7 تريليونات دولار قيمة التداول في سوق الفوركس يومياً
الانضباط والالتزام وقوة الإرادة، هذه هي السمات الرئيسة والأكثر أهمية التي يجب أن يتحلى بها أي شخص، لكي يصبح متداولاً محترفاً في سوق تداول العملات الأجنبية "الفوركس"، ومن دونها لن يتمكن من تحقيق نجاح مستدام، أما الأمور الفنية الأخرى، مثل كيفية تنفيذ الصفقات وقراءة البيانات والمؤشرات وغير ذلك، فكلها يمكن أن تُكْتَسَب معرفتها، سواء أمن خلال التعلم أم الممارسة.
هذا ما يؤكده معظم المتخصصين في مجال تداول العملات ممن يمتهنون التداول والمضاربة بوصفها مصدر رزق لهم كأي وظيفة أخرى، وفي هذا السياق، يقول إفراميس ديسبوتيس، مؤسس "تريدبيديا" (Tradepedia)، وهي منصة متخصصة في تقديم برامج التعلم والتدريب عبر الإنترنت لشركات الخدمات المالية والوساطة والمستثمرين الأفراد "لكي تصبح متداولاً بدوام كامل يعتمد على حركة الأسواق مصدرًا للدخل، لا بد لك أن تبذل كثيرًا من الوقت وتتحلى بالانضباط".
يضيف ديسبوتيس في حديث إلى "إرم بزنس"، أنه "بعد ما يزيد على 10 سنوات من تدريب متداولين من مختلف المستويات، يمكن القول إنه ما من متداول نموذجي إطلاقاً، أهم ما يجب أن يتحلى به متداول مبتدئ يطمح أن يصبح مضارباً محترفاً، هو قوة إرادته، وتعطشه لتعلم كيفية تحقيق النجاح. وما تبقى يمكن دراسته وتعلّمه".
يُقدّر حجم التداولات في أسواق "الفوركس" حول العالم بنحو 7 تريليونات دولار يومياً، وهو ما يفوق حجم الناتج المحلي السنوي للمملكة المتحدة وفرنسا مجتمعتين، وفق ما قاله لـ"إرم بزنس"، ستيفين بوب، مدير موقع "سبوت لايت إيدياز" المتخصص في دراسات الأسواق المالية، ويتراوح عدد المتداولين في أسواق "الفوركس" في العالم بين 10 ملايين و 14 مليون متداول يومياً بحسب تحليل "إرم بزنس" لأرقام المتداولين، وتفصح معظم شركات الوساطة العالمية عدد المتداولين لديها، ومن بينها "أفاتريد" و"أواندا" و"فوركس.كوم".
يشار إلى أن عدد الأشخاص الذين لديهم تجربة سابقة في أسواق العملات أعلى من ذلك بكثير، إذ إنه في المتوسط يهجر المضارب أسواق التداول بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من دخوله لأسباب عدة، أبرزها خسارة رأس المال أو عدم تحقيق الأرباح.
وبحسب موقع "بروكرس.كوم"، يبلغ عدد المتداولين في أسواق العملات 1.5 مليون متداول في أوروبا، و3.2 مليون متداول في آسيا، و1.5 مليون متداول في أميركا الشمالية و 970 ألف متداول في الشرق الأوسط، و1.3 مليون متداول في إفريقيا.
ويلجأ معظم المتداولين إلى استخدام الرافعة المالية، أو الاستدانة عند التداول، والرافعة المالية في الأسواق العالمية تتخطى الـ200 مرة لدى معظم شركات التداول، ما يعني أن المستثمر يضاعف ربحه أكثر من 200 مرة عند الصعود، أو يزيد خسائره 200 مرة عند النزول.
وباستخدام الرافعة، يضاعف المستثمر استثماراته (100% +) عند صعود قيمة الأصل بنسبة 0.5%، فيما يخسر كل استثماره في حال تراجعت قيمته بالنسبة ذاتها أي 0.5%.
ونذكر أن أكثر أزواج العملات تداولاً في أسواق "الفوركس"، تتمثل في اليورو مقابل الدولار، ثم الدولار مقابل الين الياباني، ومن بعدهما الجنيه الإسترليني مقابل الدولار.
يحذّر بوب من أن "الهوامير"، أو المؤسسات المالية العملاقة، هي التي تسيطر فعلياً على التداولات في أسواق العملات، من دون أن تخلق هذه الأسواق أي قيمة مضافة للاقتصاد، لذلك "يجب على الأفراد توخي الحذر"، كما يقول بوب. ويوضح "مقابل كل دولار يكسبه شخص ما، يوجد دولار يخسره بنك أو فرد في مكان آخر، وهذه حقيقة".