logo
اقتصاد

إمبراطورية الاستثمار الخفية التي تقف وراء ثراء سام ألتمان

إمبراطورية الاستثمار الخفية التي تقف وراء ثراء سام ألتمان
تاريخ النشر:4 يونيو 2024, 02:18 م
بصفته الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "اوبن إيه آي" (OpenAI)، يشرف سام ألتمان، البالغ من العمر 39 عاماً، على شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تبلغ قيمتها 86 مليار دولار وتقود ثورة في مجال التكنولوجيا.

وعلى الرغم من دوره المؤثر، لا يملك ألتمان أي حصة في مطور روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، بل يتقاضى راتباً سنوياً قدره 65 ألف دولار فقط، مؤكداً رغبته في التأثير على تطوير الذكاء الاصطناعي نتيجة تضارب المصالح المحتمل.

يبرز ألتمان كواحد من أنجح المستثمرين المغامرين في وادي السيليكون، حيث يدير إمبراطورية استثمارية مترامية الأطراف تستفيد بشكل مباشر من نجاح "أوبن إيه آي". 

تشمل محفظته الاستثمارية الواسعة أكثر من 400 شركة، بما في ذلك أسماء كبرى مثل "سترايب" (Stripe) و"إير بي إن بي" (Airbnb) و"ريديت" (Reddit)، وتبلغ قيمتها ما لا يقل عن 2.8 مليار دولار اعتباراً من أوائل هذا العام، بحسب ملفات الشركة وتقارير صحيفة وول ستريت جورنال. وتدار هذه الأصول من قبل مكتبه العائلي، وتنافس في قيمتها وحجمها بعض شركات رأس المال الاستثماري الكبيرة.

ولتعزيز حصصه في الشركات الناشئة، لجأ ألتمان إلى بنك "جيه بي مورغان"، مصرفه الشخصي منذ فترة طويلة، ما أتاح له ضخ مئات الملايين الإضافية في الشركات الخاصة. هذه الإستراتيجية، غير الشائعة بين أصحاب رؤوس الأموال بسبب الطبيعة المتقلبة للاستثمار في الشركات الناشئة التي تتسبب بإفلاس عدد كبير منها، تؤكد على نهج ألتمان عالي المخاطر.

تشابكت العديد من استثمارات ألتمان مع شركته "اوبن إي آي" نفسها، إما كعملاء أو كشركاء تجاريين رئيسين، ما أدى إلى تضارب محتمل في المصالح كون ألتمان على جانبي الصفقات. على سبيل المثال، تتفاوض "أوبن إيه آي" على صفقة لتمويل شركة "هليون" (Helion)، وهي شركة ناشئة في مجال الطاقة النووية يرأسها ألتمان، لشراء كميات كبيرة من الكهرباء لتوفير الطاقة لمراكز البيانات. 

تلقت "هليون" التي تأسست منذ 11 عاماً، والتي تخطط لبناء محطات طاقة الاندماج النووي، استثماراً بقيمة 375 مليون دولار من ألتمان في عام 2021، وهو أكبر شيك كتبه على الإطلاق، لبدء عمليات التشغيل. 

وعلى الرغم من أن ألتمان انسحب من محادثات الصفقة، إلا أن الوضع يسلط الضوء على الصراعات المحتملة حيث يمكن أن يستفيد ألتمان شخصياً من أنشطة "أوبن إيه آي". ولاحقاً وقعت الشركة الناشئة عقداً مع "مايكروسوفت"، أول عملائها وأكبر مستثمر في "أوبن إيه آي"، العام الماضي.

في الشهر الماضي، أعلنت "أوبن إيه آي" عن شراكة مع "ريديت" حيث ستدفع مقابل جلب محتوى موقع المراسلة إلى "تشات جي بي تي" ومنتجات الذكاء الاصطناعي الأخرى. وشهد ألتمان، الذي يمتلك 7.6% من "ريديت" كثالث أكبر مساهم خارجي، ارتفاع قيمة حصته بمقدار 69 مليون دولار إلى 754 مليون دولار بعد الإعلان إثر ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 10%. وعلى الرغم من عدم قيادته محادثات الشراكة، بحسب منشور لـ"أوبن إيه آي"، إلا أن هذا الارتباط يضيف إلى قائمة الصراعات المحتملة.

تركز استثمارات ألتمان الأخيرة على الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي التي بدأتها شركة "أوبن إيه آي". وتشمل هذه الشركات (Apex Security)، التي استثمر فيها ألتمان مبلغاً لم يكشف عنه الصيف الماضي، وتهدف إلى بيع برامج الأمن السيبراني لمستخدمي منتجات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي". 

