القيمة السوقية للعملات المشفرة تهبط 26%
سرقة باي بيت قشة قضمت ظهرت السوق
تعرضت سوق العملات المشفرة إلى خسائر قياسية وفادحة منذ بداية هذا الشهر، لتفقد من قيمتها من يقرب من 960 مليار دولار أو ما يعادل أكثر من 26% من قيمتها السوقية.
سجلت القيمة السوقية للعملات المشفرة مطلع تعاملات شهر فبراير الجاري نحو 3610 مليارات دولار، في حين بلغت اليوم الخميس ما يقرب من 2650 تريليون دولار.
جاءت تراجعات سوق التشفير بعد فورات سعرية غير مسبوقة صعدت خلالها «بيتكوين» إلى مستويات قياسية غير مسبوقة حينما سجلت مستويات 109114 دولاراً، لترتفع معها القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة (سوق الكريبتو) إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
تعرض سوق التشفير خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى العديد من الأزمات والمحن التي تصاعدت وتيرتها لتصل الذروة حينما تم الإعلان عن أكبر سرقة في تاريخ العملات المشفرة يوم الجمعة الماضي.
البداية كانت بتلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على منافسيه التجاريين، ما أجج المخاوف من اشتعال حرب عالمية تجارية، دفعت المتداولين إلى هجرة الأصول عالية المخاطر والتحوط بالملاذات.
في الأسابيع الماضية اتجه المتداولون بكثافة إلى شراء الذهب الذي قفز إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، جنباً إلى جنب، والتناوب على سوق العملات حيث شهد الدولار والين فترات متباينة من الصعود.
دفعت عملية الاختراق الأخيرة التي بلغت قيمتها 1.4 مليار دولار لبورصة العملات المشفرة باي بيت Bybit، والتي تعد الأكبر في تاريخ الصناعة، المستثمرين إلى موجات بيع مصحوبة بالهلع، لم يكبحها سوى سرعة تعامل المنصة مع الأزمة والإعلان عن تعويض الرصيد المسروق.
في الوقت ذاته، الاختراق ساهم في المشاعر السلبية الحالية، إذ لا يزال السوق متوتراً حيث تكافح عملة «بيتكوين» للحفاظ على مستويات الدعم الرئيسة.
ظهر بيان منصة تحليل البيانات «كوين غلاس» Coin Glass أنه إذا انخفض سعر «بيتكوين» إلى ما دون 85000 دولار، فقد يؤدي ذلك إلى تصفية طويلة الأجل برافعة مالية تزيد عن مليار دولار عبر البورصات جميعها، وغالباً ما تؤدي التصفية الكبيرة إلى انخفاض الأسعار حيث يضطر المتداولون إلى إغلاق مراكزهم، لوقف الخسائر.
لا تزال أكبر عملة مشفرة في العالم تكافح دون مستويات الدعم التي تحولت إلى مقاومة عند علامة 90 ألف دولار، إذ تحو «بيتكوين» خلال تعاملات اليوم الأربعاء قرب مستويات 86 ألف دولار.
خلال تعاملات اليوم، انخفض سعر «بيتكوين» إلى أدنى مستوى منذ 11 نوفمبر الماضي، ولامس مستويات 82108 دولارات لفترة وجيزة، مع خسارة في حدود 7%.
تنخفض بيتكوين الآن بحلول الساعة 10:00 صباحاً بحوالي 3% عند مستويات 86 ألف دولار، بقيمة سوقية إجمالية بلغت نحو 1.71 تريليون دولار، بعدما هبطت في وقت سابق إلى مستويات 1.65 تريليون دولار.
تأتي خسائر القيمة السوقية التي تعرض لها سوق التشفير في معظمها من تراجعات «بيتكوين» التي فقدت منذ ذروتها التاريخية عندما بلغت 2.2 تريليون دولار، ما يقرب من 500 مليار دولار.
خلال فبراير فقط تراجعت القيمة السوقية لبتكوين من 2.075 تريليون دولار مطلع الشهر إلى 1.61 تريليون دولار، أي أن «بيتكوين» فقدت في شهر 465 مليار دولار.
تنخفض «بيتكوين» بنسبة 21% عن أعلى سعر على الإطلاق تم تسجيله يوم 20 يناير وفقاً للسعر الحالي، في حين تتراجع بنسبة 27% وفقاً لأدنى سعر تم تسجيله اليوم قرب مستويات 82 ألف دولار.
حذر محللون من أنه إذا خسرت بيتكوين مستوى الدعم البالغ 85 ألف دولار، فقد تستمر العملة المشفرة الأولى في الانخفاض صوب مستويات 81 ألف دولار، لتخسر أكثر من ربع قيمتها من مستويات ذروتها التاريخية.
يأتي انخفاض السوق وسط تدفقات قياسية خارجة من صناديق الاستثمار المتداولة، وعدم اليقين لدى المستثمرين، والاختراقات الأمنية الأخيرة في قطاع التشفير في منصة باي بيت.
سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين في الولايات المتحدة تدفقات صافية خارجة بلغت أكثر من 516 مليون دولار في 24 فبراير، وهو ما يمثل ستة أيام متتالية من البيع منذ 18 فبراير.
أرجع رايان لي، كبير المحللين في شركة أبحاث بيت غيت (Bitget Research)، عمليات البيع إلى فقدان المستثمرين للثقة.
قال غيت: «بيتكوين في مرحلة توحيد، وحذر من أنه إذا استمر الضغط الهبوطي، فقد يختبر الرمز المشفر سعر الدعم عند 86000 دولار وربما تتسع خسائره إلى 81000 دولار».
في حين سلط هونغ يي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة «جرافت» GRVT، الضوء على أهمية مستوى الدعم 85000 دولار.
قال هونغ يي: «الانخفاض إلى ما دون هذه النقطة قد يؤدي إلى المزيد من الانخفاضات، وأشار إلى المخاوف الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي وقرارات السياسة غير المتوقعة كعوامل تزيد ضعف بيتكوين».