إرم الاقتصاديةــــ تتطلع مجموعة الملياردير الهندي غوتام أداني إلى جمع ما لا يقل عن 10 مليارات دولار خلال العام المقبل من الديون الجديدة في ظل سعيها لإعادة تمويل ديونها عالية التكلفة وتمويل المشاريع قيد الإعداد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطط.
باستخدام أدوات متعددة بما في ذلك ديون بالعملات الأجنبية والسندات الخضراء، تخطط مجموعة "أداني" لجمع ما يصل إلى 6 مليارات دولار لمبادلة ديونها الحالية مرتفعة الفائدة بقروض منخفضة التكلفة واستخدام الباقي لتمويل المشاريع، وفقاً لأحد الأشخاص الذي طلب عدم تحديد هويته لأن المعلومات خاصة. وقال الأشخاص إنه يمكن البدء في هذه الجهود في وقت مبكر من الربع الجاري.
تهدف هذه الخطوة إلى تقليل العبء الإجمالي لسداد مدفوعات المجموعة التي تعمل في مجالات من الموانئ إلى الطاقة، في ظل سعي أغنى شخص في آسيا لإتمام سلسلة من الاستحواذات الطموحة الهادفة للتنويع في قطاعات مثل الطاقة الخضراء والخدمات الرقمية ووسائل الإعلام.
رهان مبني على الأصول
على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم، فإن المجموعة واثقة من الحصول على قروض منخفضة التكلفة بسبب قاعدة أصولها الأكبر الآن، وفقاً للأشخاص الذين قالوا إن توقيت جهود جمع الأموال هذه قد يتغير وفقاً لظروف السوق العالمية.
قال الأشخاص إن سعي الشركة لجمع السيولة عبر الديون منفصلة عن خططها لاستكشاف استثمارات استراتيجية في أسهمها.
ذكرت صحيفة "مينت" الهندية في وقت سابق من هذا الشهر أن أداني وعائلته يجرون محادثات مبكرة مع مستثمرين بما في ذلك "الصندوق السيادي السنغافوري" و "تيماسيك هولدينغز" لجمع ما لا يقل عن 10 مليارات دولار لتمويل توسع المجموعة في الطاقة النظيفة والموانئ. لم تعلق مجموعة "أداني" علناً على هذا التقرير.
وتيرة فائقة
أثرت وتيرة توسعات أداني الفائقة- والتي تتضمن استحواذه على وحدات "هولسيم" في الهند البالغة 6.5 مليار دولار في مايو وجعلت المجموعة ثاني أكبر منتجة للأسمنت في السوق المحلية- أثارت القلق بشأن معدلات الرافعة المالية المرتفعة للمجموعة. وبينما دافعت الشركة باستمرار عن مستويات ديونها باعتبارها "صحية"، فإن هذا الجهد لتخفيف تكاليف الاقتراض يؤكد حاجتها إلى تجنب أن تصبح- أو أن يُنظر إليها على أنها باتت- مفرطة في التوسع.
شهدت شركة "أداني غرين إنرجي" طلباً قوياً على طرحها الأول في سبتمبر الماضي، حيث تلقت طلبات تزيد عن 3.5 مليار دولار لإصدار 750 مليون دولار فقط. لكن الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي أصبحت أقوى بكثير منذ ذلك الحين.
ارتفعت تكاليف التمويل المقومة بالدولار خلال الشهرين الماضيين، وفقاً لمؤشر بلومبرغ لسندات الشركات وشبه السيادية الهندية المقومة بالدولار، والتي تشمل شركات أداني. كما تعد التكلفة النسبية لمبادلة الديون القديمة بجديدة هي الآن الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية.
ارتفعت عائدات سندات أداني هذا العام، حيث صعدت تكاليف الاقتراض بالدولار وباتت أعلى بكثير من مستواها عند الإصدار. وهو ما يشير إلى أن الشركات قد تحتاج إلى دفع علاوة للاقتراض الآن.
سوق صعبة
على سبيل المثال، بلغ العائد على السندات لأجل 2029 الصادرة عن "أداني بورتس" الآن 9.4%، أي أكثر من ضعف معدلها وقت الإصدار. ارتفع العائد على سندات "أداني غرين" لعام 2024 بمقدار ثلاثة أضعاف منذ إصدارها، وفقًا للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
يعتبر لجوءها لجمع الديون منخفضة التكلفة في مثل هذه السوق الصعبة بمثابة اختبار لقوة المجموعة وحسن نيتها مع مستثمري السندات والمقرضين. ومع ذلك تتطلع بالفعل لجس النبض.
تخطط "أداني إنتربرايزس" لطرح أول سنداتها بقيمة بقيمة 10 مليارات روبية (121 مليون دولار) على المستثمرين أفراد، وفقاً لبيان صدر هذا الأسبوع من "كير ريتينغز" (Care Ratings)، التي منحت الإصدار المقترص تصنيف "+A".