أعلنت شركة «هيرمس» الفرنسية، إحدى أبرز علامات الرفاهية العالمية، أنها ستنقل بالكامل عبء الرسوم الجمركية الأميركية إلى عملائها الأثرياء، من خلال زيادة أسعار منتجاتها في الولايات المتحدة اعتباراً من الأول من مايو.
وقال المدير المالي للشركة، إريك دو هالغويه، في اتصال مع الصحافيين: «سنقوم بتعويض تأثير هذه الرسوم الجديدة بشكل كامل عبر رفع أسعار البيع في الولايات المتحدة على مختلف خطوط الأعمال».
وكانت الشركة قد لمحت في فبراير الماضي إلى احتمال اتخاذ هذه الخطوة.
وتأتي هذه الخطوة استناداً إلى القوة التسعيرية التي تتمتع بها العلامة الفاخرة، إذ تعتزم فرض علاوة سعرية تضاف إلى زيادات الأسعار المعتادة، والتي بلغت هذا العام نحو 6% إلى 7%.
وتأتي زيادة الأسعار في ظل إمكانية فرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على السلع الجلدية الأوروبية و31% على الساعات السويسرية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب علّق معظم هذه الرسوم لمدة 90 يوماً، مكتفياً بفرض تعرفة عامة نسبتها 10%.
سجلت هيرمس، المعروفة بحقائب «كيلي» و«بيركين» التي تتجاوز أسعارها 10 آلاف دولار، مبيعات بقيمة 4.1 مليار يورو (4.66 مليار دولار) خلال الربع الأول من 2025، بزيادة 7% على أساس العملة الثابتة، وهو أداء دون توقعات السوق التي رجحت نمواً بنسبة 9.8%، وفقاً للتقديرات التي أوردها بنك HSBC.
وجاء هذا التباطؤ بعد نمو بلغ 18% في الربع السابق، في وقت حافظت فيه «هيرمس» على نمو إيجابي في الأسواق جميعها، رغم تأثر الأداء بانخفاض المخزونات.
وتواصل الشركة التوسع في الإنتاج بنسبة سنوية تراوح بين 6% و7%، في إطار الحفاظ على ندرة منتجاتها وميزتها التنافسية.
ورغم حالة عدم اليقين الجيوسياسي في الولايات المتحدة، أكد دو هالغويه عدم رصد تغيّرات كبيرة في سلوك المستهلكين حتى الآن، مشيراً إلى استمرار تحقيق نمو مزدوج الرقم في السوق الأميركية.
أما في الصين، حيث يواصل القطاع العقاري الضغط على النشاط الاقتصادي، فرغم عدم ظهور مؤشرات تحسّن واضحة، اعتبر دو هالغويه أن التحركات الحكومية لدعم الإنفاق «إشارة إيجابية».
وفي أوروبا، قادت السياحة القادمة من الولايات المتحدة، بدعم من قوة الدولار في بداية العام، إلى نمو مبيعات بنسبة 13.3%، غير أن دو هالغويه نبّه إلى احتمال تباطؤ هذا الزخم مع تراجع الدولار مؤخراً.
يُذكر أن «هيرمس»، التي لا تزال مملوكة لعائلتها المؤسسة، تفوقت هذا الأسبوع على «إل في إم إتش» من حيث القيمة السوقية، لتصبح المجموعة الفاخرة الأعلى قيمة عالمياً، رغم أن إيراداتها وحجمها التشغيلي أقل بكثير من نظيرتها.