رغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بالبيتكوين، تواصل شركة «مايكرواستراتيجي» (MicroStrategy) بقيادة مايكل سايلور استراتيجيتها الجريئة بالاعتماد على العملة الرقمية، متحولة إلى إحدى أكبر مالكي بيتكوين في العالم.
بدعم من مستثمرين كبار وغير متوقعين، مثل «أليانز غلوبال إنفستورز» (Allianz Global Investors)، الذراع الاستثمارية لشركة التأمين الألمانية «أليانز» (Allianz)، وشريكها الاستراتيجي «فويا إنفستمنت مانجمنت» (Voya Investment Management)، إضافة إلى «كالاموس إنفستمنتس» (Calamos Investments) و«ستيت ستريت» (State Street)، استطاعت الشركة استقطاب التمويل اللازم من خلال السندات القابلة للتحويل.
هذه الشركات، المعروفة بنهجها المحافظ، قررت دخول عالم السندات المرتبطة بالبيتكوين عبر «مايكرواستراتيجي»، وهو تحول لافت في استراتيجيات الاستثمار التقليدية. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، باتت السندات القابلة للتحويل أداة رئيسة لجذب التمويل لمايكرواستراتيجي، مع بقاء بيتكوين في قلب هذه الاستراتيجية، ليعكس مزيجاً فريداً من المخاطرة والمكافأة.
أصبحت «مايكرواستراتيجي» واحدة من أكبر مالكي بيتكوين في العالم، حيث تمتلك حالياً حوالي ما يعادل 48 مليار دولار من العملة الرقمية.
مولت الشركة هذه المشتريات جزئياً من خلال إصدار سندات قابلة للتحويل، بلغت قيمتها 6.2 مليار دولار في عام 2023 وحده، وهو أكبر إصدار من نوعه لشركة واحدة في سنة واحدة، وفقاً لـ «بنك أوف أميركا» (Bank of America).
رغم أن السندات الأخيرة لا تقدم أي فائدة، وتتطلب ارتفاع سهم الشركة بنسبة 55% لتحويلها إلى أسهم، إلا أن الطلب عليها كان كبيراً، ما يعكس الثقة العالية التي يبديها المستثمرون في الشركة واستراتيجيتها.
يختلف سبب الإقبال على سندات «مايكرواستراتيجي» بين المستثمرين، بعضهم يرى فيها استثماراً مربحاً بسبب أدائها القوي، بينما يستخدمها آخرون كجزء من استراتيجيات تداول معقدة تعتمد على تقلبات السهم.
بالنسبة لشركات مثل «كالاموس إنفستمنتس»، تُعتبر السندات وسيلة «آمنة نسبياً» للاستثمار في البيتكوين مقارنة بشراء العملة الرقمية مباشرة أو أسهم الشركة.
وفقاً لـ «بنك أوف أميركا»، بلغ إجمالي إصدارات السندات المرتبطة بالعملات المشفرة أكثر من 14 مليار دولار العام الماضي. على سبيل المثال، جمعت شركة «ماراثون ديجيتال هولدينغز»، المتخصصة في تعدين البيتكوين، أكثر من ملياري دولار.
رغم النجاح الكبير لسندات «مايكرواستراتيجي»، يحذر المحللون من المخاطر المرتبطة بالبيتكوين كأصل شديد التقلب.
يشير بعضهم إلى أن استراتيجية الشركة قد تواجه مصير شركات مثل «إنرون» (Enron) و«وورلد كوم» (WorldCom)، التي انتهت بالإفلاس. ومع ذلك، تخطط «مايكرواستراتيجي» لإصدار سندات إضافية بقيمة 18 مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة لتمويل مشترياتها من البيتكوين.
يستفيد العديد من صناديق التحوط من سندات «مايكرواستراتيجي» لتنفيذ استراتيجيات تحوط تُعرف بـ«تحكيم السندات القابلة للتحويل»، حيث يتم شراء السندات وبيع الأسهم على المكشوف للاستفادة من تقلبات السهم.
بدأت السوق في مواجهة عسر هضم بعد الإصدارات المكثفة لسندات العملات المشفرة، تراجعت أسعار السندات الأخيرة لمايكرواستراتيجي المستحقة في 2029، كما انخفضت أسهم الشركة بنسبة 20% من أعلى مستوياتها في نوفمبر.