مع اقتراب الإعلان عن تقارير الأرباح لشركتي «ألفابيت» و«مايكروسوفت»، يسعى المحللون في السوق لتقييم عمالقة التكنولوجيا عن كثب.
وشهد سهم «ألفابيت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، ارتفاعاً بنسبة 17% هذا العام، ليصل إلى 162.93 دولار، بينما زاد سهم «مايكروسوفت» بنسبة 11% ليصبح 416.72 دولار.
ورغم الأداء المتفوق لـ«ألفابيت» مؤخراً، يعتقد العديد من المحللين أن «مايكروسوفت» تمثل فرصة استثمارية أكثر جاذبية قبل الإعلان عن الأرباح، وفقاً لتقرير نشرته مجلة «بارونز».
ومن المقرر أن تعلن «ألفابيت» عن أرباحها في 29 أكتوبر، تليها «مايكروسوفت» في 30 أكتوبر. ومن المتوقع أن تحظى هذه التقارير باهتمام كبير من «وول ستريت»، خاصةً أن كلتا الشركتين فقدت الزخم الإيجابي الذي تمتعتا به في بداية العام.
ومنذ أن بلغت أسهم «ألفابيت» 191.18 دولار و«مايكروسوفت» 467.56 دولار في أعلى مستويات إغلاق لهما في يوليو، واجهت أسهم الشركتين تحديات. ففي التداولات الأولية يوم الجمعة، ارتفع سهم «ألفابيت» بنسبة 0.4%، بينما زاد سهم «مايكروسوفت» بنسبة 0.1%.
أوضح التقرير أن المخاوف المحيطة بموقف «ألفابيت» المالي قد تجعل من «مايكروسوفت» خياراً أكثر أماناً على المدى القصير. وقد ساهمت عدة عوامل في انخفاض سعر سهم «ألفابيت» مؤخراً، بما في ذلك زيادة نفقات رأس المال، والتحديات التنظيمية، وتحول اهتمام المستثمرين من الأسهم الكبرى إلى الشركات الصغيرة.
في تقريرها للربع الثاني، أفادت «ألفابيت» بأن نفقاتها على رأس المال بلغت 13.2 مليار دولار، ارتفاعاً من 12 مليار دولار في الربع السابق. كما زادت الضغوط على «غوغل» للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصةً مع تزايد المنافسة من محركات البحث الأخرى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت محكمة قضائية مؤخراً أن «غوغل» تحافظ على احتكارها في خدمات البحث العامة والإعلانات النصية، مما يرفع من احتمال تفكيك الشركة كحل للتعامل مع المخاوف التنظيمية.
كتب تياغو كابولسكي، المحلل في «إيتاو بي بي إيه» (أحد أكبر البنوك في البرازيل وأميركا اللاتينية)، في تقرير بحثي حديث أن المقترحات التي أصدرتها وزارة العدل قد تشكل خطراً على «ألفابيت»، ما يؤدي إلى تغييرات هيكلية محتملة في سوق البحث، وهو محرك رئيس لربحية الشركة.
حافظ كابولسكي على تصنيفه لأسهم «ألفابيت» كـ«أداء سوقي» مع هدف سعري يبلغ 200 دولار، بينما منح «مايكروسوفت» تصنيف «أداء متفوق» مع هدف سعري يبلغ 460 دولاراً. وفق التقرير، لم ترد «ألفابيت» على طلبات التعليق.
أضاف التقرير أن المستثمرين سيولون اهتماماً كبيراً بتقرير أرباح «ألفابيت» للحصول على رؤى حول المخاطر التنظيمية واستثمارات الذكاء الاصطناعي. وإذا لم تتجاوز التقديرات المالية التي ستقدمها إدارة «ألفابيت» خلال تقرير أرباحها التوقعات بشكل كبير، فقد يشهد السهم انخفاضاً.
على العكس، فإن الأخبار الإيجابية بشأن مشاريع الذكاء الاصطناعي ومستقبل البحث قد تعزز من معنويات المستثمرين.
من جهة أخرى، تستثمر «مايكروسوفت» بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال مشاريعها الخاصة أو من خلال استثمارات في شركة «أوبن إي آي»، المالكة لـ«تشات جي بي تي».
وعلى الرغم من أن بعض المحللين يعبرون عن شكوكهم بشأن توقيت العوائد على هذه الاستثمارات، إلا أن آخرين يسلطون الضوء على نمو «مايكروسوفت»، خاصة في قسم الحوسبة السحابية لديها «أزور».
كما صنف براد سيلز، المحلل في «بنك أوف أميركا» للأوراق المالية، شركة «مايكروسوفت» كـ «خيار شراء»، مع هدف سعري يبلغ 510 دولارات.
وفي مذكرة بحثية نشرت يوم الخميس، أعرب عن تفاؤله بشأن تسارع نمو «أزور» في النصف الثاني من العام، معتبراً أن ذلك سيكون حافزاً إيجابياً لأسهم «مايكروسوفت». كما قام محلل آخر من «بنك أوف أميركا» بتصنيف سهم «ألفابيت» كـ«خيار شراء» مع هدف سعري يبلغ 206 دولارات.
أظهر استطلاع أجرته شركة «فاكت سيت» للتحليلات المالية أن 53 من أصل 58 محللاً يغطون سهم «مايكروسوفت» يوصون بشرائه، بينما أوصى 4 بالاحتفاظ به، ومحلل واحد فقط بالبيع. وبالمثل، من بين 68 محللاً يقيمون سهم «ألفابيت»، يوصي 54 بشرائه، و14 بالاحتفاظ به، ولا توجد أي توصية بالبيع.
وأكد التقرير أن التقييم الحالي لسهم «ألفابيت» يعكس بعض هذه المخاطر، حيث يتم تداول السهم حالياً عند 19.5 ضعف للأرباح المتوقعة على مدى 12 شهراً، وهو أقل من متوسطه البالغ 23 ضعفاً خلال السنوات الخمس الماضية.
من ناحية أخرى، يتم تداول سهم «مايكروسوفت» عند 30.1 ضعف للأرباح المتوقعة، وهو أعلى من متوسطه البالغ 29.3 ضعف.
وبحسب التقرير فإن الاستثمار في أي سهم قبل تقارير الأرباح ينطوي على مخاطر، لكن المحللين يقترحون أن «ألفابيت» قد تواجه تحديات أكبر من «مايكروسوفت» في الوقت الحالي.