كما استثمر أيضاً مبلغاً لم يكشف عنه في (Exowatt)، وهي شركة ناشئة تلبي احتياجات الطاقة النظيفة لمراكز البيانات الكبيرة التي تستخدمها شركات الذكاء الاصطناعي.

وعندما سُئل عن تضارب مصالح محتمل بين "أوبن إيه آي" واستثماراته الشخصية، رفض ألتمان التعليق. وصرح بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة شركة "أوبن إيه آي"، أن ألتمان "اتبع السياسات باستمرار وكان شفافاً بشأن استثماراته". وشدد تايلور على أن ألتمان ملتزم تماماً بدوره كرئيس تنفيذي، وقال: "نحن نتابع بعناية أي تضارب مصالح ونضع دائماً [أوبن إيه آي] في المقام الأول. تقوم لجنة التدقيق المستقلة تماماً لدينا بمراجعة جميع النزاعات المحتملة التي تشمل المديرين والمسؤولين لضمان أفضل النتائج لـ[أوبن إيه آي]".

يذكر أن شركة "نيوز كورب"، المالكة لصحيفة وول ستريت جورنال، تمتلك شراكة لترخيص المحتوى مع "أوبن إيه آي".

وعادةً ما تمنع مجالس إدارة الشركات العامة المديرين التنفيذيين من امتلاك حصص كبيرة في مشاريع خارجية، إذ تكمن المخاوف في أن يتبع المسؤولون التنفيذيون الحوافز ويبرموا الصفقات أو يفضلوا الشراكات التي تساعد الشركات التي يملكونها. وحتى في حال تنحي المدير التنفيذي عن دوره في هذه الصفقات، فإن الموظفين يجدون أنفسهم في موقف محرج للتفاوض ضد المصالح المالية الشخصية لرئيسهم.

في نوفمبر، تم إقالة ألتمان مؤقتاً من قبل مجلس إدارة "أوبن إيه آي" بسبب مخاوف بشأن الشفافية وتضارب المصالح المحتمل من مشاريعه الجانبية العديدة. ولكن تمت إعادته إلى منصبه في وقت لاحق من ذلك الشهر بعد خلاف على القيادة، أدى إلى مغادرة ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة الذين صوتوا لصالح إقالته. وانضم تايلور، رئيس مجلس الإدارة الحالي، للشركة في ذلك الوقت.

بحسب أشخاص مطلعين، فإن بعض المديرين الذين صوتوا لإقالة ألتمان شعروا أنه كان يقدم لهم القليل من المعلومات حول حجم ونطاق حصصه في الشركات الناشئة، ما جعل من المستحيل فهم كيفية استفادته الشخصية من الصفقات التي تسعى إليها الشركة.

إمبراطورية الاستثمار

بدأت رحلة ألتمان الاستثمارية في الشركات الناشئة أثناء إدارته لشركة "لوبت" (Loopt)، وهي شركة ناشئة للشبكات الاجتماعية أسسها بعد وقت قصير من مغادرته جامعة ستانفورد في عام 2005. وعلى الرغم من مصادر التمويل المحدودة، تمكن من الوصول إلى الشركات الناشئة بفضل معلمه بول غراهام، المؤسس المشارك لشركة "واي كومبناتور" (Y Combinator) التي استثمرت في "لوبت". 

كما كان استثمار ألتمان الثاني في إحدى الشركات الناشئة، الأكثر نجاحاً له حتى الآن. في عام 2009، قدمه غراهام إلى جون وباتريك كوليسون، رائدَي أعمال أيرلنديين شابين أسسا شركة ناشئة جديدة لمعالجة المدفوعات تسمى "سترايب". استثمر ألتمان 15000 دولار مقابل 2% من الشركة.

اليوم أصبحت "سترايب" ثالث أكبر شركة ناشئة في الولايات المتحدة من حيث القيمة بعد "سبيس إكس" و"أوبن إيه آي"، بـ65 مليار دولار. وفي العام الماضي، أعلنت "سترايب" أيضاً عن صفقة للمساعدة في تسويق تقنية "أوبن إيه آي".

في عام 2012، باع ألتمان "لوبت" واستخدم الأرباح الصغيرة للمساعدة في جمع أول صندوق استثماري له، والذي أطلق عليه اسم (Hydrazine)، نسبة لاسم المادة الكيميائية المستخدمة في وقود الصواريخ، وبدعم كبير من الملياردير بيتر ثيل المؤسس المشارك لشركة "باي بال".

