مبيعات الإنترنت تطوي صفحة الأرباح السهلة

يزداد تسوق الأميركيين عبر الإنترنت لدرجة لم تشهدها الأسواق من قبل، ولكن مع تزايد حدة المنافسة على المبيعات عبر الإنترنت، فقد ولت فترة الأرباح السهلة لتجار التجزئة.

وذكرت وزارة التجارة الأميركية، يوم الخميس، أن مبيعات التجارة الإلكترونية المعدلة موسمياً ارتفعت 3% في الربع الأول عن الربع الرابع العام الفائت، مما يجعلها أعلى بنسبة 8% عن مستواها قبل عام.

في المقابل، ارتفعت مبيعات التجزئة باستثناء مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة 2.9% فقط – نسبة لا تكفي لمواكبة التضخم المرتفع.

ومع المكاسب الأخيرة، شكلت مبيعات التجارة الإلكترونية 15.1% من مبيعات التجزئة والتي شكلت، بخلاف الربع الثاني من عام 2020 عندما بقي الناس في منازلهم نتيجة عمليات الإغلاق الوبائي، أكبر حصة على الإطلاق.

ومع ذلك، تراجعت المكاسب في المبيعات عبر الإنترنت منذ أدت أزمة كوفيد-19 إلى ارتفاعها، وعلى مدار السنوات العشر التي سبقت الوباء، كانت تنمو بنسبة 15% تقريباً سنوياً.

علاوة على ذلك، فإن تكوين مبيعات التجارة الإلكترونية آخذ في التغير، حيث يتنوع تجار التجزئة من المتاجر الكبيرة إلى المكتبات المحلية التي تقدم خدمة الاستلام داخل المتجر للطلبات عبر الإنترنت، لذا، فإن البائعين التقليديين عبر الإنترنت الذين يعتمدون فقط، أو تقريباً، على عمليات التسليم، لم يستفيدوا كثيراً من مكاسب مبيعات التجارة الإلكترونية كما في الماضي، ويتضمن ذلك موقع أمازون، الذي أفاد أن مبيعات المتجر عبر الإنترنت كانت ثابتة تقريباً في الربع الأول من العام السابق.

على نفس المنوال، لا تستفيد شركات التوصيل من مكاسب التجارة الإلكترونية كما اعتادت، إذ تراجع حجم الشحن عند كل من "يونايتد بارسل سيرفيس" United Parcel Service و"فيديكس" FedEx، وأعلنت "فيديكس" FedEx في وقت سابق من هذا العام أنها ستخفض أكثر من 10% من موظفيها الإداريين.

وفي الوقت نفسه، يكسب عملاق التجزئة التقليدية "وولمارت" Walmart من حصة في التجارة الإلكترونية، مدعومة بمجموعة خيارات التسوق عبر الإنترنت التي يقدمها للعملاء.

وذكر "وولمارت" يوم الخميس أن مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة (والتي تشمل النشاط الإعلاني سريع النمو) ارتفعت 27% في الربع المنتهي في 30 أبريل عن العام السابق، مع زيادة المبيعات عبر الإنترنت في المتجر أو تسليمها من المتاجر الفردية بقيمة من "رقمين."

ولا يبدو أن سلسلة "تارجت" Target تبلي جيداً على الرغم من خياراتها داخل المتجر، إذ قالت يوم الأربعاء، إن مبيعات التجارة الإلكترونية في متاجرها تراجعت في الربع المنتهي في 29 أبريل من العام السابق.

وبشكل عام تميل المبيعات إلى النمو كل عام، ولكن ليس بنفس الوتيرة، نتيجة احتدام المنافسة على الحصة بين لاعبين مختلفين في السوق والتي تجعل الفوز أو الخسارة من نصيب من يعرف كيف ينفذ. وإذا كانت الحالة تشبه إلى حد كبير تجارة التجزئة قبل ظهور التسوق عبر الإنترنت، فهذا لأنها فعلاً كذلك.