logo
شركات

حرائق الغابات تزيد الطلب على طائرات الإطفاء وترفع أرباح الشركات

حرائق الغابات تزيد الطلب على طائرات الإطفاء وترفع أرباح الشركات
النيران تلتهم المنازل والأشجار وتجبر الناس على الإخلاء، في ماليبو، كاليفورنيا 8 يناير 2025المصدر: رويترز
تاريخ النشر:25 يناير 2025, 07:03 م

زادت وتيرة حرائق الغابات، الأكثر تدميراً وتلويثاً، في أنحاء العالم خلال السنوات الماضية بسبب التغيرات المناخية، ومن المقرر أن تصل إلى 14% بحلول عام 2030، و30% مع نهاية عام 2050 و50% بحلول عام 2100، وفقاً لتقديرات أممية.

مع هذه المعدلات المرتفعة يتزايد الطلب على الشركات التي تكافح الحرائق من الجو، والتي تواجه تحديات صعبة في زيادة أساطيلها وتعديل طائراتها لتتكيف مع حوادث الحرائق المختلفة والتغيرات المناخية.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت شركة «بريدجر»، عن إيرادات وأرباح قياسية للربع الثالث من العام الماضي؛ بسبب الطلب المتزايد لخدماتها.

وقالت في بيان: «إن استمرار الطقس الجاف في غرب الولايات المتحدة أبقى على تشغيل العديد من الطائرات حتى نوفمبر».

وزادت تقديرات إيراداتها لهذا العام إلى 95 مليون دولار من نطاق سابق يتراوح بين 70 مليون دولار و86 مليون دولار، مضيفة أن عملية تنمية أساطيل الطائرات الجديدة ليست عملية سهلة أو سريعة.

أخبار ذات صلة

حرائق لوس أنجلوس تعيد تشكيل معايير السلامة والأمن عالمياً

حرائق لوس أنجلوس تعيد تشكيل معايير السلامة والأمن عالمياً

 

حرائق لوس أنجلوس

في وقت سابق من هذا الشهر، عندما هددت حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة آلاف السكان في لوس أنجلوس، سارعت الشركات التي تكافح الحرائق من الجو إلى إرسال طائراتها المثبطة للحرائق وقاذفات المياه إلى المنطقة. وكان ذلك في فترة خارج موسم عملها المعتاد.

ويبدأ موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة عادة من شهر أبريل إلى شهر نوفمبر تقريباً، وحينها تكون الشركات المختصة مستعدة بموجب عقود، على مدار الساعة مع دائرة الغابات الأميركية، وهي وكالة فيدرالية.

وفي عام 2023، مددت دائرة الغابات الأميركية عقداً لمدة 10 سنوات بقيمة تصل إلى 7.2 مليار دولار لشركة «10 تانكر» و4 موردين آخرين.

وخارج تلك الأشهر، عادة ما يكون مقدمو الخدمات على اتصال دائم عند الحاجة. وتقول هذه الشركات إن الطلب على خدماتها مستمر في الارتفاع على مدار العام.

فيما يرى جويل كيرلي، الرئيس التنفيذي لشركة «10 تانكر إير كارير»، ومقرها في مدينة نيو مكسيكو، أن حرائق باليساديس وإيتون في لوس أنجلوس، كانت من بين أكثر الحرائق تعقيداً في مكافحتها. إذ أدت الرياح العاتية إلى تدمير أحياء بأكملها مثل ألتادينا، وكانت من أسوأ الحرائق التي شهدتها كاليفورنيا على الإطلاق، وفقاً لموقع «CNBC» الأميركي.

وأوضح أنها كانت بمثابة تذكير لرجال الإطفاء والمسؤولين الحكوميين والجمهور بأن الحرائق قد تندلع عندما لا يتوقعها أحد.

ولفت إلى أن هذين الحريقين استهلكا أكثر من 37 ألف فدان وألحقا أضرارًا أو دمرا أكثر من 16 ألف منزل ومبنى ومنشآت أخرى، مما يجعلهما من أكثر حرائق الغابات تدميراً على الإطلاق في كاليفورنيا.

ووفقاً لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا، قُتل ما لا يقل عن 28 شخصاً فيها.

أخبار ذات صلة

تكلفة متصاعدة لإخماد حرائق الغابات في كاليفورنيا

تكلفة متصاعدة لإخماد حرائق الغابات في كاليفورنيا

 

طلب متزايد

وتملك إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا ( Cal Fire)، أكثر من 60 طائرة إطفاء حرائق ذات أجنحة ثابتة وأجنحة دوارة، والتي تصفها بأنها أكبر أسطول مدني من نوعها.

مع ذلك تستأجر الحكومة الفيدرالية والولايات الأميركية من أستراليا وتشيلي وكوريا الجنوبية من شركات تمتلك أساطيلها الخاصة من الطائرات المجهزة خصيصاً للمساعدة في إخماد الحرائق.