في عام 2014، أصبح ألتمان رئيساً لشركة "واي كومبناتور"، وبحلول ذلك الوقت كان قد استثمر بالفعل في 40 شركة، كما كتب في منشور على مدونته، مضيفاً أن خمسا منها زادت قيمتها بمقدار 100 مرة أو أكثر.

كما ارتفعت ثروته الشخصية بشكل كبير. وفي الوقت الحالي، يمتلك ألتمان منازل لقضاء العطلات في وادي نابا وهاواي، ويمتلك مجموعة من السيارات الرياضية من الشركات المصنعة الفاخرة مثل كوينيجسيج وماكلارين. وخلال رحلة عمل إلى أبو ظبي في أبريل، شارك ألتمان في سباق سيارات (GT4) مع شريكه أوليفر مولهيرين حول مضمار الفورمولا 1.

واصل ألتمان إدارة صندوق (Hydrazine) حتى أثناء قيادته لشركة "واي كومبناتور"، وهو أمر غير تقليدي في وادي السيليكون، حيث يُمنع عادةً قادة صناديق المشاريع الاستثمارية من إدارة صناديق المشاريع الخاصة بهم، من أجل التركيز على تحقيق الأرباح لشركاتهم.

أثار هذا الترتيب اتهامات لألتمان "بالنفاق" بين الشركاء الآخرين في "واي كومبناتور"، بما في ذلك الرئيس الحالي غاري تان، الذي منعه ألتمان من إدارة صناديقه الاستثمارية الخاصة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ورفض تان التعليق.

استحوذ صندوق (Hydrazine) على جزء من حصص الشركات الناشئة المملوكة لغراهام، وهي صفقة منحت ألتمان حصصاً في بعض أبرز الشركات المدعومة من قبل "واي كومبناتور"، ولم يتم الإبلاغ عن هذه الصفقة.

في سبتمبر 2014، قام الصندوق بعملية استثمار بقيمة 28 مليون دولار في "ريديت"، الموقع الإلكتروني للرسائل الذي أصبح ألتمان مهووساً به منذ لقائه بمؤسسي الشركة في عام 2005 من خلال "واي كومبناتور". وجمع ألتمان باقي جولة التمويل، وجلب مستثمرين متنوعين، من بينهم ثيل ومغني الراب سنوب دوغ، إلى شركة الاستثمار المغامر "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz).

انضم ألتمان إلى مجلس إدارة "ريديت" وساعد في تعيين رئيسها التنفيذي الحالي، ستيف هوفمان، في العام التالي. وبنى ألتمان مكانته على مر السنين من خلال مجموعة متنوعة من الصناديق والشركات القابضة، ما منحه حصة بقيمة 413 مليون دولار عندما تم طرح الشركة الناشئة للاكتتاب العام في مارس. وأعلنت "ريديت" في يناير 2022 أن ألتمان استقال مؤخراً من مجلس الإدارة.

أكسب الأسلوب الذي يتبعه ألتمان في الاستثمار الجريء والحاسم سمعة طيبة بين المؤسسين، إذ كثيراً ما كان يتخذ قرارات استثمارية على الفور، أحياناً قبل أن ينتهي المؤسسون من الترويج لشركاتهم. فبحسب ووكر ويليامز، مؤسس شركة "تي سبرينغ" (Teespring)، وهي شركة ناشئة يدعمها (Hydrazine): "كان سام أكثر عدوانية في استثماراته من معظم الأشخاص. إنه يهدف الى تحقيق نجاح باهر في كل مرة. كان يحلم بكيفية أن تصبح تي سبرينغ شركة تسيطر على العالم".

كما كان لألتمان دور فعال في توظيف الشركات الناشئة في المجالات المتقدمة مثل الطاقة والتكنولوجيا الحيوية في "واي كومبناتور"، معلناً أن نموذج التمويل للمشاريع العلمية الطموحة قد تم كسره. وعلى الجانب الآخر، استثمر شخصياً في الشركات الواعدة وشغل مقاعد في مجالس الإدارة.

في عام 2014، ضم "هليون" إلى حاضنة الشركات الناشئة التابعة لشركة "واي كومبناتور"، واستثمر أمواله الخاصة في شركة الاندماج النووي الناشئة، وأصبح رئيساً لها في العام التالي.

