logo
عملات رقمية

لماذا أخفقت خطة السلفادور باعتماد البيتكوين عملة رسمية؟

لماذا أخفقت خطة السلفادور باعتماد البيتكوين عملة رسمية؟
تاريخ النشر:8 فبراير 2024, 11:40 ص
أعيد انتخاب رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة بأكثرية ساحقة منذ الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ولكن قراره بجعل بلاده أول دولة في العالم تتبنى عملة البيتكوين كعملة رسمية، لم يحقق النتائج المتوقعة.

والسلفادور التي يبلغ عدد سكانها 6.3 مليون نسمة، هي أول دولة في العالم تعترف بالبيتكوين كعملة رسمية وذلك في السابع من سبتمبر عام 2021، وتعتبر هذه الخطوة إصلاحا تاريخيا وثورة مالية في دولة صغيرة في أميركا الوسطى.

وعمل نجيب أبو كيلة (42 عاما)، الذي يصف نفسه بـ"الديكتاتور اللطيف"، خلال فترة ولايته الأولى على تحسين صورة بلد يعاني من الجريمة، وحيث لا تزال غالبية السكان تعاني من الفقر المدقع.

وأصبحت السلفادور أول دولة تعترف قانونياً بالبيتكوين، وسمح هذا القرار الجريء للبلاد ورئيسها بالتعريف عن أنفسهم للعالم أجمع، وخاصة لعشاق العملات المشفرة.

 وكان الرئيس قد وعد بعد اعتماد البيتكوين رسمياً، بأن هذا  القرار سيخلق على المدى القصير، فرص عمل كثيرة ويساهم في الاندماج المالي لآلاف الأشخاص خارج الاقتصاد الرسمي.

والهدف الذي ذكره رئيس السلفادور هو توفير تكاليف تحويل الأموال من السلفادوريين في الشتات، إلى السكان المتبقين في البلاد، والذين ليس لدى 70% منهم حساب مصرفي.

وتعادل الرسوم المصرفية والتي تمثل ما يقرب من 6 مليارات دولار سنويا، 20% من الناتج المحلي الإجمالي للسلفادور.وفاقا ملا جمعته صحيفة " لزيكو" الفرنسية من بيانات.

ولتشجيع استخدام البيتكوين، أطلقت الحكومة محفظة افتراضية تسمى "شيفو" وعرضت ما يعادل 30 دولاراً من البيتكوين لأي شخص يقوم بتنزيل التطبيق.

كما تم تركيب المئات من أجهزة الصراف الآلي في البلاد لتحويل عملات البيتكوين الخاصة بها إلى دولارات. وبعد أسابيع قليلة من إطلاقها، بدا أن العملية نجحت وأعلنت السلطات أن نصف السكان قاموا بتنزيل التطبيق.

سراب

 ولكن في الواقع، بعد سحب مبلغ الـ 30 دولاراً لم تستخدم غالبية السلفادوريين محفظة "شيفو". ووفقا للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية وهي منظمة أمريكية خاصة، تمت 40% من استخدامات محفظة "شيفو" في سبتمبر 2021، ولا شيء تقريبا تم في عام 2022. بينما لم تجر أي تحويلات للأموال، التي كانت بمثابة حجة لاعتماد عملة البيتكوين.

ووفقا  للبنك المركزي في السلفادور، فقد دخل أقل من 2% من التحويلات إلى البلاد من خلال محافظ العملات المشفرة بين يناير ونوفمبر 2023.

وأظهر الاستطلاع الأخير لجامعة أمريكا الوسطى، أن 12% فقط  من السكان الذين بقوا في البلاد،  استخدموا عملة البيتكوين للدفع أو شراء شيء ما في عام 2023. وأجاب 85% أنهم لم  يستخدموها خلال العام، وقال الباقون إنهم لم يستخدموا هذه العملة أبدا.

 وكان صندوق النقد الدولي قد حثّ السلفادور على سحب عملة البيتكوين من السوق الرسمية، مشيرا إلى تقلب العملة المشفرة وتعرّضها لغسل الأموال.

وحاليا، يجري أبو كيلة مفاوضات صعبة مع مؤسسة النقد للحصول على قرض بقيمة 1.3 مليار دولار، فيما يصل الدين العام للبلاد في عام 2022 إلى 25 مليار دولار، وهو رقم قياسي منذ ثلاثين عاما.

لكن نجيب بوكيلي أصرّ  وقال: "نحن ندرك تماما أن سعر البيتكوين سيستمر في التقلب في المستقبل، وهذا لا يؤثر على استراتيجيتنا طويلة المدى"، واعدا بأنه بعد إعادة انتخابه، ستظل عملة البيتكوين إحدى العملات الرسمية للبلاد.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC