استقبل الدولار الأميركي بحفاوة أولى الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بداية ولايته، ما أدى إلى تراجع كبير في قيمة العملات المكسيكية والكندية المستهدفة بشكل رئيس بسياساته.
فور تنصيبه، أعلن ترامب حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك لمواجهة الهجرة، وأصدر عفواً عن 1,500 من المشاركين في اقتحام الكابيتول، ووقع على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، هذه الإجراءات القوية عززت ثقة المستثمرين في قدرته على تنفيذ وعود حملته الانتخابية، بما في ذلك تبني سياسة تجارية جديدة تعتمد على الحماية الاقتصادية.
أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية بدءاً من الأول من فبراير، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، ويحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
هذا الإعلان دعم الدولار الأميركي، حيث ارتفع بنسبة 0.57% مقابل اليورو ليصل إلى 1.0357 دولار بحلول الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش (11:30 بتوقيت باريس).
تراجع البيزو المكسيكي بنسبة 1.23% ليسجل 20.7610 بيزو مقابل الدولار، في حين هبط الدولار الكندي بنسبة 0.80% ليصل إلى 1.4425 دولار كندي مقابل البَك، وهو لقب غير رسمي للعملة الأميركية.
وأشارت كاثلين بروكس، المحللة في «إكس تي بي»، إلى وجود تباين واضح في نهج البيت الأبيض تجاه الرسوم الجمركية، حيث تعتبر الأسواق أن المكسيك وكندا هما المستهدفتان الأساسيتان، بينما يتوقع أن يتبع ترامب نهجاً أكثر مرونة تجاه الصين، وهو ما يفسر استقرار اليوان الصيني نسبياً.
تراجع الجنيه الإسترليني بشكل كبير أمام الدولار، منخفضاً بنسبة 0.59% ليصل إلى 1.2254 دولار. وأظهرت البيانات ارتفاعاً طفيفاً في معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى 4.4% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر. وقالت بروكس إن التركيز في السوق ينصب على انخفاض عدد الوظائف، ما يزيد مخاوف الركود الاقتصادي، وقد يدفع هذا الوضع بنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في فبراير لدعم الاقتصاد.
بعد المكاسب التي حققها يوم الاثنين بدعم من توقعات بفترة ولاية ثانية مؤيدة للعملات المشفرة، شهد البتكوين استقراراً طفيفاً، ارتفع بنسبة 0.42% ليصل إلى 102,933.56 دولار، لكنه لا يزال أقل من أعلى مستوى قياسي له، والذي بلغ نحو 110,000 دولار.