ومن المتوقع أن تصبح حرائق الغابات أكثر انتشاراً وشدّة في القرن الـ21، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وقالت وكالة حماية البيئة الأميركية إن البيانات تشير إلى أن المساحة التي دمرتها حرائق الغابات في الولايات المتحدة قد زادت على مدار العقدين الماضيين.

وقال كيرلي الذي عمل كمدير الطيران سابقاً في مكتب الشؤون الهندية التابع لوزارة الداخلية: «لا يوجد ما يكفي من طائرات النقل الجوي للجميع»، مضيفاً: «كنت محظوظاً بوجود طائرتين للمساعدة في مكافحة الحرائق». وتمتلك شركته أسطولاً من 4 طائرات DC-10 محولة، والمعروفة باسم «VLATs».

وأصبحت طائرات مكافحة الحرائق مثل تلك التي تصنعها شركة «De Havilland Aircraft» مطلوبة بشكل متزايد، نظراً لقدرتها على جمع كميات كبيرة من المياه من المسطحات القريبة.

ومن جانبه، قال نيل سويني، نائب رئيس الشؤون المؤسسية في الشركة: «نظراً لعمر الطائرات وتأثير تغير المناخ، فإن الطلب سيزداد بكل تأكيد. ما كان يُعتبر موسماً خارج الموسم لم يعد موجوداً حقاً»، وفقاً لما نقله موقع «CNBC».

وتم بناء الأجيال السابقة من طائرات Scoopers لأول مرة في سبعينيات القرن العشرين. وتخطط شركة De Havilland للجيل الجديد لتحسين أشياء مثل تكييف الهواء في قمرة القيادة للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، والتحكم في قطرات الماء ومقاومة التآكل، مما يساعد على تجنب الأضرار الناجمة عن المياه المالحة.

وتقوم بعض الحكومات بتعزيز أساطيلها من خلال طلب شراء أحدث طراز من الطائرة، والذي لا يزال قيد التطوير. وبدأت بعض الدول التي واجهت حرائق غابات شديدة في السنوات الأخيرة، مثل أستراليا، في بناء أساطيلها الخاصة من طائرات مكافحة الحرائق.

ووفق كيرلي فإنهم سوف يحتاجون إلى توسيع أساطيلهم أو أن الشركات مثل شركته سوف تضطر إلى زيادة حجمها لتلبية الطلب المتزايد.

كيرلي أوضح أن طائرات شركته ألقت أكثر من 273 ألف غالون من المواد المثبطة للحرائق على حرائق إيتون وباليساديس.

وتم احتواء أغلب الحرائق لكن شركات مثل شركة كيرلي كانت لا تزال على أهبة الاستعداد، بينما كان حريق هيوز ينتشر بسرعة شمال لوس أنجلوس، مما دفع بجولة جديدة من عمليات الإخلاء.

كيفية مكافحة الحرائق من الجو

يقوم الطيارون المدربون بشكل خاص بإسقاط الماء أو المواد المانعة للحرائق من الجو لمساعدة رجال الإطفاء على الأرض. وعادة ما يتم إسقاط المواد المانعة للحرائق الثقيلة ذات اللون الأحمر الزاهي أمام الحرائق، مما يحجب مسار اللهب.

المدير التنفيذي لجمعية رجال الإطفاء الجويين المتحدة، بول بيترسون، قال: «إن التحدي المتمثل في إسقاط المياه أو المواد المثبطة لإطفاء الحرائق هو عندما تندلع هذه الحرائق، وفي معظم الأحيان لا تكون في منطقة مسطحة ولا في أحد هذه الأيام ذات السماء الزرقاء والرياح الهادئة»، وفقاً لـ«CNBC».

وقال مدير شركة «10 تانكر»، إن بعض هؤلاء الطيارين يأتون من خلفيات عسكرية، بينما ينتقل آخرون من شركات الطيران الخاصة.

وتتراوح أعمار طياري مكافحة الحرائق الجوية بين عقود من الزمن. ويبلغ عددهم نحو 30 طياراً، ويتم تعيين 8 ميكانيكيين لكل طائرة DC-10 التابعة للشركة.

وتُصنع مجارف المياه مثل تلك التي تستخدمها شركة Bridger Aerospace بواسطة شركة De Havilland Aircraft الكندية، وهي أيضاً أصبحت مطلوبة بشكل متزايد. وتستطيع هذه الطائرات الخاصة أن تجرف 1600 غالون من المسطحات المائية القريبة.

ووفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2023، فإنه من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ، وتغير استخدام الأراضي، إلى زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها، وزيادة عالمية في الحرائق الشديدة بنسبة تصل إلى 14% بحلول عام 2030، و30% مع نهاية عام 2050 و50% بحلول عام 2100.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC