شهدت سوق العملات الرئيسة «فوركس» عدداً من التغيرات خلال التعاملات الصباحية اليوم الاثنين، ووفقاً لتحليل حركة الدولار/ين، فقد أدت قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» وبنك اليابان إلى تبادل الأدوار بين الدولار والين، لتنخفض العملة الأميركية مقابل نظيرتها اليابانية، في الوقت الذي كشفت توقعات أسعار الفائدة من جانب المتداولين عدم ثقة بقرار الفيدرالي الأميركي، في إشارة إلى احتمال حدوث المزيد من التقلبات في سعر صرف زوج العملات.
وبحلول الساعة 7:20 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، انخفض الدولار مقابل الين 0.2% إلى مستوى 143.7 ين للدولار، مبدداً مكاسبه الصباحية في التعاملات المبكرة اليوم حينما ارتفع إلى 144.16 ين للدولار.
وصعد الدولار أمام الين الأسبوع الماضي بعد قرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة واليابان، إلى أعلى مستوى في أسبوعين عندما نجح في ملامسة مستوى 144.5 ين.
وحاول رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول دفع مخاوف الركود حيث قال إن الاقتصاد لا يزال قوياً، مع عدم وصول العديد من مؤشرات سوق العمل، مثل طلبات إعانة البطالة وحتى معدل البطالة الحالي البالغ 4.2% إلى مستويات مقلقة.
يتوقع متداولو العقود الآجلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة 75 نقطة أساس بحلول نهاية هذا العام، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي.إم. إي».
وأظهر بيان الفيدرالي الذي صدر عقب اجتماع الأربعاء الماضي، توقع أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية هذا العام، ونقطة مئوية كاملة العام المقبل.
في الوقت ذاته يتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة 200 نقطة أساس بحلول ديسمبر 2025، ليصل سعر الفائدة بنهاية العام المقبل إلى 2.75%.
في الأسبوع الماضي قررت لجنة السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لأول مرة منذ 4 سنوات، لتتراوح من 4.75 إلى 5% نزولاً من 5.25% إلى 5.5%.
أبقى بنك اليابان على سعر الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، وقال محافظ البنك في بيان السياسة النقدية كازو أويدا: «لسنا في عجلة من أمرنا لرفع أسعار الفائدة مجدداً».
وانعكس قرار بنك اليابان بتثبيت أسعار الفائدة، والذي جاء بعد يومين من قرار الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة 50 نقطة أساس، على أداء زوج الدولار/ين، لتنهي العملة اليابانية سلسلة مكاسب كبيرة أمام الدولار.
ورغم أن قرار بنك اليابان كان متوقعاً، إلا أن تكرار تجربة الرفع المفاجئ حينما خالف التوقعات في اجتماع نهاية يوليو بزيادة 15 نقطة أساس، كان لا يزال عالقاً في أذهان المتداولين، ليبقى بعضا من حظوظ رفع الفائدة.
بالمقابل، بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي بخفض أكبر من المتوقع، وقال رئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، إن ذلك يهدف إلى إظهار التزام صناع السياسات بالحفاظ على معدل البطالة منخفضاً بعدما تراجع التضخم.
لا تزال توقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة، والتي تتزامن وتوقعات رفع الفائدة من جانب بنك اليابان، يفتح الباب أمام مزيد من الارتفاع للين أمام الدولار.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، مستوى 101 نقطة ليستمر فوق أدنى مستوى في عام الذي سجله الأسبوع الماضي.
وارتفعت العملة اليابانية مقابل الدولار 1.4% في سبتمبر، إلا أنها تنخفض 2.2% خلال خمسة أيام، بينما لا تزال تحافظ على مكاسب في حدود 10% خلال ثلاثة أشهر.