قدمت شركة «مايكروسوفت» طلباً إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية كاشفةً عن بند غير متوقع ضمن جدول أعمال اجتماع المساهمين السنوي المرتقب في 10 ديسمبر.
ويتضمن الجدول إلى جانب البنود المعتادة، كاختيار أعضاء مجلس الإدارة، وتعيين المدقق المالي المستقل، ومناقشة تقارير حول قضايا التضليل في مجال الذكاء الاصطناعي، اقتراحاً بارزاً بعنوان «تقييم الاستثمار في البيتكوين». لكن الملفت أنّ مجلس إدارة «مايكروسوفت» أوصى بالتصويت ضد هذا الاقتراح.
وبحسب تقريرها المالي للربع الثاني من عام 2024، تحتفظ «مايكروسوفت» بمبلغ 76 مليار دولار نقداً وما يعادله من أصول سائلة. وفي حال وافق المساهمون على تخصيص 10% من هذا المبلغ للاستثمار في البيتكوين، فسيعادل ذلك استثماراً ضخماً يبلغ 7.6 مليار دولار.
وبسعر بيتكوين يبلغ في المتوسط 73,000 دولار للوحدة، فإن هذا الاستثمار سيُمكن «مايكروسوفت» من حيازة حوالي 104109 بيتكوين، أي ما يعادل قرابة 11 ضعفاً من حيازات «تسلا» الحالية والتي تبلغ 9720 بيتكوين. بحسب بيانات موقع (cointelegraph) المتخصص في أخبار سوق العملات المشفرة.
ورغم ضخامة الرقم، إلا أنه لا يزال دون مستوى استراتيجية الشراء المكثفة لشركة «مايكروستراتيجي» (MicroStrategy Inc.) التي تمتلك حالياً حوالي 252220 بيتكوين، أي مايعادل 17.15 مليار دولار.
وبسبب انخفاض المعروض من البيتكوين، حيث لم يُنقل أكثر من 80% من إجمالي البيتكوين المتاح منذ أكثر من ستة أشهر، كما انخفض الرصيد المتاح على المنصات لأدنى مستوياته منذ أكثر من أربع سنوات، فقد يؤدي استحواذ «مايكروسوفت» على هذه الكمية إلى حدوث صدمة في العرض وانفحجار في سعر البيتكوين
تطبيق هذا الاقتراح سيُطبق فعلياً يعتمد على تصويت المساهمين في ديسمبر، غير أن مجرّد طرح الفكرة أثار تفاعلات واسعة في الأوساط المالية وسوق العملات الرقمية.
في الشركات العامة الأميركية مثل «مايكروسوفت»، يشارك المساهمون في التصويت على القرارات الهامة خلال الاجتماعات السنوية، وتُعد هذه التصويتات عادة غير ملزمة. مع ذلك، تعكس التصويتات آراء المساهمين وقد تضغط على الشركة للتحرك في حال لاقت الدعم اللازم.
كما يمكن للمساهمين الكبار، وفقاً للوائح هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، فرض التشاور مع باقي المساهمين بشأن قضايا معينة.
ورغم ذلك، فقد أوصى مجلس الإدارة بالتصويت ضد اقتراح البيتكوين، ما يعكس على الأرجح الحذر حيال تقلبات العملة الرقمية وعدم اليقين التنظيمي. لكن من جهة أخرى، فإن الطلب المتزايد من المؤسسات على البيتكوين لا يمكن تجاهله.
«ريد هوفمان»، مؤسس «لينكدإن» وعضو مجلس إدارة «مايكروسوفت»، أعرب عن دعمه للبيتكوين، مشيراً إلى أهميته كأصل رقمي ذو قيمة تخزينية، ومشدداً على دوره المستقبلي في إعادة تشكيل الأنظمة المالية. يُذكر أن هوفمان كان من المستثمرين الأوائل في شركة «كسابو» (Xapo)، التي تُعد من أبرز مقدمي خدمات الحفظ للبيتكوين.
إذا اتجهت «مايكروسوفت» للاستثمار في البيتكوين، فإن لديها عدة خيارات، منها شراء البيتكوين مباشرة من البورصات، كما فعلت «تسلا» ، أو الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة (ETF) لتوفير تعرض غير مباشر للأصل الرقمي مع مستوى أعلى من السيولة وتقليل مخاطر الحفظ المباشر. كما يسهل هذا الخيار عمليات الشراء والبيع مما قد يحسن من كفاءة رأس المال.
من الخيارات الأخرى المتاحة لـ«مايكروسوفت» أيضاً، استخدام الرافعة المالية أو المشتقات مثل خيارات الشراء لزيادة تعرضها للسوق دون الحاجة إلى تخصيص مبالغ كبيرة مقدماً. هذا النهج قد يعزز من العوائد لكنه يضيف أيضاً مخاطر إضافية بسبب طبيعة المشتقات المالية المدعومة بالرافعة.
وعلى الرغم من أنّ استثمار «مايكروسوفت» الفعلي في البيتكوين يبدو مستبعداً في الوقت الحالي، فإن الضغوط المتزايدة من المساهمين تعكس جاذبية البيتكوين المتنامية، وقد تدفع المزيد من الشركات إلى استكشاف إمكانياته.