خفضت "تسلا" أسعار بيع سياراتها في الصين، عقب أيام من تصريح رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك بشأن انخفاض معظم تكاليف المواد ووسط حدة المنافسة مع المنافسين المحليين.
منافسة محتدمة
انخفضت أسعار موديلات تسلا الشهيرة Y و3 المباعة في الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، بنسبة تصل إلى 9.4 %، وفقًا لما نشرته الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين.
ييلغ سعر الطراز Y القياسي الآن نحو 39.880 دولارًا، بانخفاض عن السعر القديم الذي يتراوح حول 43.750 دولارًا، في حين وضع خصم أكبر على الموديل المدى الطويل، كما تبلغ تكلفة الموديل 3 القياسي حوالي 36.710 دولارًا، بانخفاض قدره حوالي 1,930 دولارًا.
رغم تغلب الشركة على أخطاء الإنتاج بالتزامن مع ما تشهده من انخفاض تكاليف مدخلات الإنتاج، حتى تواجه منافسة أكبر وسط توقعات اقتصادية عالمية قاتمة. إضافة إلى ما يؤدي إليه ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة من منافسة محتدمة على الليثيوم، المكون الرئيسي في صناعة بطاريات تلك السيارات.
تعيد تلك الخصومات نطاق أسعار السيارات إلى مستوياتا مطلع مارس
ضغوط تضخمية
كانت "تسلا" وغيرها من شركات تصنيع السيارات في الصين قد رفعت الأسعار عدة مرات العام الماضي، لمسايرة الزيادات في التكاليف، حيث تضاعف سعر الليثيوم ثلاث مرات تقريبًا، كما عانت من تأخيرات سلسلة التوريد، كذلك رفعت "تسلا" أسعار السيارات المباعة في الولايات المتحدة عدة مرات هذا العام، وأرجعت الأمر إلى الضغوط التضخمية في على أسعار المواد والخدمات اللوجستية.
رفضت "تسلا" التعليق على طلب التعليق.
انخفضت أسهم "تسلا" 5% إلى نحو 202.75 دولار في تداولات صباح الاثنين. ويأتي الانخفاض مع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في الولايات المتحدة مثل "علي بابا" و"بايدو" و"جي دي دوت كوم" و"بيندودو" برقمين عقب زيادة سيطرة شي جين بينغ على ثاني أكبر اقتصاد في العالم نهاية الأسبوع الماضي.
جنون الليثيوم
قال إيلون ماسك، خلال مؤتمر هاتفي مع المحللين الأسبوع الماضي لمناقشة أرباح الشركة، إنه من المقرر انخفاض أسعار معظم السلع العام المقبل، مما سيخفض التكاليف، وقد حذّر من "ركود قاسي" في المستقبل. وأضاف مسؤولون تنفيذيون آخرون في الشركة أن أسعار الصلب والألمنيوم قد انخفضت، بينما انخفضت أسعار شحن الحاويات من شنغهاي.
لكن ماسك أجاب على سؤال بشأن إمكانية تعديل "تسلا" أسعارها على مستوى العالم، وأشار إلى أن الشركة تراقب تكاليفها عن كثب. وأن أسعار الليثيوم ما تزال "باهظة".
عادت ظروف الإنتاج لشركات صناعة السيارات في الصين إلى طبيعتها خلال الأشهر الأخيرة مع تراجع حدة التأخير في سلسلة التوريد بسبب الضوابط الصارمة الخاصة بكوفيد -19 في بكين لكن الطلب ما يزال ضعيفًا، حيث نمت مبيعات السيارات بالتجزئة من أغسطس إلى سبتمبر بأبطأ وتيرة له منذ عقود، وفقًا للإصدار الشهري للجمعية لركاب السيارات.
مصنع شانغهاي
سجلت تسليمات مصنع "تسلا" بشنغهاي في سبتمبر الأرقام القياسية ، بينما تواجه الشركة الرائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية في العالم من حيث عدد السيارات المباعة، منافسة شديدة من "بي واي دي"، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين، حيث تفوقت الشركة التي تتخذ من شنتشن مقرا لها في الأشهر الستة الماضية على "تسلا" في السوق المحلية، كما تستهدف الشركة التوسع عالمياً والابتعاد عن محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، للتركيز على السيارات الكهربائية الجديدة فقط.
وقد سلمت تسلا أكثر من 83000 مركبة من مصنعها في الصين الشهر الماضي، بزيادة 8%عن أغسطس، كما باعت الشركة 908.600 سيارة على مستوى العالم خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام، بعد زيادة الإنتاج في مصنع شنغهاي في يوليو. فيما استأثر المصنع في شنغهاي بأكثر من نصف إنتاج الشركة العالمي خلال هذه الفترة.