logo
اقتصاد

أسهم الذكاء الاصطناعي.. فقاعة مضاربة أم استثمار مربح على المدى الطويل؟

أسهم الذكاء الاصطناعي.. فقاعة مضاربة أم استثمار مربح على المدى الطويل؟
الذكاء الاصطناعي العام يدفع تقييم شركات التكنولوجيا إلى آفاق جديدةالمصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:6 أغسطس 2024, 07:43 ص

جاءت نتائج الشركات التكنولوجية العملاقة، في الأيام الأخيرة، مخيّبة للآمال بعد استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، فيما لا تزال في انتظار التحول إلى الربحية.
وانتهت موجة نتائج شركات التكنولوجيا بقطاع الذكاء الاصطناعي في "وول ستريت" ضمن جو مخيب للآمال، إذ لا توجد حتى الآن ثورة علمية كاملة للذكاء الاصطناعي يمكن الاعتماد عليها كلياً. فهل ستؤدي هذه التكنولوجيا، التي تم الكشف عنها لعامة الناس قبل عامين بإطلاق روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، إلى تغيير نشاط الشركات بشكل عميق؟ ما زلنا بعيدين عن ذلك؛ فميزانيات شركات "مايكروسوفت" أو"أمازون" أو "ميتا" لا تظهر حتى الآن علامات الربحية الفائقة، فيما هي مستمرة في أنشطتها. 

قاطرة "إنفيديا"

رغم ذلك، دفع الذكاء الاصطناعي العام، تقييم شركات التكنولوجيا إلى آفاق جديدة، وبين يونيو 2023 ويونيو 2024، هناك تسعة من التقييمات العشرة التي يديرها مدراء الصناديق، كانت تعود إلى التكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وفي طليعتها شركة "إنفيديا"، وهي شركة الرقائق الأميركية العملاقة، التي جنت أسهمها أرباحاً هائلة للمستثمرين. وشهدت شركة "جينسن هوانغ" التي تقوم خصوصاً على تسويق الشريحة المشهورة "إتش 100" زيادة كبيرة في رأس مالها، وتمكّنت من الانضمام إلى نادي الشركات المرموقة التي يتجاوز رأس مالها 3000 مليار دولار، وبينها شركتا "مايكروسوفت" و"آبل"، وارتفع سهمها أكثر من 110% منذ بداية العام. وتجاوز رأس مال شركة "ألفابيت" الشركة الأم لـ"غوغل"، مستوى ترليوني دولار، مدفوعة باستثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
ويقول الرئيس المشارك لإدارة الأسهم في شركة "إدموند دي روتشيلد" جاك أوريليان مارسيلو: "هناك ما يشبه الفقاعة في توقعات المستثمرين وتقييمات عمالقة التكنولوجيا. نحن في الحقيقة في حالة تكهنات، أيي أننا نراهن على المستقبل. والسوق يبحث عن أدنى دليل حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيفي بوعوده. ولكن ذلك يستغرق دائماً وقتاً أطول من المتوقع".

كدليل على ذلك، يستشهد المسؤول بنتائج "مايكروسوفت آزور"، الفرع السحابي لعملاق وادي السيليكون، الذي شهد انخفاض حجم مبيعاته إلى النصف.

وأضاف مارسيلو: "لم يحدث تسارع في هذا النشاط، وهذا ما يدلّ إلى أن الشركات لم تستثمر بشكل كامل بعد في الذكاء الاصطناعي. ونرى أيضا الوضع نفسه عند شركة "أمازون"، فاستثمارات عملاق "سياتل" في الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تستمر، تؤثر سلباً على الأرباح، وانخفض سهمها بنسبة 12% عند الافتتاح يوم الجمعة الماضي.

انتظار الأرباح

ينتظر المستثمرون الأرباح بفارغ الصبر، ولا بد من القول إن شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تعيش على أعصابها منذ أشهر عدة.

وأضاف مارسيلو: "إن الأمل في الربحية يعود بشكل خاص إلى الإعلانات المتواصلة من قبل عمالقة هذا القطاع"، كما هي الحال لتطبيق "شات جي بي تي" الذي يكشف بانتظام عن منتجات جديدة مذهلة، دون تحقيق أرباح مجزية.

مفتاح حل المعادلة هو الانتظار لنرى ما إذا سنشهد إحراز تقدم خلال الـ12 أو 18 أو 36 شهراً القادمة، أو أن نشهد مرحلة تصحيح واضحة. ويبدو أن البعض من أعظم الشركات الكبرى السبع، يفضل توخي الحذر، كشركة "مايكروسوفت" التي تحدثت في نتائجها الأخيرة، عن إمكانية الحصول على الأرباح في استثماراتها بالذكاء الاصطناعي في غضون 10 إلى 15 عاماً. وفقاعة الذكاء الاصطناعي نقطة مشتركة حقيقية مع فقاعة الإنترنت، فمن ينتظر يحصل على ما يريد، والصبر مفتاح الفرج. وهذا ما حدث قبل 25 عاماً عندما بدأت تكنولوجيا الإنترنت بالظهور، ثم استغرق انتشارها وقتاً ما. وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم تكن شركات التكنولوجيا التي أصبحت مفضلة لدى المستثمرين، تكسب سنتاً واحداً. 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC