موقف الفيدرالي الأميركي من سياسة التعريفات عزز الصعود
تراجع الين مع ارتفاع التضخم واستمرار المفاوضات التجارية
توقفت خسائر الدولار الأميركي الحادة في التعاملات الصباحية اليوم الجمعة مؤقتاً، لتلتقط أنفاسها وتنفض بعضاً من غبار تراجعات سريعة وحادة منذ بداية هذا الشهر دفعت العملة الأميركية إلى أدنى مستوياتها في سنوات.
ارتفع الدولار اليوم بعد خسائر متتالية مني بها في الآونة الأخيرة أمام عملات كبرى، بينما تراجع اليورو قليلاً إثر إعلان البنك المركزي الأوروبي قرار خفض الفائدة للمرة السابعة في عام، وهو ما دعم الدولار أمام اليورو.
تأتي تداولات اليوم، وسط توقعات بتراجع كميات وأحجام التداول قبل الجمعة العظيمة التي ستشهد إغلاق أغلب الأسواق الأميركية، لكن باقي أسواق الصرف الأجنبي ستظل مفتوحة.
◄ ارتفع مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات بينها اليورو، والين، والإسترليني، حوالي 0.15% إلى مستويات 99.45 نقطة بحلول الساعة 4:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ انخفض مؤشر الدولار في خمسة أيام 0.75%، في حين فقد 5% منذ بداية الشهر الحالي.
◄ فقد الدولار خلال تداولات شهر ما يقرب من 6%، بينما انخفض بنحو 9.1% خلال ثلاثة أشهر، في حين تراجع 8.4% منذ بداية العام الحالي.
هبط اليورو في أحدث التعاملات 0.2% إلى 1.1358 دولار لكنه ما زال متماسكاً قرب أعلى مستوى في ثلاثة أعوام بلغه يوم الجمعة الماضي وهو 1.1473 دولار.
جاء ذلك بعدما خفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لأقل مستوى منذ أواخر 2022، سعياً لتعزيز اقتصاد منطقة اليورو الذي يواجه صعوبات، تفاقمت مع ضربة قوية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية.
صعد الدولار مقابل الين 0.3% إلى 142.24 بعدما وصل في وقت سابق إلى 141.60 وهو أدنى مستوى للعملة الأميركية منذ 18 سبتمبر.
جاء ذلك تزامناً وارتفاع معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الأغذية الطازجة والطاقة، ويراقبه بنك اليابان عن كثب، إلى 2.9% من 2.6% في الشهر السابق.
بدأت اليابان هذا الأسبوع مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة، بعد أن علق ترامب رسومه الجمركية التبادلية البالغة 24% على اليابان لمدة 90 يوماً، تاركا الرسوم الجمركية الأساسية عند 10%.
◄ انخفض الجنيه الإسترليني، أمام الدولار في أحدث تداولات 0.1% إلى مستويات 1.3249 دولار.
◄ ارتفع الدولار أمام الفرنك السويسري بنسبة في حدود 0.1% إلى مستويات 0.817 دولار، إلا أنه لا يزال قرب أدنى مستوى في 10 سنوات.
◄تراجع الدولار الأميركي أمام نظيره النيوزيلندي 0.4% إلى 0.5964 دولار بعدما أظهرت بيانات ارتفاع أسعار المستهلكين بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الأول.
◄ زاد الدولار الأسترالي 0.2% إلى 0.6383 دولار أميركي، بعدما أظهرت بيانات تعافياً بالتوظيف في أستراليا خلال مارس الماضي.
استقر الدولار، وتحرك في نطاق ضيق بعد انخفاضات كبيرة على مدار أسبوعين بضغط من مخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية ونقل مستثمرين أموالهم إلى عملات الملاذ الآمن.
يترقب المتعاملون الآن، ما ستسفر عنه مناقشات بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين لاستشفاف مؤشرات قد تضفي بعض الوضوح على أهداف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرسوم الجمركية.
تزامناً ومفاوضات واشنطن واليابان بشأن الرسوم التجارية، تبدأ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، مناقشة الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الاتحاد الأوروبي مع ترامب.
أوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، أنه لا يرى حاجة وشيكة لتغيير سياسة البنك المركزي لأسعار الفائدة، إذ من المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى ارتفاع التضخم وإضعاف النمو وزيادة البطالة.
قال ويليامز في بيان معد للنشر أمس: «أعتقد أن السياسة النقدية في وضع جيد، لا أرى أي حاجة لتغيير الفائدة على الأموال الفيدرالية في أي وقت قريب».
بالمقابل، أبدى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مخاوفه من أن تهدد سياسة إدارة ترامب التجارية قدرة البنك المركزي على احتواء التضخم ودعم النمو، ما يدفع إلى التريث في المضي قدماً في تيسير السياسة النقدية.