تقترب شركة «سوفت بنك» من وضع اللمسات الأخيرة على استثمار بقيمة 40 مليار دولار في شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI)، لتتفوق على شركة «مايكروسوفت» كأكبر داعم لشركة الذكاء الاصطناعي.
وبحسب ما نقله موقع «سي إن بي سي» الأميركي، فإن دفع «سوفت بنك» التمويل، يعني ذلك تقييماً بقيمة 300 مليار دولار لشركة «أوبن إيه آي» على مدار 12 إلى 24 شهراً القادمة، على أن تكون الدفعة الأولى في الربيع المقبل، وستتمكن الشركة من الحصول على ما يصل إلى 10 مليارات دولار من المبلغ.
وسيعني الاستثمار الجديد أن «سوفت بنك» ستتفوق على شركة «مايكروسوفت» كأكبر داعم لشركة «أوبن إيه آي»، وقد تم تقييمها آخر مرة بقيمة 157 مليار دولار من قبل مستثمري القطاع الخاص في شهر أكتوبر الماضي.
ومن المتوقع أن يُستخدم جزء من التمويل لالتزامات «أوبن إيه آي» في مشروع «ستارغيت» الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شهر يناير الماضي.
ومشروع «ستارغيت» هو مشروع ذكاء اصطناعي أميركي مشترك، أنشأته شركة «أوبن إيه آي» و«أوراكل» و«سوفت بنك» وشركة «إم جي إكس» الاستثمارية؛ بهدف استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار أميركي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول عام 2029.
وأطلقت «أوبن إيه آي» روبوت الدردشة الآلي (ChatGPT) في أواخر عام 2022، لتبدأ سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومنذ ذلك الحين، تنافست الشركة بقوة ضد شركات مثل إيلون ماسك (xAI)، بالإضافة إلى مايكروسوفت وغوغل وأمازون وميتا وأنثروبيك.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تريليون دولار في غضون عقد من الزمان.
وتأتي جولة التمويل الأخيرة بعد أن أعلنت «سوفت بنك» قبل أيام التزامها بإنفاق 3 مليارات دولار سنوياً على تكنولوجيا «أوبن إيه آي» لنفسها وللشركات التابعة لها، بما في ذلك شركة (Arm) البريطانية المصممة للرقائق الإلكترونية.
كما أعلنت «سوفت بنك» و«أوبن إيه آي» أيضاً عن مشروع مشترك، وُصف بأنه (SB OpenAI Japan)، والذي سيسوق تكنولوجيا «أوبن إيه آي» للشركات في اليابان.
وأطلقت «أوبن إيه آي» في يناير منصة (ChatGPT Gov)، وهي منصة ذكاء اصطناعي مصممة خصيصاً للحكومة الأميركية.
وعرضت الشركة المنصة الجديدة على أنها تتمتع بأمان أكبر من منصة (ChatGPT Enterprise) وقالت الشركة إن منصة (ChatGPT Gov) ستسمح للوكالات الحكومية بتغذية «المعلومات غير العامة والحساسة» في نماذج «أوبن إيه آي» في أثناء العمل ضمن بيئات الاستضافة الآمنة الخاصة بها.
ويأتي العرض الحكومي في أعقاب سلسلة من التحركات التي قامت بها «أوبن إيه آي» ورئيسها التنفيذي سام ألتمان، والتي يبدو أنها تهدف إلى استرضاء ترامب. فقد ساهم ألتمان بمليون دولار في حفل تنصيب ترامب، وحضر الحدث إلى جانب رؤساء تنفيذيين آخرين في مجال التكنولوجيا، وأبدى علناً إعجابه بالرئيس.
التمويل الجديد لشركة «أوبن إيه آي» جاء بعد إطلاق شركة «ديب سيك» الصينية إطلاق نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي، الذي هز عرش عمالقة التكنولوجيا خاصة مع سهولة تداوله كمصدر مفتوح ومتطور.
وأثار نموذج R1 المتطور من «ديب سيك» ضجة في الأسواق الأميركية بعد أن أفادت تقارير بأن هذا النموذج القوي تم تدريبه بتكلفة أقل من تكلفة نماذج المنافسين الأميركيين.
ووصف ألتمان نموذج R1 من «ديب سيك» بأنه «مثير للإعجاب»، وكتب على الموقع الاجتماعي «X»: «من الواضح أننا سنقدم نماذج أفضل بكثير، كما أنه من المثير للإعجاب أن يكون لدينا منافس جديد».
وكان توقيت إطلاق النموذج الصيني قاتلاً، إذ جاء في الوقت الذي كان فيه موسم الأرباح التكنولوجية على وشك أن يبدأ، وقبلها أكد ترامب في حفل تنصيبه في شهر يناير الماضي على أهمية تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مواجهة الصين.
وشهد المنافس الصيني «ديب سيك» ارتفاع تطبيقه إلى أعلى تصنيفات متجر تطبيقات «أبل» في شهر يناير الماضي بعد ظهوره لأول مرة.