تتوقع «وول ستريت» تحقيق الشركات أقوى نمو في الأرباح خلال ثلاث سنوات، في موسم الأرباح للربع الرابع (2024)، مدفوعاً بمكاسب قوية للقطاع المالي.
ومن المقرر أن تقدم 20 شركة من شركات مؤشر «إس آند بي 500» (S&P500) تقارير أرباحها في الربع الرابع من 2024، بما في ذلك لاعبون رئيسون مثل «جيه بي مورغان تشيس»، ومجموعة «يونايتد هيلث»، هذا الأسبوع.
في هذا السياق، رصدت منصة «ماركت واتش» الأميركية، توقعات رئيسة حول الأرباح استناداً إلى محللي «وول ستريت».
أول هذه التوقعات هو أن أكبر زيادات في الأرباح يُتوقع أن تأتي من القطاع المالي، ولا سيما البنوك، رغم أن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «أبل»، و«مايكروسوفت»، لا تزال تلعب دوراً محورياً في السوق.
ويسبق هذا الأداء القوي، تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 20 يناير الجاري، إذ يُتوقع أن يتزايد التقلب في الأسواق في ولايته الثانية مقارنة بولايته الأولى، كما يحذر المحللون.
ومن المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات المدرجة في مؤشر «إس آند بي 500» (S&P500) بنسبة 11.7% على أساس سنوي في الربع الرابع (من 2024)، ما يُعد أقوى نمو منذ عام 2021.
ويحتمل أن يشهد القطاع المالي أكبر زيادة في الأرباح لكل سهم، حيث يُتوقع أن يرتفع بنسبة 39.5%.
وضمن هذا القطاع، يُتوقع أن تحقق البنوك زيادة ملحوظة في الأرباح تصل إلى 187%، وفقاً لتقرير صادر عن «فاكتسيت».
كما يُتوقع أن تقود المؤسسات الكبرى مثل «جيه بي مورغان تشيس»، و«ويلز فارغو»، و«بنك أوف أميركا» هذا الارتفاع.
ويرتبط التفاؤل بشأن القطاع المالي بتحسن هوامش الفائدة الصافية، ونمو القروض، وتوسع الودائع.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، بما في ذلك المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل، والصعوبات المستمرة التي يواجهها المستهلكون في إدارة ديونهم.
على الرغم من أن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «إنفيديا» و«ألفابيت» و«أمازون» تظل محورية في السوق، فإن نمو أرباحها من المتوقع أن يكون أقل مقارنة بالقطاع المالي، وفق منصة «ماركت واتش».
وبحسب ما نقلته المنصة عن محللين، فإنه من المرجح أن تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى أسئلة حول استثماراتها في الذكاء الاصطناعي (AI) وقدرتها على تحويل هذه الاستثمارات إلى إيرادات ملموسة.
ويتوقع المحللون أن تتحول المناقشات من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي إلى النتائج الفعلية لهذه التقنية، حيث يسعى المستثمرون للحصول على مزيد من التوضيح حول خلق الوظائف والربحية.
ورغم البيئة الاقتصادية الصعبة، لا يزال الإنفاق الاستهلاكي مرناً، حيث يستمر التضخم في التأثير في الحياة اليومية، مع ارتفاع فواتير الطعام وتكاليف السكن، لكن المستهلكين لا يزالون ينفقون، ولا سيما في قطاعات مثل التجزئة.
كما شهد موسم التسوق في العطلات تسجيل إنفاق عبر الإنترنت بقيمة 241.4 مليار دولار، وفقاً لشركة «أدوبي».
واستفادت الشركات الكبرى في قطاع التجزئة وسلاسل الوجبات السريعة من هذا الاتجاه من خلال تقديم خصومات وعروض قيمة لجذب المستهلكين الحذرين، على حد المنصة ذاتها.
إلى ذلك، يُحتمل أن تزيد عودة دونالد ترامب إلى الحكم، من تقلبات الأسواق، إذ ستواجه الأسواق حالة من عدم اليقين بشأن التغيرات المحتملة في السياسات، بما في ذلك زيادة التحرير الاقتصادي والتوترات التجارية الدولية، وفق المنصة.