وأصبح ألتمان أحد أكثر مؤيدي "هليون" ولاءً، واصفاً الاندماج بأنه اختراق في مجال الطاقة يمكن أن يمنح البشرية طريقاً للخروج من أزمة المناخ، كما أنه يدعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة التي تستهلك الكهرباء. وقال في مقابلة مع شبكة "ستريكتلي في سي" (StrictlyVC) الإعلامية العام الماضي: "إن [هليون] هي أكثر من مجرد استثمار بالنسبة لي. إنها الاهتمام الآخر إلى جانب [أوبن إيه آي] الذي أقضي الكثير من الوقت فيه".

وفي مجال الذكاء الاصطناعي، استثمر ألتمان في الشركات الناشئة المدعومة من قبل شركة "واي كومبناتور"،  كشركات صناعة الرقائق (Cerebras Systems) و(Rain AI). كما بدأ أيضاً في قضاء المزيد من وقته في الإشراف على "أوبن إيه آي"، المؤسسة غير الربحية التي شارك في تأسيسها في عام 2015 مع إيلون ماسك.

الثروة في المشاريع الخارجية

في عام 2019، طُلب من ألتمان الاستقالة من "واي كومبناتور" بعد مزاعم ​​من الشركاء أنه وضع مشاريعه الشخصية، بما في ذلك "أوبن إيه آي"، قبل مهامه كرئيس. فكثف ألتمان استثماراته في شركته الناشئة للتركيز على "أوبن إيه آي"، وتعهد بمحفظته المتنامية من الشركات الناشئة الخاصة كضمان من خلال شركة ذات مسؤولية محدودة تسمى (Altman HoldCo).

وسمح الخط الائتماني من "جيه بي مورغان" لألتمان بكتابة شيكات شخصية على نطاق شركة استثمارية كبيرة، مع تقليل اعتماده على (Hydrazine) حيث كان عليه تقاسم الأرباح مع مستثمرين خارجيين. وفي عام 2022، بعد وقت قصير من ضخ مئات الملايين في "هليون"، استثمر ألتمان 180 مليون دولار في مختبر إطالة العمر "ريترو"، ودعم شركة مشاريع جديدة شارك في تأسيسها عام 2020 مع شقيقه ماكس، تسمى "أبولو بروجيكتس".

يرتبط جزء كبير من ثروة ألتمان بمشاريع خارجية وليس "أوبن إيه آي"، ما يغير مشهد حدود حوكمة الشركات التقليدية، وفقاً لمحامين في مجال التكنولوجيا وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية، إذ ترتبط ثروات معظم مؤسسي الشركات الناشئة بشركاتهم؛ ما يعزز الدافع لجعل شركاتهم ناجحة، فنادراً ما يجد الشخص نفسه في موقف يتيح له كسب المزيد من المال من خلال الاستفادة من الأعمال التجارية على الجانب الآخر من الطاولة.

وبعيداً عن "هليون"، قام ألتمان بتوجيه أعمال "أوبن إيه آي" إلى شركة ناشئة أخرى واحدة على الأقل من التي يقوم بدعمها. ففي عام 2019، وقعت "أوبن إيه آي" خطاب نوايا لشراء رقائق ذكاء اصطناعي بقيمة 51 مليون دولار من شركة (Rain AI)، وهي شركة ناشئة دعمها في العام السابق، وذكرت منصة "وايرد" الإخبارية في وقت سابق أنباء هذه الصفقة.

"هل سيطلب من OpenAI الاستحواذ على هذه الشركات بأسعار كبيرة؟ هل سيستفيد من موارد OpenAI لمساعدة شركاته الأخرى؟ هذا ما يشعرنا بالقلق، خصوصاً إذا كان ألتمان لا يمتلك أي حصة في OpenAI“، تساءل لويس ليهوت من شركة المحاماة (Foley and Lardner)، حيث يقدم المشورة للشركات الناشئة بشأن حوكمة الشركات.

تعتمد شركة (Humane)، التي تصنع جهازاً يمكن ارتداؤه يسمى (Ai Pin)، وهو مساعد افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي، على برنامج "أوبن إيه آي". استثمر ألتمان لأول مرة في شركة (Humane) في عام 2020، وتمتلك الشركات القابضة التي يسيطر عليها 15% من أسهم الشركة، وهو مبلغ أكبر حصة كل من مؤسسي الشركة، بيثاني بونجيورنو وعمران تشودري، وفقاً لإيداع لجنة الاتصالات الفيدرالية.

أبدى ألتمان بنفسه اهتماماً بإنشاء جهاز ذكاء اصطناعي خاص به مع جوني إيف، رئيس التصميم السابق في شركة "أبل"، والمستثمر في شركة (Limitless)، الناشئة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتقدم جهازاً يمكن ارتداؤه كقلادة لتسجيل المحادثات ونسخها، ويستخدم أيضاً برمجيات "أوبن إيه آي".

وبحسب مؤسس (Limitless)، دان سيروكر، استثمر ألتمان في شركته، التي كانت تسمى سابقاً (Rewind)، قبل وقت طويل من بدء استخدام تكنولوجيا "أوبن إيه آي". وقال: "إنه تقريباً ضحية لنجاحه. قام ببناء هذه الشركة ذات المغزى الكبير، واستثمر في الأذكياء. يكاد يكون من المستحيل أن نتصور كيف لم يتمكن هؤلاء الأشخاص الأذكياء من إيجاد طريقة للتكامل مع OpenAI".

تعتبر مسألة الصراعات أكثر حدة في شركة "أوبن إيه آي"، التي تدير ذراعاً ربحية جمعت مليارات الدولارات من العملاقة "مايكروسوفت"، ولكنها لا تزال خاضعة لإدارة مجلس إدارة غير ربحي. لذا، تعمل شركة "أوبن إيه آي" حالياً على إصلاح هيكلها الإداري، على الرغم من أنها لم تعلن عن أي تغييرات.

في مارس 2023، قال صاحب رأس المال الاستثماري البارز ريد هوفمان، الذي شارك في تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي المنافسة "إنفليكشن إيه آي" (Inflection AI) في الخريف السابق، إنه استقال من منصبه كرئيس لمجلس إدارة "أوبن إيه آي" لتجنب أي انطباع بأنه وشركته الاستثمارية "غريلوك" (Greylock) يستفيدان من البرمجيات التي تبيعها "أوبن إيه آي"، والتي تسمى واجهات برمجة التطبيقات (APIs).

وكتب هوفمان في منشور على لينكد إن: "مع تزايد أهمية واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بـ[أوبن إيه آي] للموجة القادمة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سنقوم أنا [غريلوك] بالاستثمار في شركات، مثل (Tome) و(Coda)، التي ستستخدم واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بـ[أوبن إيه آي]. وبدأت أتساءل: هل من المحتمل أن يبدو منصبي كعضو في مجلس إدارة [أوبن إيه آي] وكأنه يؤدي إلى تفاوت في التقدم الاقتصادي؟".

قال هوفمان في رسالة بالبريد الإلكتروني إن دوره كشريك عام في "غريلوك" يعني أن لديه مسؤولية مباشرة أكبر لتحقيق القيمة الأسهمية القصوى لاستثماراته، وهو ما اعتبره مختلفاً تماماً عن دور ألتمان كمستثمر.

في أبريل 2023، اقترح ألتمان على أعضاء مجلس الإدارة أن يتنحى آدم دانجيلو، الرئيس التنفيذي لموقع الأسئلة والأجوبة "كورا" (Quora)، من مجلس الإدارة بعد أن بدأ في تطوير برنامج الدردشة الآلي الخاص بها والمسمى (Poe)، وهو أيضاً أحد عملاء "أوبن إيه آي". واختلفت آراء الأعضاء الآخرين بأن هذه الخطوة ليست ضرورية. حالياً، دانجيلو هو المدير الوحيد الذي لا يزال عضواً في مجلس الإدارة من بين أولئك الذين أطاحوا بألتمان مؤقتاً في نوفمبر.

ومن بين التدابير الجديدة التي تم وضعها بعد عودة ألتمان كانت سياسة تعزيز النزاعات ولجنة تدقيق مستقلة جديدة تستعرض النزاعات المحتملة المتعلقة بالمديرين والمسؤولين. ولم يكشف مجلس الإدارة عن أي تفاصيل حول السياسة المتعلقة بالنزاعات بشكل علني.

على الرغم من عدم تناوله للأسئلة المتعلقة بمصالحه الخارجية، ناقش ألتمان قضية النزاعات في منشور له في نوفمبر على "إكس"، بعد وقت قصير من إعادته إلى منصب الرئيس التنفيذي، وذلك فيما يتعلق بـ دي أنجيلو وجهوده في تطوير (Poe).

وقال ألتمان: "نتوقع أنه إذا حققت [أوبن إيه آي] النجاح الذي نأمله، فستلامس العديد من أجزاء الاقتصاد وتتعامل بعلاقات معقدة مع العديد من الكيانات الأخرى في العالم؛ ما يؤدي إلى تضارب محتمل للمصالح. إن الطريقة التي نخطط بها للتعامل مع هذا الأمر هي الإفصاح الكامل وترك القرارات المتعلقة بكيفية إدارة مثل هذه المواقف لمجلس الإدارة".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC