شهدت تعاملات العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية تراجعات جماعية اليوم الثلاثاء، بعدما أفلتت الأسواق من تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» أمس أبدى فيها ميلاً إلى التأنّي في التخفيضات المقبلة، في الوقت الذي كانت تراهن فيه مؤشرات «داو جونز»، و«ناسداك»، «وستاندرد آند بورز» (SPX) على تخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة.
ونجحت مؤشرات «وول ستريت» بتسجيل أرقام قياسية، ومستويات غير مسبوقة.
زادت مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام تداولات شهر سبتمبر، وعند نهاية تداولات الاثنين، وارتفع مؤشر «داو جونز» نحو 17 نقطة عند إغلاق قياسي بلغ 42330 نقطة.
ونجح المؤشر الصناعي في مواصلة اتجاهه الصعودي للشهر الخامس، ليحقق مكاسب شهرية وفصلية بـ1.85% و8.2% على التوالي.
ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بنحو 0.4% تعادل 24 نقطة عند إغلاق قياسي قدره 5762 نقطة، بينما سجل المؤشر خامس ارتفاع شهري ليصعد 2%، فيما ارتفع 5.55% خلال الربع الثالث من 2024.
زاد مؤشر أسهم التكنولوجيا «ناسداك» بنحو 0.4% تعادل 69 نقطة عند 18189 نقطة، ليحقق مكاسب للشهر الثاني على التوالي، بعدما ارتفع 2.7%، فيما ارتفع في الربع الثالث 2.55%.
لن يتعجل بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بسرعة، وسيسترشد بالبيانات
«رئيس الفيدرالي»
قدم رئيس الفيدرالي رؤية مغايرة للأسواق بشأن المضي في تخفيضات الفائدة، وذلك خلال كلمة في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال في ناشفيل مساء أمس.
وقال باول: «أظهر الاقتصاد تقدماً كبيراً نحو تحقيق أهداف الحد الأقصى للعمالة واستقرار الأسعار، حيث يبلغ معدل البطالة 4.2%، وهو معدل منخفض وفقاً للمعايير التاريخية».
وتابع: «لا نزال واثقين من أن التضخم سيستمر في التراجع نحو أهداف بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلا أننا على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات إذا أشارت البيانات إلى ضرورة ذلك.
أشار باول إلى وجود وظائف شاغرة أكثر من الطلب وهو أمر نادر قبل عام 2019، ورغم ذلك ترك باباً مفتوحاً للقلق حيث قال: «على الرغم من هذه القوة، هناك تصور بأن الوظائف أقل توفراً مما كانت عليه في عام 2019، وأن نمو الوظائف قد تباطأ».
وأضاف: «كان سعر الفائدة عند أعلى مستوى له منذ عقدين منذ يوليو 2023، عندما كان التضخم الأساسي أعلى من 4% وكان معدل البطالة قرب أدنى مستوى له في 50 عاماً عند 3.5%».
وتابع: «إذا تطورت الظروف الاقتصادية كما هو متوقع، فقد تتحول السياسة تدريجياً نحو موقف أكثر حيادية، وسنستمر في تقييم البيانات الواردة والتوقعات المحدثة مع الأخذ في الاعتبار توازن المخاطر والحرص على اتخاذ القرارات على أساس كل اجتماع على حدة».
إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، فهذا يعني خفضين آخرين هذا العام، بإجمالي 50 نقطة أساس في المجمل
رئيس الفيدرالي
قال باول «إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، فهذا يعني خفضين آخرين هذا العام، بإجمالي 50 نقطة أساس في المجمل»، يشار إلى أن توقعات المتداولين وفقاً لأداة تتبع الفائدة من فيد ووتش تتوقع خفضا بواقع 75 نقطة.
وأردف: «لن يتعجل بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بسرعة، وسيسترشد بالبيانات، وستستمر عملية خفض أسعار الفائدة على مدار فترة من الوقت دون الحاجة إلى التسرع».
كما أشار إلى توتر غير محسوم بين بيانات الاستهلاك، والتي كانت جيدة، وبيانات التوظيف، والتي أظهرت اتجاهاً نحو التباطؤ في الآونة الأخيرة.
وفي إشارة إلى قوة الاقتصاد قال باول: «بنك الاحتياطي الفيدرالي يغير سياسته للحفاظ على قوة الاقتصاد، وليس بسبب ضعفه، وسنأخذ كل شيء في الاعتبار في اجتماع نوفمبر».