في مسعى لجذب براين نيكول لتولي منصب الرئيس التنفيذي، عرضت شركة "ستاربكس" ميزة خاصة تتمثل في إمكانية العمل عن بُعد من منزله في جنوب كاليفورنيا.
ووفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن هذا الترتيب شمل أيضاً توفير طائرة خاصة لنقل نيكول إلى مقر الشركة الرئيسي في سياتل، مما يبرز التزام الشركة بتعيينه في هذا المنصب الرفيع.
كما تضمنت جهود "ستاربكس" لجذب نيكول مكافأة نقدية بقيمة 10 ملايين دولار عند التوقيع، بالإضافة إلى تعويضات كبيرة على شكل أسهم. وعلى الرغم من دوره الحيوي، لن يُطلب من نيكول الانتقال إلى سياتل، مما يجعله في وضع نادر كأحد قادة الشركات الذين يعملون عن بُعد داخل الولايات المتحدة.
وفي حين أن العديد من الشركات تفضل أن يقيم المديرون التنفيذيون بالقرب من المقر الرئيسي، ذكر التقرير أن بعض الاستثناءات قد تُمنح للمواهب القيادية. على سبيل المثال، عيّنت مجموعة "فيكتوريا سيكريت" مؤخراً هيلاري سوبر كرئيسة تنفيذية، وسمحت لها بالبقاء في مدينة نيويورك بدلاً من الانتقال إلى مقر الشركة بالقرب من كولومبوس، أوهايو.
وبالمثل، عمل الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بوينغ"، ديفيد كالهون، عن بُعد خلال جائحة كوفيد، متنقلاً بين منازله في نيوهامبشاير وكارولينا الجنوبية إلى مقر "بوينغ" في أرلينغتون، فيرجينيا. أما خليفته، كيلي أورتبيرج، فسينتقل إلى سياتل، حيث توجد أكبر عمليات التصنيع للشركة.
حافظ رؤساء تنفيذيون آخرون أيضاً على إقامتهم في مناطق بعيدة عن مقار شركاتهم. فعلى سبيل المثال، ظل تشارلز شارف، الرئيس التنفيذي لبنك "ويلز فارغو"، يعيش في نيويورك رغم توليه المنصب في 2019، وكان يسافر بانتظام إلى مكاتب البنك في سان فرانسيسكو وشارلوت. كذلك، تعمل ليدياني جونز، الرئيسة التنفيذية لشركة "بامبل"، عن بُعد من بوسطن، حيث تلاحظ أن فارق التوقيت يساعدها على التنسيق مع المكاتب العالمية.
"ستاربكس" أعلنت أن براين نيكول سيحتفظ بمكتبه الأساسي في المقر الرئيسي للشركة في سياتل، بينما سيقضي وقتاً مع الموظفين والعملاء حول العالم. كما كشفت الشركة عن خطط لإنشاء مكتب صغير عن بُعد في نيوبورت بيتش، كاليفورنيا، سيعمل فيه مساعد من اختيار نيكول، على أن تتحمل الشركة تكاليف هذا المكتب.
وفقًا للتقرير، يمتلك براين نيكول خبرة سابقة في نقل مقرات الشركات إلى مواقع جديدة. فعندما تولى منصب الرئيس التنفيذي لسلسلة المطاعم الأمريكية "شيبوتلي" في عام 2018، نقل مقر الشركة من دنفر إلى جنوب كاليفورنيا، حيث يقيم، في محاولة لتجديد العلامة التجارية. إلا أن هذا القرار واجه صعوبات وتحديات في التواصل مع الموظفين، حيث لم يُعرض الانتقال إلى الموقع الجديد على الجميع.
في بعض الحالات، يُنقل المقر الرئيسي لتلبية احتياجات القيادة الجديدة. على سبيل المثال، في عام 2022، نقل الملياردير كين غريفين صندوق التحوط الخاص به، "سيتادل"، من شيكاغو إلى ميامي، مستنداً إلى البيئة التجارية الملائمة في فلوريدا وارتفاع معدلات الجريمة في شيكاغو كأسباب لهذا التحرك.
كما قامت شركة "نيويل براندز" بنقل مقرها الرئيسي من أتلانتا إلى هوبوكين، نيو جيرسي، في عام 2016، جزئياً لتسهيل التنقل لرئيسها التنفيذي آنذاك، مايكل بولوك، قبل أن تعود إلى أتلانتا بعد مغادرته في عام 2019.
في شركة "ستاربكس"، يُطلب عادةً من موظفي المقر الرئيسي العمل من المكتب ثلاثة أيام في الأسبوع، وهو ما قد يتغير بناءً على الترتيبات المرنة لنيكول. وقد أشار خبراء للصحيفة، إلى أن هذا التغيير قد يثير تساؤلات بين الموظفين ذوي المستويات الأدنى حول ترتيبات عملهم الخاصة.
وعلى الرغم من أن هذه المرونة الجغرافية نادرة بالنسبة للموظفين العاديين، إلا أن الشركات غالباً ما تمنح استثناءات للمديرين التنفيذيين خلال المفاوضات، حيث يمثل نهج "ستاربكس" مثالًا على مدى استعداد الشركات للقيام بما يلزم لجذب المواهب القيادية، حتى لو كان ذلك يعني التباين عن الممارسات التقليدية.
أكد التقرير أن هذه الاتجاهات تبرز تحولاً في كيفية تعامل الشركات مع القيادة التنفيذية، حيث أصبحت المرونة عنصراً أساسياً بشكل متزايد في جذب المواهب القيادية.