logo
شركات

حمى شراء «أيفون» تجتاح الولايات المتحدة.. هل سترتفع أسعاره قريباً؟

حمى شراء «أيفون» تجتاح الولايات المتحدة.. هل سترتفع أسعاره قريباً؟
أحد متاجر «أبل» في مدينة نيويورك الأميركية يوم 5 أبريل 2025المصدر: رويترز
تاريخ النشر:8 أبريل 2025, 07:46 ص

مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شهدت متاجر «أبل» في أنحاء الولايات المتحدة إقبالاً كبيراً من المستهلكين لشراء أجهزة «أيفون»، خشية ارتفاع الأسعار بعد فرض رسوم جمركية محتملة بنسبة 54% على المنتجات المصنّعة في الصين، بحسب تقرير موسع نشرته وكالة «بلومبرغ».

زبائن قلقون وموظفون مرتبكون

نقلت «بلومبرغ» عن موظفين في متاجر «أبل» قولهم إن «الزبائن كانوا يتوافدون بكثافة، ويطرحون أسئلة حول احتمال ارتفاع الأسعار»، مشيرين إلى أجواء تشبه مواسم العطلات، رغم غياب الإطلاق الرسمي لطراز جديد. فيما قال أحد الموظفين: «كل زبون تقريباً سألني إن كانت الأسعار سترتفع قريباً».

وبحسب موظفين في متاجر «أبل» بولايات متعددة، أعرب الزبائن عن خشيتهم من أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار أجهزة «أيفون»، خصوصاً أن معظم هذه الأجهزة تُصنع في الصين، فيما تستعد لمواجهة رسوم تصل إلى 54%.

مبيعات قياسية في وقت غير اعتيادي

وفقاً لمصادر «بلومبرغ»، حققت بعض متاجر «أبل» في الولايات المتحدة مبيعات أعلى خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة مقارنة بالفترة ذاتها من أعوام سابقة، رغم أن هذه الفترة عادة ما تكون من أهدأ المواسم مبيعاً قبل إطلاق الإصدارات الجديدة في سبتمبر.

في محاولة لتقليل أثر الرسوم، نقلت «أبل» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر مارس خمس طائرات شحن ممتلئة بمنتجاتها، بينها أجهزة «أيفون»، من الهند إلى الولايات المتحدة. وجاءت هذه الخطوة قبيل بدء تطبيق رسوم انتقامية بنسبة 10% فرضتها إدارة ترامب بتاريخ الـ5 من أبريل الجاري.

الهند وفيتنام تدخلان على خط التصنيع

تشير «بلومبرغ» إلى أن «أبل» سرّعت خلال السنوات الأخيرة خطواتها للابتعاد عن الاعتماد الحصري على الصين، ووسّعت عملياتها الإنتاجية في الهند وفيتنام. هذه الخطوة أظهرت فائدتها الآن، إذ تخضع المنتجات المصنعة في الهند لرسوم 26% فقط، أي أقل بـ28 نقطة مئوية من الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية.

هل سترتفع أسعار «أيفون» فعلاً؟

رغم التوقعات بأن ترفع «أبل» الأسعار لمواجهة الكلفة الإضافية، ذكرت «بلومبرغ» أن الشركة تدرس خيارات بديلة، مثل تقليص هامش أرباحها والضغط على الموردين، للحفاظ على السعر الحالي لـ«أيفون» الأساس الذي يبدأ من 999 دولاراً منذ 2017.

وقالت سائحة أرجنتينية كانت تشتري هاتفاً من متجر «أبل» في نيويورك: «الناس هنا يتصرفون بدافع الخوف.. وإذا كنا قادرين على شراء الهاتف بسعره الحالي، فلمَ لا نفعل؟».

من المنتظر أن تعلن «أبل» نتائجها المالية في الأول من مايو، حيث سيحظى المدير التنفيذي تيم كوك بفرصة توضيح تأثير الرسوم الجمركية على الأداء المالي للشركة، وسط توقعات بأن تظهر النتائج الحقيقية لهذه الأزمة في الربع المقبل.

تنويع التصنيع.. والهند المستفيد الأكبر

في ظل هذا الواقع، تواصل «أبل» إعادة رسم خريطة التصنيع العالمي. فإلى جانب مصانعها في الصين، كثّفت الشركة إنتاجها في الهند وفيتنام لتقليل اعتمادها على سلاسل الإمداد الصينية. وتستفيد الهند من ميزة نسبية، حيث تُفرض رسوم بنسبة 26% على صادراتها مقارنة بـ54% على نظيراتها الصينية؛ ما يمنحها هامش تفوق اقتصادي جذّاب، بحسب تقرير «بلومبرغ».

وتعد «أبل» بالفعل المسهم الأكبر في صادرات الهواتف الذكية من الهند إلى الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها نحو 9 مليارات دولار سنوياً. ومن المتوقع أن تلعب نيودلهي دوراً متزايد الأهمية في شبكة الإنتاج العالمية لـ«أبل» خلال السنوات المقبلة.

هل سترتفع الأسعار فعلًا؟ الإجابة معقدة

رغم المخاوف من أن تصل أسعار «أيفون» إلى آلاف الدولارات، تشير التحليلات إلى أن «أبل» ستحاول امتصاص الصدمة عبر تقليص هوامش أرباحها، والضغط على الموردين، دون تمرير الزيادة مباشرة إلى المستهلكين. علماً أن سعر «أيفون» الأساس لا يزال عند مستوى 999 دولاراً منذ عام 2017، وفقاً لـ«بلومبرغ».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC