logo
اقتصاد

"الفيدرالي" يتحوط من فوز "ترامب"..الأسواق قد تسدد ثمناً باهظاً للخلافات القديمة

"الفيدرالي" يتحوط من فوز "ترامب"..الأسواق قد تسدد ثمناً باهظاً للخلافات القديمة
دونالد ترامب يعلن ترشيح جيروم باول لمنصب رئيس الفيدرالي في حديقة الورود بالبيت الأبيض في واشنطن يوم 2 نوفمبر 2017المصدر: رويترز
تاريخ النشر:6 يوليو 2024, 07:06 ص

كشف أحدث تقرير للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن مخاوف صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأميركية من صعود دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل، إلى سدة الحكم، وذلك في ظل الخلافات السابقة بين رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول ودونالد ترامب خلال فترة رئاسته بين عامي 2016 و2020.

سلط "الفيدرالي" الضوء على أهمية استقلاله السياسي في وقت يقترب فيه دونالد ترامب، الذي هاجم على نحو متكرر عملية صنع السياسات في "الاحتياطي الفيدرالي" سابقاً، من أن يصبح رسمياً المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس.

تقرير الفيدرالي

أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي، أمس الجمعة، تقريره نصف السنوي حول سياسات أسعار الفائدة، وهي وثيقة دورية عادة ما تتضمن تحليل نمو الوظائف، والتضخم، وأسعار الفائدة، والاتجاهات الاقتصادية الأخرى.

ويحتوي التقرير على مربعات نصية قصيرة تركز على القضايا الفنية في كثير من الأحيان مثل قواعد السياسة النقدية، والتضخم، والتوظيف، وتوقعات النمو.

وعادة ما يتم إصدار التقرير يوم الجمعة، قبل أن يدلي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشهادته أمام لجان مجلس النواب ومجلس الشيوخ كجزء من تقرير البنك المركزي نصف السنوي إلى الكونغرس.

أصبح الاستقلال التشغيلي للسياسة النقدية قاعدة دولية للبنوك المركزية

"الفيدرالي" الأميركي

مربع جديد

تظهر العديد من المربعات بانتظام في معظم التقارير، مثل المربع الذي يركز على التوظيف والأرباح للمجموعات الديموغرافية المختلفة، لكن تقرير يوم الجمعة يتضمن مربعاً جديداً بعنوان "استقلال السياسة النقدية، والشفافية، والمساءلة".

في هذا المربع، الذي ظهر حديثاً في التقرير، أكد بنك الاحتياطي الأميركي على حاجته الماسة إلى العمل بشكل مستقل عن الضغوط السياسية.

استقلالية البنك

يقول التقرير: "هناك دعم واسع النطاق للمبادئ التي تقوم عليها السياسة النقدية المستقلة، لقد أصبح الاستقلال التشغيلي للسياسة النقدية قاعدة دولية".

أضاف التقرير: "تشير البحوث الاقتصادية إلى أن الأداء الاقتصادي كان يميل إلى أن يكون أفضل عندما تتمتع البنوك المركزية بمثل هذا الاستقلال".

أعتقد أن الدعم لاستقلال البنك مرتفع للغاية، وهو أمر مهم حقاً في "الكابيتول هيل"، من الحزبين السياسيين

رئيس الفيدرالي جيروم باول

تصريحات باول

قال جيروم باول، يوم الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر للسياسة النقدية في البرتغال: "أعتقد أن الدعم لاستقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي مرتفع للغاية، وهو أمر مهم حقاً في الكابيتول هيل، في كلا الحزبين السياسيين".

تشير مثل هذه التصريحات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يسعى إلى حشد الدعم في الكونغرس لاستقلاله، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأشار باول خلال المؤتمر إلى ضرورة أن يبقى البنك حصناً حاسماً ضد الهجمات السياسية على بنك الاحتياطي الفيدرالي.

 

لماذا الخوف؟

قبل أن يضرب وباء كورونا الاقتصاد العالمي عام 2020، طالب ترامب بصفته رئيساً، بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل متكرر بخفض سعر الفائدة القياسي.

برر ترامب وجهة نظره حينذاك ،بأن خفض الفائدة يمكن أن يقلل من تكلفة اقتراض المستهلكين والشركات وتحفيز الاقتصاد الأميركي على النمو.

في عام 2018، رفع البنك سعر الفائدة القياسي تدريجياً من المستويات المنخفضة للغاية التي وُضِعَت بعد الركود الكبير إبان الأزمة المالية في 2008، ما أدى إلى الخلاف بين ترامب وباول والذي ظهر إلى العلن عبر وسائل الإعلام.

وقال ترامب في هجوم غير عادي من رئيس الولايات المتحدة على رئيس أكبر مؤسسة مالية في البلاد: "ما يفعله البنك الفيدرالي أكبر تهديد لي".

في المقابل، جاءت تصريحات باول تعليقاً على إشارات ترامب لتكشف عن تفاقم الأزمة؛ إذ قال باول حينها: "لست سعيداً بما يفعله".

سنواصل القيام بعملنا، لدينا بطالة بنسبة 4%، والتضخم عند 2.6%، دعونا نستمر في عملنا ونقوم بوظائفنا، التاريخ سيحكم

 جيروم باول

لن يعيد ترشيحه

رشح الرئيس الأميركي السابق ترامب جيروم باول لمنصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي أعاد الرئيس جو بايدن ترشيحه لاحقاً لفترة تنتهي في مايو 2026. 

أشار ترامب في نهاية ولايته إلى أنه بالفعل لن يعيد ترشيح باول إذا انتخِب رئيساً لولاية جديدة، وهو ما لم يحدث.

وعندما سُئل باول، يوم الثلاثاء، عن التهديد المحتمل الذي سيواجه استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة انتخاب ترامب مجددا، قال: "أنا لا أركز على ذلك إطلاقا".

قال باول خلال المؤتمر: "أعتقد حقاً أننا سنواصل القيام بعملنا، لدينا بطالة بنسبة 4%، والتضخم عند 2.6%، دعونا نستمر في عملنا ونقوم بوظائفنا، التاريخ سيحكم".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC