العملات المستقرة تمثل الآن أكبر حصة من نشاط التشفير في الدولة بـ51%
يمضي عام 2024 في تشكيل معلم تاريخي للعملات المستقرة في الإمارات، فخلال النصف الأول منه فقط بلغت قيمة العملات المستقرة التي تلقتها الخدمات خاصة المنصات المركزية (CEXs) واللامركزية (DEXs) في الدولة، أكثر من 9.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 55% مقارنة بـ6.3 مليار دولار سُجلت خلال النصف الأول من العام 2023، وفق آخر تقرير لشركة «تشيناليسيس» (Chainalysis) العالمية المتخصّصة في البلوكتشين.
أظهر التقرير أن العملات المستقرة باتت تمثل الآن أكبر حصة من نشاط التشفير في الإمارات (51%)، وهو ما يفوق بشكل كبير أداء كل من «بيتكوين» (19%) و«إيثر» (9%)، اللتين تعتبران عادة العملات المشفرة الأكثر شهرة وشعبية.
قالت أروشي جول، رئيسة السياسة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في «تشيناليسيس»، إن «إصدار بنك الإمارات المركزي اللائحة التنظيمية التي توضح قواعد إصدار وحفظ وتحويل رموز الدفع في الإمارات، من شأنه أن يمهد الطريق لمشاركة وابتكار أوسع نطاقاً».
كشف التقرير أن تحويلات المستثمرين الأفراد (10 آلاف دولار وما دون) شكلت 6% فقط من القيمة المستلمة، في حين سجّلت تحويلات المحترفين (من 10 آلاف إلى مليون دولار)، والتحويلات المؤسّساتية (من مليون إلى 10 ملايين دولار)، وتلك المؤسّساتية الكبيرة (10 ملايين دولار وما فوق)، 40% و34% و20% على التوالي.
مع ذلك، ومن حيث حجم تحويلات العملات المستقرة في الإمارات، شكّلت معاملات الأفراد الأغلبية بنسبة 93%. وهذا يشير إلى وجود سوق نشطة للغاية للمستثمرين الأفراد الذين من المرجّح استخدامهم العملات المستقرة كوسيلة للتداول داخل وخارج الأصول الافتراضية الأخرى.
كما رصدت «تشيناليسيس» تنفيذ أكثر من ثلاثة أرباع (78%) تحويلات العملات المستقرة التي تتبّعتها الشركة حتى النصف الأول من عام 2024، على البورصات المركزية (CEXs).
وفي معرض تقديمها لرؤى حول هذه النتائج، أوضحت جول أنه «تماشياً مع الاتجاهات العالمية، تساعد العملات المستقرة في توسيع قاعدة مستخدمي العملات المشفرة، حيث تعمل البورصات المركزية كممر ملائم ومنظم للأفراد والشركات الذين لم يستخدموا الأصول الافتراضية في السابق».
كما أشارت إلى أن «النشاط الكبير للعملات المستقرة على البورصات المركزية يشير إلى أنها تُستخدم بشكل متزايد للتسويات والتحويلات، فيما يتناقض هذا مع البورصات اللامركزية (DEXs)، حيث يتركز النشاط عادةً حول التداول».
في الإمارات حيث يرتبط الدرهم بالدولار الأميركي، ليس من المستغرب أن تكون العملات المشفرة المستقرة الثلاث الأكثر شعبية مرتبطة أيضاً بالدولار، حيث تحظى عملة تيذر Tether (USDT)، ذات القيمة السوقية الأعلى بين جميع العملات المستقرة على مستوى العالم، بتفضيل كبير في الإمارات، وقد شكّلت حتى النصف الأول من العام الجاري 61% من جميع العملات المستقرة التي تم تداولها.
وبحسب رئيسة السياسة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في« تشيناليسيس»، «يشير تركيز استثمارات العملات المستقرة في الإمارات إلى أن انخفاض العوائق وتوفّر تجربة أكثر سلاسة يساعدان في جذب المستثمرين».
وتابعت: «لذلك سيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيف ستستقبل السوق العملة المستقرة المرتبطة بالدرهم، والتي من المتوقع أن تصبح حقيقة واقعة مع حصولها على موافقة مبدئية من البنك المركزي».
واعتبرت أنه بمجرد أن تحظى هذه العملة بقبول واسع النطاق في السوق، بين المؤسسات والمستهلكين، «فإن الفوائد التي ستجلبها قد تكون مثيرة للإعجاب، فالتحويلات المالية، ومعاملات التجارة الإلكترونية، وشراء العقارات، ودفع الخدمات الحكومية، والأصول الرمزية، لن تكون سوى أمثلة قليلة عن حالات الاستخدام ذات التأثير العالي».