دبي تكشف عن مشروع نقل سريع وذكي بالشراكة مع إيلون ماسك

كشفت الإمارات اليوم عن مشروع بنية تحتية جديد بالشراكة مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، يحمل اسم «دبي لوب»، وهو عبارة عن نظام نقل سريع يغطي المناطق الأكثر ازدحاماً في دبي.

الإعلان عن الشراكة الجديدة جاء خلال جلسة مفتوحة في القمة العالمية للحكومات التي تعقد في دبي، والتي شارك فيها ماسك افتراضياً وحاوره وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء.

لم تكشف دبي خلال الفعالية عن تكلفة المشروع أو إطاره الزمني، غير أن ماسك قال إنه يهدف إلى تخفيف الازدحام المروري في دبي عبر شبكة أنفاق عالية السرعة، معتبراً أنه الحل الأمثل لحركة المرور المستقبلية.

كفاءة وأمان

أوضح ماسك أيضاً أن شبكة الأنفاق تحت الأرض أكثر أماناً وكفاءة مقارنة بالحلول الأخرى كالمركبات الطائرة، التي قد تثير ضوضاء ومخاطر سقوط محتملة، خصوصاً في حالات الزلازل والكوارث الطبيعية، قائلاً «إن أحد أكثر الأماكن أماناً في حالة وقوع زلزال هو النفق تحت الأرض».

واعتبر الزلازل ظاهرة سطحية إلى حد كبير: «فكر فيها مثل الأمواج في المحيط، إذا كنت في نفق، فالأمر أشبه بالتواجد في غواصة أثناء عاصفة، أنت محمي». 

كما استشهد بنجاح تجربة شركته «بورينغ كومباني» التي أسسها في لاس فيغاس عام 2016 لمعالجة الازدحام المروري في المناطق الحضرية عبر أنظمة نقل تحت الأرض. فيما تركز الشركة على الأنفاق منخفضة التكلفة وسريعة الحفر لتستخدم للمركبات والشحن والنقل عالي السرعة.

كفاءة حكومية

في حديثه عن القضايا الاقتصادية والتنظيمية، أكد ماسك أن الحد من الإنفاق الحكومي في الولايات المتحدة واللوائح التنظيمية المعقدة عنصر أساس في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة،. قائلاً «نحن بحاجة إلى إعادة هيكلة الأنظمة الحكومية من الصفر، وإزالة اللوائح الزائدة التي تعيق الابتكار».

كما أشار إلى أن الاقتصاد الأميركي يمكن أن يحقق نمواً يتراوح بين 4% إلى 5% سنوياً، إذا نُفِّذَت إصلاحات تنظيمية فعالة، مضيفاً أن خفض الإنفاق الحكومي بمقدار 5 تريليونات دولار يمكن أن يساعد على السيطرة على التضخم وتقليص عجز الميزانية؛ ما سيؤدي إلى خفض أسعار الفائدة وتحفيز الاستثمار.

مستقبل التكنولوجيا

تحدث ماسك عن «غروك 3»، وهو نظام ذكاء اصطناعي متقدم يجري تطويره حالياً، مشيراً إلى أنه سيكون أذكى وأسرع من أي نموذج سابق. وأوضح أنه دُرِّب على كميات هائلة من البيانات الاصطناعية، وقادر على تصحيح الأخطاء تلقائياً وتحليل البيانات بفاعلية عالية. وأضاف: «نحن في المراحل الأخيرة من تطوير (غروك 3)، وسيكون جاهزاً للإطلاق خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع».

وخلال تناوله الذكاء الاصطناعي، أكد ماسك أن المستقبل سيشهد تطوراً هائلًا في الأتمتة والروبوتات البشرية؛ ما سيغير طبيعة الاقتصاد العالمي. وقال: «نحن ننفق مليارات الدولارات على تطوير هذه التقنيات، لأن العائد المستقبلي سيكون هائلاً، حيث ستتمكن الروبوتات من تقديم أي منتج أو خدمة، ما سيحدث ثورة في الإنتاجية والنمو الاقتصادي».

الاقتصاد العالمي

في ما يتعلق بمستقبل الشركات، أوضح ماسك أنه يدعم تقليل حجم البيروقراطية في المؤسسات الحكومية، ونقل العمالة منخفضة القيمة إلى القطاع الخاص، حيث يمكنهم تحقيق إنتاجية أعلى. ولفت إلى تجربة شركة «تويتر» بعد استحواذه عليها، حيث خُفِض عدد الموظفين بشكل كبير، لكن في المقابل، تم تحسين الخدمات وزيادة الإنتاجية بشكل غير مسبوق.

كما أشار إلى استثماره في شركة «أوبن إيه آي»، حيث قدم في البداية تمويلاً بقيمة 50 مليون دولار، عندما كانت الشركة غير ربحية، لكنها تحولت الآن إلى نموذج ربحي بالكامل. وأكد أن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي قادرة على تحقيق نمو هائل إذا أُدِيرَت بكفاءة واستراتيجية واضحة.

نموذج ورؤية

أشاد ماسك بدبي كمدينة سبّاقة في تبني التكنولوجيا والابتكار، لافتاً أنها كانت أول مدينة في الشرق الأوسط تطلق سيارات (تسلا) الكهربائية. وأكد أن مشروع «دبي لوب» سيكون نقلة نوعية في قطاع النقل الحضري؛ ما يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً للابتكار في البنية التحتية والتنقل الذكي.

في ختام الجلسة، شدد ماسك على أن التركيز على الابتكار التكنولوجي هو المفتاح لمستقبل مزدهر، إضافة إلى تقليل التعقيدات التنظيمية، وتحقيق كفاءة اقتصادية حقيقية. وقال: «نحن على أعتاب عصر جديد من التقدم التقني، وإذا استطعنا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة بشكل صحيح، فسنشهد نمواً اقتصادياً غير مسبوق لعقود مقبلة»