الولايات المتحدة، يأتي هذا التعاون استجابةً للحاجة الملحّة إلى مصادر طاقة موثوقة لدعم الذكاء الاصطناعي.
وصرّح دوغ كيميلمان، مؤسس شركة «إنرجي كابيتال بارتنرز» والشريك الرئيس فيها، قائلاً: «الحاجة إلى رأس المال هائلة، وإحدى العقبات الكبرى، وربما العقبة الرئيسة، هي توافر الكهرباء».
تمتلك «إنرجي كابيتال بارتنرز» مجموعة من الشركات الناشطة في مجالي الطاقة التقليدية والمتجددة، بما فيها «كالباين»، إحدى أكبر شركات توليد الطاقة في الولايات المتحدة.
ووسّعت الشركة أخيراً استثماراتها في محطات الغاز الطبيعي، إذ شدد كيميلمان على دور هذه المحطات في توفير الطاقة المستمرة لمراكز البيانات.
وتوقع كيميلمان استمرار استثمار «إنرجي كابيتال بارتنرز» في الغاز الطبيعي، إلى جانب تعزيز المبادرات منخفضة الانبعاثات مثل الطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون؛ بهدف معالجة المخاوف البيئية مع تأمين احتياجات الطاقة.
وأضاف: «سيكون الغاز في صدارة هذه العملية»، مؤكداً أهميته في دعم مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة.
مع تزايد استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة، أشار التقرير إلى التحديات المعقدة التي تواجهها شركات التكنولوجيا، إذ اعتمدت العديد منها على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجات مراكز البيانات الفورية؛ ما يعيق تحقيق أهدافها في خفض الانبعاثات الكربونية رغم تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي.
وتعهدت شركات مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون» بالاستثمار في الطاقة النووية للحد من الانبعاثات، على الرغم من أن بعض هذه المشاريع تعتمد على تقنيات غير مثبتة وقد تستغرق سنوات لاستكمالها؛ بسبب التحديات المالية والتقنية التي تحدّ من نمو قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة.
وبحسب شركة «ماكنزي» للاستشارات، فإن الأولويات البيئية تتراجع حالياً لصالح رغبة شركات التكنولوجيا في بناء مراكز البيانات بسرعة.
وقال فالديمار سليزاك، الذي يقود استثمارات البنية التحتية الرقمية في شركة «كولبرج كرافيس روبرتس»، إن الشراكة مع «إنرجي كابيتال بارتنرز» تهدف إلى توفير حلول قصيرة المدى لتوسيع الوصول إلى الطاقة ومعالجة العقبات التي تواجه شركات التكنولوجيا في بناء مراكز البيانات.
وأوضح أن «كولبرج كرافيس روبرتس» استثمرت حتى الآن أكثر من 29 مليار دولار في شركات البنية التحتية الرقمية، مشيراً إلى التحول الجذري في مفهوم مراكز البيانات.
وأشار سليزاك إلى أن مراكز البيانات لم تعد مجرد أعمال عقارية؛ بل أصبحت تعتمد على الطاقة في المقام الأول، مضيفاً أن الوضع الراهن لم يعد مناسباً لمواجهة هذا التحدي.