logo
عملات رقمية

الذهب الرقمي.. سلاح الحرب الباردة المعاصرة

الذهب الرقمي.. سلاح الحرب الباردة المعاصرة
شعار عملة بيتكوين مضاء في أحد المقاهي وسط عاصمة الأرجنتين، بوينس آيرس، يوم 5 مايو 2022المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:25 يوليو 2024, 12:27 م

الحرب الباردة الدائرة حالياً بين الولايات المتحدة ومنافسيها، ليست جديدة، بل تمتد إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، إذ لم يتركز السباق الأميركي السوفيتي حينذاك على التسلح فحسب، بل على التكنولوجيا أيضاً، وكان قطاع الفضاء أبرز مظاهر هذا التنافس، وفقاً لتقرير نشره موقع "فوربس". 

 

الحرب الباردة صراع غير مباشر بين قوتين دون مواجهات عسكرية واسعة النطاق، تتمثل أدواتها في، التفوق النووي - والتفوق الفضائي - والتفوق التكنولوجي - والتجسس.

وأوضح تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأميركية على موقعها الإلكتروني أن السيناريو نفسه يعاد اليوم، لكن في مجال جديد، وهو "بلوكتشين"، ففي منشور للرئيس السابق والمرشح الحالي للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على موقع "تروث سوشيال"، الشهر الماضي، حذر من خطر سيطرة الصين وروسيا على اقتصاد الأصول الرقمية، قائلاً: "نريد كل ما تبقى من (بيتكوين) أن يصنع في الولايات المتحدة". 

ترامب أكد أهمية الفوز بسباق الهيمنة على "بيتكوين"، محذراً من عواقب إخفاق الولايات المتحدة في تحقيقه، وذلك خلال مقابلة مع "بلومبرغ" الأسبوع الماضي، وفقاً للتقرير. 

مواجهة "رقمية"

لم تمر تحذيرات ترامب مرور الكرام، بل أثارت العديد من النقاشات بين صانعي السياسة، حول تصنيف "بيتكوين" كأصل احتياطي إستراتيجي. 

ما هو الأصل الاحتياطي الإستراتيجي؟ 

الأصل الاحتياطي الإستراتيجي مورد تجمعه الدول لتعزيز دفاعاتها، واستقرار اقتصاداتها، أو تأمين ميزة تنافسية على بقية الدول مثل الذهب والنفط والمنتجات الزراعية والمعادن الحيوية.

لطالما خزنت الدول الذهب تحسباً للحروب، وفي فترات عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وسيلة معترفاً بها عالمياً لحفظ القيمة، فيما يعمل الذهب وسيلةً للتحوط ضد التضخم، وبديلاً للاحتفاظ بالعملات الأجنبية، ولهذا السبب تخلصت الصين وروسيا من مليارات الدولارات من حيازات الخزانة الأميركية، وزادت احتياطياتها من الذهب. 

وتستخدم الصين وروسيا الذهب أصلاً احتياطياً إستراتيجياً لمحاولة تقليل الاعتماد على الدولار، وبناء محور بديل للقوة العالمية، ولكن ماذا لو كان هناك بديل يمكنه تخفيف أثر تحول الصين وروسيا من الدولار إلى الذهب. 

فَهْم دور الذهب كأداة تفاوض بين الدول أمرٌ أساس لفهم الدور الذي يمكن أن يلعبه "بيتكوين" كأصل احتياطي استراتيجي، وكيف يمكن أن يمنح الولايات المتحدة ميزة على خصومها.

يعتبر "بيتكوين" أحد أشكال الذهب الرقمي، وتتمتع بموقع فريد لتكمل الذهب المادي كأصل احتياطي إستراتيجي، ويستمد قيمته من ندرته واستخداماته الناشئة كوسيلة لحفظ القيمة والتحوط ضد التضخم. 

ويمتلك "بيتكوين" العديد من الصفات التي تمنحه التفوق على الذهب، فهو أسهل في النقل، وأكثر قابلية للتحقق، وأصعب في التعدين. 

النقل: يمكن نقل "بيتكوين" إلكترونياً بسهولة، بينما يصعب نقل الذهب ويعتبر مكلفاً.
التحقق: التحقق من معاملات "بيتكوين" سريع وشفاف، فيما يحتاج الذهب فحوصات معقدة.
الندرة: تعدين "بيتكوين" يزداد صعوبة بمرور الوقت، ما يجعله أندر من الذهب.

 

وتابع تقرير "فوربس" أنه يمكن للولايات المتحدة استخدام الخصائص الفريدة لـ"بيتكوين" كشكل للذهب الرقمي ردعاً لممارسات الصين، روسيا، وبقية المنافسين المتمثلة في تعزيز احتياطيات الذهب المادي الخاصة بهم لتقويض هيمنة الدولار الأميركي.

تصنيف "بيتكوين" أصلاً احتياطياً إستراتيجياً سيطلق سباقاً جديداً للهيمنة على "بيتكوين"، فإذا بدأت الولايات المتحدة، أغنى دولة في العالم، تجميع هذه العملة في ميزانيتها العمومية، فإن بقية الدول ستمتلك حوافز قوية لفعل الأمر ذاته. 

فعلياً: يمكن للولايات المتحدة إبطاء التحول إلى الذهب المادي عن طريق بدء اندفاع الذهب الرقمي. 

بدء اندفاع الذهب الرقمي يشير إلى عملية تبني واعتماد واسع النطاق للـ"بيتكوين" بديلاً رقمياً للذهب المادي، ويشمل الاندفاع جهود الدول والشركات والأفراد لشراء وتخزين "بيتكوين" كأصل استثماري إستراتيجي، يشبه الذهب في قيمته ودوره التقليدي.

ماثيو باينز، زميل الأمن القومي في معهد سياسة "بيتكوين"، كتب في تقرير حديث يوضح إمكانات "بيتكوين" كأداة للسياسة الاقتصادية: "من منظور الأمن القومي، قد يدرك صانعو القرار الرئيسيون أن السماح لـ(بيتكوين) بالتداول جنباً إلى جنب مع الذهب (أو تجاوزه) سيكون له فائدة غير متناسبة للولايات المتحدة".

دعم "بيتكوين" 

النائب توم إمير، نائب رئيس مجلس النواب، قال إن تنويع الاستثمارات هو الخطوة المنطقية التالية في ظل تبني الولايات المتحدة لـ "اقتصاد الملكية"، وبذلك ينضم إمير إلى ترامب والسيناتور لوميس وكادر متزايد من صانعي السياسات الذين يرون في "بيتكوين" أكثر من مجرد تجربة مالية؛ بل أداة لإظهار القوة الاقتصادية الأميركية.

نتائج الانتخابات

يعتقد بعض المشرعين أن استخدام الولايات المتحدة الكامل لـ"بيتكوين" أداة إستراتيجية سيعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات المقبلة في نوفمبر.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC