logo
شركات

تفاحة أميركا تهرب إلى الهند.. آبل أمام الاختبار الأكبر بعد رسوم ترامب

تفاحة أميركا تهرب إلى الهند.. آبل أمام الاختبار الأكبر بعد رسوم ترامب
أجهزة آيفون معروضة داخل أول متجر رسمي لشركة آبل في الهند - مدينة مومباي يوم 17 أبريل 2023المصدر: رويترز
تاريخ النشر:10 أبريل 2025, 08:14 ص

في استجابة سريعة لما وصفه دونالد ترامب بـ«يوم التحرير»، كثّفت شركة «آبل» عدد الرحلات الجوية التي تنقل شحنات أيفون من الهند إلى الولايات المتحدة، وسط تصاعد حدة الحرب التجارية مع الصين، بحسب ما أفادت به صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

ووفقاً لثلاثة مسؤولين هنود مطّلعين، أقلعت ما لا يقل عن 10 طائرات شحن من مطار تشيناي الدولي خلال الأيام القليلة الماضية، تحمل أجهزة أيفون مخصصة للسوق الأميركية.

وتأتي هذه الخطوة بعد فشل «آبل» في الحصول على إعفاء من رسم جمركي أميركي مفاجئ بلغ 104% على المنتجات القادمة من الصين، دخل حيّز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي.

الهند بديل غير كافٍ

تسعى «آبل» إلى تعميق علاقاتها مع الهند لتخفيف حدة الصدمة المباشرة للرسوم الأميركية، في وقت كشف فيه مسؤولان هنديان لـ«فايننشال تايمز» أن الشركة تخطط لتعزيز استثماراتها في البلاد.

وصرّح أحدهم بالقول: «آبل تفكر جدياً في التوسع أكثر داخل الهند».

ورغم توسعها المتزايد منذ أزمة سلاسل الإمداد التي سببها وباء كورونا؛ ما تزال نحو 80% من عمليات تصنيع أيفون تتم في الصين، حسب بيانات (Counterpoint Research).

ويقدّر المحلل في «بنك أوف أميركا» وامسي موهان، أن تخصيص الإنتاج الهندي للسوق الأميركي قد يغطي 30 مليون جهاز فقط من أصل 50 مليوناً تُشحن سنوياً.

لكن موهان يؤكد أن هذا الخيار «ليس حلاً مستداماً»، بل مجرد تخفيف مؤقت لتأثير الرسوم الجديدة.

أخبار ذات صلة

حمى شراء «أيفون» تجتاح الولايات المتحدة.. هل سترتفع أسعاره قريباً؟

حمى شراء «أيفون» تجتاح الولايات المتحدة.. هل سترتفع أسعاره قريباً؟

لقاءات خلف الكواليس 

في جنوب الهند، التقى رئيس وزراء ولاية تاميل نادو، إم. كي. ستالين، مع مسؤول في شركة (Jabil) الأميركية، إحدى مورّدي «آبل» الرئيسيين، والتي كانت قد وقعت مذكرة تفاهم لتوسيع منشآتها في الولاية.

ولم تعلن الشركة رسمياً عن علاقتها بـ«آبل» في الهند، لكن ستالين أشار عبر منصة (X) إلى أن اللقاء ناقش «استثمارات تجارية جديدة».

في المقابل، تواجه الهند نفسها رسوماً جمركية أميركية تصل إلى 27%، لكنها سعت إلى امتصاص الغضب الأميركي من خلال فتح باب التفاوض حول اتفاقية تجارة ثنائية قد تخفف العبء.

مأزق آبل الجديد

رغم الارتفاع الأخير في أسهم «آبل» بعد إعلان ترامب عن «استثناءات محتملة للشركات»، لا تزال الشركة في ورطة، فالرئيس الأميركي يدفع نحو تصنيع أيفون داخل الولايات المتحدة، مدفوعاً باعتقاد بأن البلاد تمتلك «العمالة والموارد الكافية»، كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.

لكن خبراء الاقتصاد لا يشاركون ترامب هذا التفاؤل، فبحسب تقديرات «مورغان ستانلي» قد تتكلف «آبل» مليارات الدولارات عند نقل جزء بسيط من سلسلة التوريد إلى الولايات المتحدة، بينما يرى محللو (Wedbush) أن نقل 10% فقط من الإنتاج سيستغرق 3 أعوام، و30 مليار دولار.

أخبار ذات صلة

سهم «أبل» يهبط 7.3% بضغط رسوم ترامب الجمركية على الصين

سهم «أبل» يهبط 7.3% بضغط رسوم ترامب الجمركية على الصين

سلاسل لا يمكن القفز عليها

تُظهر بيانات شركة (TechInsights) أن هاتف أيفون 16 يتكون من 387 قطعة مختلفة، معظمها يصنّع في الصين وتايوان وفيتنام.

وتبيّن أحدث قائمة للموردين نشرتها «آبل» أن 169 من أصل 187 شركة لها وجود تصنيعي في الصين أو تايوان.

وفي حين تسعى «آبل» إلى التوسع في الهند من خلال شركتي (Tata) و(Jabil)، تظل الشركة عالقة في شبكة تصنيع آسيوية نسجتها على مدى عقدين، وهي اليوم مضطرة إما لرفع أسعار أجهزتها الفاخرة أو امتصاص تكلفة الرسوم، في وقت توقّع فيه محللون أن أي زيادة في الأسعار قد تُطبق عالمياً مع إطلاق أيفون الجديد في سبتمبر.

ورغم تعهد «آبل» في فبراير الماضي بتوظيف 20 ألف عامل في إطار خطة إنفاق أميركية بقيمة 500 مليار دولار، فإنها لا تملك مصانعها الخاصة، بل تعتمد على شركات آسيوية مجهزة خصيصاً لهذا الغرض.

وهو ما يجعل من تصنيع الأيفون داخل الولايات المتحدة، بحسب محللي (Bernstein)، أمراً «غير عملي» ما دامت مكوناته الرئيسية معرضة لرسوم جمركية.

في المحصلة، يجد عملاق التكنولوجيا نفسه أمام لحظة فارقة، فإما أن يعيد رسم خارطة التصنيع العالمية، أو أن يدفع الثمن على هيئة ضرائب وأرباح متآكلة وسوق أميركية أقل ترحيباً.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC