الفيدرالي لم يحدد مسار السياسة النقدية
الدولار يسجل أعلى مستوى خلال عام أمام اليورو
حلق الدولار الأميركي صوب أعلى مستوياته في نحو عام بعدما نجح في ملامسة أعلى مستوياته في عامين أمس الخميس، وعزز من ارتفاعات العملة الأميركية تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وفيما يبدو أنه توجه للإبقاء على أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، تحولت توقعات المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على وتيرة وحجم تخفيضات أسعار الفائدة بعد تصريحات رئيس الفيدرالي. ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم. إي فقد انخفضت الرهانات على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل إلى 48.3% نزولاً من 58.5% أمس الخميس ومن 82.5% يوم الأربعاء الماضي.
يتحرك مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من 6 عملات رئيسة عند مستويات قرب 160.4 نقطة، الذي تراجع بنسبة 0.2% بحلول الساعة 11:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، إلا أنه ما زال يتداول قرب أعلى مستوى في أكثر من عام، بعدما نجح في تجاوز مستويات 107 نقاط ملامساً أعلى مستوى في عامين.
يتجه مؤشر الدولار لتحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 1.8%، ليكون أفضل أداء له منذ سبتمبر بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أقل، وتقديرات بأن سياسات دونالد ترامب قد تزيد التضخم عندما يتولى منصبه في يناير.
من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة وتشديد قوانين الهجرة في ظل إدارة الرئيس المنتخب ترامب إلى زيادة التضخم، ما قد يؤدي إلى إبطاء دورة التيسير النقدي في الأجل الأبعد.
◄يتجه اليورو من جانبه إلى تسجيل أسوأ أداء أسبوعي في سبعة أشهر بهبوط بواقع 1.75%، بعدما هبط إلى 1.0530 دولار لتظل قرب أدنى مستوى لها في عام، والذي سجلته في الجلسة السابقة.
◄انخفض الجنيه الإسترليني 0.1% إلى مستويات 1.2666 دولار، ويتجه إلى خسارة أسبوعية نسبتها 2% بما يمثل أكبر تراجع أسبوعي منذ يناير 2023.
◄تراجع الين 0.3% أمام الدولار إلى مستويات 156.87 ين، حيث يتجه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 2.5%.
◄نزل الدولار الأسترالي 0.15% إلى مستويات 0.6450 دولار ويتجه إلى تراجع بأكثر من اثنين بالمئة خلال الأسبوع في أسوأ أداء أسبوعي له في أربعة أشهر.
◄انخفض الدولار النيوزيلندي في أحدث التداولات 0.2% إلى مستويات 0.5846 دولار ليظل قريباً من أدنى مستوى له في عام، فيما يمضي لتسجيل تراجع أسبوعي 2%.
في كلمة معدة للنشر، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في فعالية للبنك في ولاية دالاس مساء أمس: «إنه لا داعي أن يتعجل البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة، معللاً ذلك بأن الاقتصاد ينمو بوتيرة ثابتة وسوق العمل قوي، إضافة إلى استقرار التضخم عند مستويات أعلى من الهدف البالغ 2%».
وأكد باول أنه يمكن للأعضاء قضاء وقتهم واتخاذ قرارات مدروسة بشأن مسار السياسة النقدية في المستقبل، إضافة إلى أن التضخم سيواصل انخفاضه نحو هدف 2%، وفي بعض الأحيان، قد يكون هذا المسار وعراً ومتقلباً.
كما أشار إلى التزام البنك بإنهاء مهمة كبح التضخم المرتفع، لافتاً إلى أن القوة الاقتصادية تمنح الفيدرالي القدرة على التعامل مع قراراته بعناية، وأن سوق العمل قوي، والتضخم يسير على طريق مستدام إلى هدف الفيدرالي.
وقال: «كان الأداء الاقتصادي الأميركي مؤخراً جيداً بشكل ملحوظ، بينما هدأ سوق العمل إلى درجة لم يعد فيها مصدراً لضغوط تضخمية كبيرة، في حين يراقب البنك عن كثب الانخفاض التدريجي في تضخم خدمات الإسكان، والذي لم يصل لمستويات طبيعية بالكامل بعد».
بينما توقع أن يرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.3% في أكتوبر مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق (ومقابل 2.1% في سبتمبر)؛ وربما يرتفع نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 2.8% (مقابل 2.7% في سبتمبر).
في الفعالية ذاتها، قال باول: «لم يُحَدَّد مسار السياسة النقدية ولا تحول السياسة نحو المستويات الطبيعية، إضافة إلى أنه ليس من الواضح المدى اللازم لإبقاء السياسة النقدية عند مستويات تشديدية».
أضاف رئيس الفيدرالي: «سياسة البنك في مكان جيد، ولدينا مساحة لخفض أسعار الفائدة إذا لزم الأمر، يمكن أن نكون حذرين بشأن خفض أسعار الفائدة، وسنكون حذرين بشأن تغيير السياسة النقدية، حتى يكون لدينا الكثير من اليقين».
في إشارة إلى الخلاف الدائر بين باول والرئيس المنتخب دونالد ترامب ورغبة الأخير في إقالة باول، قال باول: «سأعمل بالتأكيد حتى نهاية فترة رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي».
أضاف: «بينما نتخذ القرارات، لا نفكر في رفاهية أي حزب سياسي، مشيراً إلى أن العوامل السياسية ستكون مصدر إلهاء، مع التأكيد على الالتزام بشرح سياستنا للجمهور والكونغرس».
وأكد باول أن مصداقية الاحتياطي الفيدرالي هي أهم شيء في نجاح البنك، وقال: «من المفهوم لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي أن وجود بنك مركزي مستقل أمر مهم للغاية».