توقعت "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي"، أخيراً، أكبر عدد من العواصف على الإطلاق لموسم المحيط الأطلسي في شهر مايو، ما بين أربعة إلى سبعة أعاصير كبرى. وتوقع باحثون آخرون أيضاً موسم عواصف "شديد النشاط".
هذا هو الموسم الذي أصبح سوق التأمين مستعداً له بشكل أفضل في العامين الماضيين. ومع ارتفاع أسعار الفائدة التي تمنح المستثمرين أماكن أفضل ذات مخاطر معدلة للاحتفاط بأموالهم، وبعد عدة سنوات من الخسائر الكبيرة، ساعد نقص المعروض من رأس المال شركات إعادة التأمين - الشركات التي تدعم شركات التأمين الأخرى - في الحصول على أسعار أعلى وشروط تغطية أكثر صرامة.
وكان هذا هو الدافع وراء ارتفاع الأسعار أو التغطية الأقل لعملاء شركات التأمين الأولية التي تستخدم إعادة التأمين، مثل أصحاب المنازل في كاليفورنيا أو فلوريدا.
وعلى الجانب الآخر، كان هناك تحسن في عوائد شركات إعادة التأمين، والعوائد القياسية على سندات الكوارث، التي تدفع عوائد عالية ولكنها معرضة لخطر الخسائر. وقالت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية في مذكرة حديثة إن "السوق أكثر قدرة على تحمل أحداث الخسارة الفادحة".
يقول جان لويس مونييه، الرئيس التنفيذي لشركة "سويس ري كابيتال": "كانت هناك إعادة تسعير جوهرية لمخاطر الكوارث منذ الربع الأول من عام 2022، وهذا لا يزال قائماً"، "نحن في وضع أفضل بكثير بشكل عام".
لا شك أن التأمين سوق مثل أي سوق أخرى، والمستثمرون في هذا السوق يتحركون عندما يرون ما يبدو وكأنه عائد جذاب معدل حسب المخاطر. وتجتذب هذه الأسعار والعوائد المرتفعة الآن المزيد من رأس المال. على سبيل المثال، شهدت سندات الكوارث إصداراً قياسياً حتى الآن هذا العام، بقيمة 11.4 مليار دولار، وفقاً لـ"سويس ري".
خلال التجديدات الأخيرة لسياسة إعادة التأمين في فلوريدا، كان هناك أيضاً تدفق للأموال، وفقاً لشركة "هاودن ري" (Howden Re)، ذراع إعادة التأمين العالمي وأسواق رأس المال لمجموعة "هاودن غروب".
وذكر تقرير "هاودن ري"، الأسبوع الماضي، "عودة ظهور رأس مال القطاع المخصص"؛ ما دفع الصناعة إلى ما بعد مستويات رأس المال لعام 2021. وقال التقرير إن متوسط معدلات التسعير المعدلة للمخاطر لإعادة التأمين ضد كوارث الممتلكات انخفض بنسبة 5%.
وفي حال انتهى موسم العواصف بالتسبب بخسائر تأمينية كبيرة، في الوقت نفسه الذي تتراجع فيه الأسعار، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض العائدات. وقد تكون النتيجة إبعاد رأس المال؛ ما يؤدي إلى تغطية أقل. وكل هذا يشكل وصفة لمزيد من التقلبات وعدم القدرة على التنبؤ، سواء بالنسبة لأسهم شركات التأمين أو في تسعير التأمين للعملاء الذين يحتاجون إلى حماية منازلهم وسياراتهم وشركاتهم.
يقول ديفيد فلاندرو، رئيس قسم الصناعة والاستشارات الاستراتيجية في "هاودن ري": "إن سوق إعادة التأمين يمر بمرحلة حرجة". و"في حين أن انتعاش رأس المال المخصص، وزيادة القدرة، يشيران إلى انخفاض محتمل في الأسعار، فإن موسم الأعاصير النشط المتوقع، وضغوط السوق الأخرى، يمكن أن يتعارضان مع هذه الاتجاهات."
ومع وجود فترة من التسعير القوي، قد يكون السوق قادراً على استيعاب المزيد من المعروض من رأس المال من دون أن تصبح المخاطر أرخص بشكل كبير، أو أن يصبح المستثمرون وشركات إعادة التأمين أكثر عرضة للخسائر بشكل كبير. العامل الكبير هو أن هناك أيضاً المزيد من الطلب؛ فالتضخم وحده يعني أن قيم الدولار التي يجب تغطيتها أعلى.
قد يكون هناك أيضاً أسعار أو شروط أو عرض أفضل إلى حد ما للمخاطر البعيدة جداً، ولكن ليس للمخاطر القريبة التي ألحقت الضرر بشركات التأمين أخيراً.
ويتركز الجزء الأكبر من إصدارات سندات الكوارث الأخيرة على أحداث تحدث مرة واحدة كل 50 عاماً، وفقاً لبيل دوبنسكي، الرئيس التنفيذي لشركة غالاغر للأوراق المالية.
ولحسن الحظ، فإن موسم العواصف النشط لا يعني بالضرورة أن عاصفة كبيرة ستضرب بالفعل منطقة مكتظة بالسكان. وأوضح جيري غلومبيكي، كبير مديري وكالة فيتش: "ليس عدد العواصف في حد ذاته هو المهم حقاً، بل موقع وصول العاصفة إلى اليابسة".
إن إعطاء الطبيعة المزيد من الفرص لإحداث الفوضى ليس بالفكرة المريحة.